ليس معروضا للبيع

ليس معروضا للبيع

ليس معروضا للبيع

 لبنان اليوم -

ليس معروضا للبيع

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لا يطيق معظم المستثمرين المصريين الكبار أن يخسروا شيئا. لا علاقة تربطهم بالمبادئ الرأسمالية سواء القديمة أو الجديدة، لا يعرفون أن السوق مكسب وخسارة، ولا يقبلون إلا أن تكون ربحاً دائماً لكي تزداد ثرواتهم، ويحصلون علي أعلي المراتب في القوائم التي تنتشر كل عام مثل «فوربس» وغيرها.

ومن لا يعرف معني أن «البيزنس» مكسب وخسارة، ولا يقبل المخاطرة بوضع أموال في مشروع لا يضمن أنه سيربح في النهاية، لابد أن ينتفض إذا انتُزع منه مشروع أقامه، ويستخدم كل أدواته وإمكاناته سعيا إلي استعادته، ولا يقتصر ذلك علي المشاريع الاقتصادية، بل ينطبق علي أي منشآت يؤسسها. 

وعندما يدفع أحدهم أموالاً لإقامة حزب سياسي وينفق عليه نحو خمس سنوات، و«يشتري» مرشحين في انتخابات نيابية بسبب عدم إدراكه أن وظيفة أي حزب هي إعداد كوادر بعضها انتخابي، يصبح هذا الحزب جزءا من أملاكه، ويرفض بالتالي أن يجد نفسه مطروداً منه. وعندئذ يصبح مستعدا لإنفاق مزيد من الأموال من أجل استعادة هذا الحزب، رغم أن تجربة عمرها خمس سنوات تنطق بأنه مشروع خاسر لم يؤسس علي أي من القواعد الأولية اللازمة لبناء أحزاب سياسية ناجحة قادرة علي تجميع مصالح فئات وشرائح يُعتد بها في المجتمع، والتعبير عن المبادئ التي يتبناها نظريا فلا تبقي حبيسة بضع وريقات تتضمن صيغة مبتسرة لهذه المبادئ ولا تلقي أي اهتمام بعد تقديمها إلي لجنة شئون الأحزاب. ويستدعي هذا السلوك، الذي لا ينسجم مع غريزة الربح الدائم لدي معظم المستثمرين، تفسيرا قد نجده في رد الفعل الغريزي أيضا في حالة فقد شيء يملكه المرء ويري أن آخرين سطوا عليه. فالمستثمرون الذين يستثمرون في أحزاب لا يميزون بينها وبين مشاريعهم الاقتصادية إلا فيما يتعلق بالعائد منها، حيث يحقق الحزب نفوذا وليس مالا. وإذا كف الحزب عن تحقيق هذا العائد، يقبل «مالكه» أن يعرضه للبيع ليسترد الأموال التي أنفقها عليه، كما يفعل مثلاً في حالة اضطراره إلي بيع محطة تليفزيونية، ولكن حزب المصريين الأحرار، الذي يبدو أن الصراع عليه سيتصاعد، لم يكن معروضاً للبيع. ولعل هذا هو المصدر الرئيسي لأزمته الراهنة التي لم تكتمل فصولهاً. 

المصدر : صحيفة الاهرام

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس معروضا للبيع ليس معروضا للبيع



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 08:15 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 لبنان اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon