رمضان يكشف ضعفنا

رمضان يكشف ضعفنا

رمضان يكشف ضعفنا

 لبنان اليوم -

رمضان يكشف ضعفنا

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لا شئ يتغير فى عالم الدراما الرمضانية إلا المستوى الذى ينخفض من عام الى آخر فى الفترة الماضية0 ولا يحتاج إدراك ذلك إلى تخصص فى النقد الفني. فهو واضح بما يكفى حتى فى اللغة الدرامية التى بدت فى بعض مسلسلات العام الماضى عاجزة عن نقل المعنى والتعبير عنه.

وليس هذا غريباً بعد أن تراجعت قوتنا الناعمة ضمن حالة التجريف التى تتعرض لها منذ عقود. ورغم أن افتقاد هذه القوة ظاهر فى مختلف مجالات الثقافة والفنون والآداب إلا القليل منها، يظل شهر رمضان كاشفاً لمدى الضعف الذى وصلنا إليه بسبب كثافة الأعمال الدرامية التى تُعرض فيه.

ومع ذلك، فما أن ينتهى عرض عشرات المسلسلات خلاله، حتى يبدأ الإعداد لغيرها لكى تُعرض فى العام التالي0 ورغم كل الصعوبات الاقتصادية التى تواجه صناعة الدراما وتسهم فى تراجعها, تواصل معظم الشركات المنتجة استسلامها لجشع من يُعدون نجوماً جاذبين للأرباح، واصرارهم على أجور خيالية فى مسلسلات لا تقدم قيمة مضافة تساوى قدراً يسيراً من المبالغ التى يتقاضونها.

ويحدث ذلك على حساب العاملين فى الجوانب الأخرى للدورة الإنتاجية فى صناعة الدراما. فما يحصل عليه فنان واحد من هؤلاء يزيد على إجمالى ما يتقاضاه جميع العاملين من غير الممثلين فى المسلسل. ولذلك تبدو الدراما الرمضانية صورة مصغرة للتفاوت الاجتماعى الذى يزداد بمعدلات تدفع إلى القلق.

كما أن جمود شركات الإنتاج التى تدفع مبالغ خيالية لفنانين لم يبق لديهم أى خيال هو أحد أسباب تدهور المستوى العام للدراما الرمضانية. فالولع بهؤلاء الفنانين يمنحهم سطوة تُمكَّنهم من التحكم فى العمل الدرامي، بدءاً من النص الذى يتم تفصيله على مقاس الفنان فيأتى مضمونه هزيلاً. وفى مقابل العناية الفائقة بالشخصية التى يؤدى هذا الفنان دورها، تُهمل الشخصيات الأخرى على نحو يؤدى فى كثير من الأحيان إلى تسطيحها.

وإذا كان الولع بفنانين لم يعد لديهم ما يقدمونه يُضعف مستوى الدراما الرمضانية، فهو يُعد فى الوقت نفسه أحد عوامل تراجع عدد المسلسلات بما يؤدى إليه من بطالة فى أوساط عدد متزايد من العاملين فى صناعة الدراما.

وهكذا يأتى رمضان كل عام فيكشف تراجع قوتنا الناعمة، ويذكرنا بالضعف الذى آلت إليه حالنا فى هذا المجال. وليس متوقعاً أن يختلف رمضان الذى هلت بشائره فى هذا المجال.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان يكشف ضعفنا رمضان يكشف ضعفنا



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon