حول صراعات «الإخوان»

حول صراعات «الإخوان»

حول صراعات «الإخوان»

 لبنان اليوم -

حول صراعات «الإخوان»

د. وحيد عبدالمجيد

فتح خروج بعض صراعات جماعة «الإخوان» إلى العلن شهية الكثير من وسائل الإعلام لنشر تقارير يبدو معظمها معتمداً على مصدر

واحد للمعلومات. غير أن ما يجرى تداوله حتى الآن لا يكفى لتكوين صورة واضحة عن حجم هذه الصراعات, ولا يتيح استسهال القفز إلى أنها تتفكك وتقترب من نهايتها. ولذلك ربما يكون مفيداً أن تعود إلى حالات سابقة اشتعلت فيها صراعات داخل جماعة «الإخوان» بسبب خلافات على كيفية إدارة أزمات كبرى مرت بها.وتفيد العودة إلى التاريخ هنا فى التنبيه إلى أمرين يجدر وضعهما فى الحسبان عند تحليل ما يحدث فى جماعة «الإخوان» الآن. أول هذين الأمرين هو أن الصراع يحتدم فى داخل هذه الجماعة كلما تعرضت لضربات أمنية مؤثرة، كما حدث خلال الأزمة التى بدأت بحلها فى ديسمبر 1948، وعلى مدى السنوات التى اصطدمت فيها بسلطة ثورة 1952.

ووصل الأمر فى بعض اللحظات إلى حد العراك داخل السجن عشية عدوان 1956 على مصر، عندما وجد بعض قادتها أن بوادر هذا العدوان تتيح فرصة للاتصال بالسلطة والسعى إلى التصالح تحت شعار «توحيد الصف».

ويروى على عشماوى، الذى يعتبره البعض آخر قادة النظام الخاص للجماعة فى مذكراته المنشورة فى «دار الهلال» عام 1993 أن (صداماً شديداً حدث بين «الإخوان» فى الواحات، وبينهم عدد من القادة وأعضاء مكتب الإرشاد، بسبب رغبة بعضهم فى الاتصال بالحكومة ومحاولة تصفية الخلاف بينما رفض بعضهم الآخر..).

ويصل فى روايته إلى أن (مناقشات جدلية دارت بينهم أدت فى النهاية إلى معركة جُرح فيها عدد كبير من الإخوان ..)، وأن هذا الصدام انتقل إلى باقى السجون حيث (كان اضطهاد من اتُهموا بتأييد الحكومة شديداً) على حد تعبيره.

أما الأمر الثانى الذى يساعد فى فهم لماذا لم يؤد مثل هذا الصدام إلى تفكك الجماعة، فهو أن الصراعات تحدث بين مجموعات تظل محدودة مهما زاد عددها، فى الوقت الذى يلجأ الجسم الأساسى فى التنظيم إلى الكمون، أو تقديم مساعدات للناشطين عن بُعد أو بأشكال غير مباشرة. ويظل الجميع، باستثناءات قليلة، على «بيعتهم» للمرشد العام الذى كان يلتزم الصمت فى بعض الحالات أو ينحاز برفق إلى أحد أطراف الصراع كما فعل حسن الهضيبى عندما وضع اسمه على كتاب «دعاة لا قضاة» فى منتصف الستينيات.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول صراعات «الإخوان» حول صراعات «الإخوان»



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon