أسوأ ما فيها

أسوأ ما فيها

أسوأ ما فيها

 لبنان اليوم -

أسوأ ما فيها

د. وحيد عبدالمجيد

يثير حضور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى الانتخابات الرئاسية سؤالا عما إذا كان طموح كل المرشحين هو أن ينتهى عهده بشكل طبيعى وأن يسجل له التاريخ إيجابياته أكثر مما يتوقف عند سلبياته. فلا ينطبق ذلك من بين خمسة رؤساء سابقين إلا على عبد الناصر.
ولا بأس من أن يكون الأمر كذلك رغم أن مصر وشعبها ينتظران من الرئيس الجديد ما هو أكبر من ذلك بكثير. فلن يكون ذكر هذا الرئيس ايجابياً فى التاريخ إلا إذا أنجز شيئاً من أهداف ثورة 25 يناير التى لا تختلف عما سعت إليه ثورة 23 يوليو حتى فيما يتعلق بالحرية. فقد كان "بناء نظام ديمقراطى سليم" أحد أهداف ثورة 1952 الستة المشهورة. وهذا هو الهدف الذى لم يتحقق منه شىء بأى درجة، بل عادت مصر إلى الوراء على هذا الصعيد تحديداً.
ولذلك يصعب إغفال أهمية التساؤل عما إذا كان حضور عبد الناصر فى هذه الانتخابات يمكن أن ينطوى على إعادة إنتاج تجربة ثورة 1952 فيما يتعلق بتعطيل المسار الديمقراطى أو تقييده أو محاصرته.
السؤال مشروع ولا يأتى من فراغ، بل يرتبط بالحرب على الإرهاب واعادة انتاج شعارات دفعت مصر ثمناً فادحاً لها فى العهد الناصرى مثل شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة". فقد أدى تعطيل المسار الديمقراطى منذ مارس 1954 إلى تبديد جهود عظيمة بُذلت بعد ذلك وحققت إنجازات كبيرة بدأت تتهاوى تحت وطأة هزيمة 1967 ثم التراجع التدريجى عن المكاسب التى حصلت عليها كثير من الفئات الاجتماعية، وصولاً إلى هيمنة "رأسمالية المحاسيب" عبر علاقة وثيقة بين السلطة والثروة. وحدث هذا كله فى غياب الحرية0 ويحدث مثله عادة حين لا تكون هناك محاسبة ومساءلة للسلطة.
ولذلك نخطئ إذا اعتبرنا الحريات والحقوق السياسية والمدنية نوعاً من الترف أو كماليات يمكن الاستغناء عنها للتركيز على الحاجات الأساسية. واذا فعلنا ذلك, سنكون قد أخذنا من عبد الناصر أسوأ ما فى تجربته على الاطلاق.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسوأ ما فيها أسوأ ما فيها



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon