بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
لا يحول تدنى معدلات القراءة فى العالم العربى دون اختيار إحدى مدنهم عاصمة عالمية للكتاب فى العام الحالى. فقد اختارت منظمة اليونسكو الشارقة لتكون عاصمة الكتاب عام 2019، وفق توصية اللجنة الاستشارية التى تضم الاتحاد الدولى للناشرين، والاتحاد الدولى للمكتبات.
وقد ازدادت أهمية مبادرة العاصمة العالمية للكتاب، التى أطلقتها اليونسكو، نتيجة الخطر الذى يهدد قراءة الكتب الورقية فى عصر الثورة الرقمية. وهذا خطر عالمى، ولكن أثره أكثر فداحة فى العالم العربى الذى كانت معدلات القراءة فيه محدودة أصلاً قبل التوسع الهائل والمتزايد فى الإقبال على مواقع التواصل الاجتماعى عبر شبكة الإنترنت.
ومن هنا الأهمية الخاصة لاختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب هذا العام، من حيث إنه يمثل فرصة لتعزيز ثقافة القراءة فى مجتمعاتنا العربية، وتوضيح أهميتها، وإيجاد سبل جديدة لتحويلها إلى هواية محبوبة لدى الشباب، وابتكار وسائل غير تقليدية لانتقال الكتب بين حدود دولنا دون عوائق، وحل المشكلات التى تجعل وصول كتاب يصدر فى مصر مثلاً إلى بلدان الخليج أو المغرب العربى صعباً، سواء تلك التى تتعلق بالشحن ورسومه وإمكاناته، أو بالعلاقة بين الناشر فى إحدى الدول والموزعين فى دول أخرى.
ويتيح اختيار الشارقة عاصمة للكتاب فرصة لاستثمار فعاليات هذه المناسبة، التى تبدأ فى اليوم العالمى للكتاب فى 23 أبريل الحالى، لاستعادة الاهتمام بقراءة الكتب، وتطوير صناعة النشر، وتدعيم العلاقة بين المثقفين والمراكز الثقافية والأكاديمية فى منطقتنا والعالم.
وتستطيع إمارة الشارقة أداء دور كبير فى هذا المجال، وتطوير الجهود التى بذلتها فى السنوات الماضية لدعم أنشطة ثقافية متنوعة فى بلدان عربية عدة، وربطها بمبادرة دولة الإمارات العربية التى تبنى مهمة تعزيز الحوار والتواصل بين الثقافات والحضارات والأديان.
وينطوى شعار العاصمة العالمية للكتاب 2019 افتح كتاباً.. تفتح أذهاناً على معنى عميق يعبر عن جوهر الفكرة وراء هذه المناسبة، وهى أن رفع معدلات القراءة ضرورى لكى تتفتح العقول وتفكر وتبتكر وتُبدع. غير أن مردود هذه المناسبة الكبيرة يرتبط بمدى الاهتمام بتوسيع نطاق الحوار خلالها حول كيفية إعادة الاعتبار إلى الكتاب فى العالم العربى.