لهذا سيرتفع الدولار

لهذا سيرتفع الدولار

لهذا سيرتفع الدولار

 لبنان اليوم -

لهذا سيرتفع الدولار

د. وحيد عبدالمجيد

عندما يزيد الفرق بين السعر الرسمي للدولار وسعره في السوق( الموازية أو السوداء, سمها كما شئت) إلي أكثر من10%, لابد أن يكون هذا جرس إنذار جديد ينبه إلي وجود اختلالات خطيرة في سياستنا الاقتصادية.
ليس هذا هو جرس الإنذار الأول الذي يقرع في الشهور الأخيرة. ولكن دويه هذه المرة أقوي وأشد, ويكاد يخرق الآذان. ومن بين ما ينبه إليه أن تثبيت سعر الصرف بطريقة غير واقعية لا يحل المشكلة بل يفاقمها. ولكن تحرير هذا السعر ليس أقل خطرا من التحايل علي تثبيته.
وتفسير ذلك أن الأمر لا يتعلق بالسياسة النقدية في المقام الأول, بل في عشوائية السياسة الاقتصادية المنحازة للأكثر ثراء, والرافضة مبدأ الضرائب التصاعدية, والتي تفتقد رؤية تساعد في تصحيح اختلالاتها وترشيد الأداء فيها. ولذلك يتواصل انخفاض صادراتنا, وبالتالي عائدها, في الوقت الذي تزداد وارداتنا التي يصعب خفضها إلا في هوامش ضيقة لأن نحو80% منها مستلزمات سلعية ضرورية للصناعة.
وكلما ازداد هذا العجز في الميزان التجاري( الفرق بين الصادرات والواردات), ارتفع سعر الدولار شئنا أم أبينا. وكثيرة هي الدلائل علي ذلك, وآخرها ما يمكن استنتاجه من تقرير أصدره الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء يقول إن صادرات القطن المصري زادت بنسبة تقترب من الضعف(96.7%) خلال الربع الأول للموسم الزراعي2016/2015, أي من سبتمبر إلي نوفمبر.
ولكن هذه الزيادة لم تعد خبرا مفرحا, بخلاف الحال قبل سبعة أو ثمانية عقود0 كما أن تفسير الجهاز المركزي لزيادة صادرات القطن الآن هو انخفاض أسعاره في السوق العالمية.
ويعود هذا الانخفاض إلي التدهور الذي حدث في زراعة القطن, كما في الزراعة بوجه عام, نتيجة اختلالات السياسة الاقتصادية في هذا القطاع. ولكن انخفاض السعر ليس السبب الوحيد لزيادة صادرات القطن. فهناك سبب آخر أكثر ارتباطا بالسياسة الاقتصادية الراهنة, وهو انخفاض كمية الأقطان المستهلكة محليا من194 إلي113 ألف قنطار وفق التقرير الذي أرجع ذلك إلي( توقف بعض مصانع الغزل عن الإنتاج). ويعني ذلك أن نحو43% من هذه المصانع إما خرج من السوق, أو توقف مؤقتا بانتظار سياسة اقتصادية أكثر رشدا يدرك صانعوها أنها في حاجة الي مراجعة جوهرية في مختلف قطاعاتها, لأن استمرارها علي هذا النحو سيؤدي إلي مزيد من الارتفاع في سعر الدولار.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهذا سيرتفع الدولار لهذا سيرتفع الدولار



GMT 13:50 2024 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مفتاح جنوب البحر

GMT 19:33 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

أحلام فترة النقاهة!

GMT 20:53 2024 الجمعة ,15 آذار/ مارس

دولة طبيعية

GMT 17:49 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

GMT 17:35 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

المشير والمشيرون

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon