عبثية الرقابة
أخر الأخبار

عبثية الرقابة

عبثية الرقابة

 لبنان اليوم -

عبثية الرقابة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

أظهرت معظم التعليقات على الاجتهاد المنشور هنا يوم 24 نوفمبر الماضى، عن منع عرض أفلام مهمة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وجود اتجاه قوى يدرك أن مثل هذه الممارسات يُسئ إلى مصر، فضلاً عن أنها تُضعف الجهود المبذولة من أجل جذب استثمارات أجنبية. 

ومن أهم ما نستنتجه من هذه التعليقات أيضاً وجود وعى متزايد بأن الرقابة على الإبداع بوجه عام، سواء الفنى أو الأدبى أو الفكرى، صارت عبثية أى غير مجدية فى عصر “الانترنت”. فليس هناك أسهل من نشر أى عمل إبداعى يُحظر فى هذا البلد أو ذاك عبر الشبكة العنكبوتية التى تزداد كل يوم الفرص المتاحة للتواصل بين الناس عبرها. 

ويعرف كل من له علاقة بهذا الموضوع أن حجم انتشار أى عمل إبداعى عبر “الانترنت” لا يمكن مقارنته بنشر هذا العمل فى كتاب أوغيره من المطبوعات، أو بثه عبر قنوات تلفزيونية، أو عرضه فى دور السينما. 

. ولذلك لم يعد مفهوما لماذا تصر بعض الدول على استمرار وجود أجهزة الرقابة على الإبداع رغم عدم جدواها، وتنفق من ميزانياتها أموالا لهذا الغرض رغم الحاجة إليها فى مجالات يحقق الإنفاق العام جدوى فيها. 

وإلى أن نجد إجابة على هذا السؤال، أو ندرك الدول التى توجد فيها حتى الآن أجهزة للرقابة على الإبداع عدم جدوى مثل هذه الرقابة فى زمننا، ربما يفيد التفكير فى وسائل لترشيد الأداء الرقابى سعبا الى تقليل الأضرار التى يلحقها بالدولة حين لا يدرك القائمون به أن التوسع فى الحظر يسئ إلى سمعة بلادهم وصورتها فى العالم. 

ومن هذه الوسائل مثلا استعانة الأجهزة التى تراقب الإبداع فى المجالات المختلفة بمتخصصين فى هذه المجالات لتقييم الأعمال التى يتصور الرقيب أو يُخَّيل إليه أنها تمثل خطراً ما من وجهة نظره، لكى يكون هذا التقييم مستندا على معايير منهجية لا يستطيع الإلمام بها إلا خبراء متخصصون مشهود لهم بالمعرفة والموضوعية والأمانة. 

فليتنا نُرَّشد الرقابة على الإبداع بقدر الإمكان مادمنا غير قادرين على إدراك أن المجتمعات لا تتقدم بدون إطلاق طاقاتها الإبداعية وتحريرها من القيود التى تكبلها. 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبثية الرقابة عبثية الرقابة



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 22:27 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أحدث صيحات أحذية سنيكرز للنساء في 2022

GMT 10:08 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور الرجالية والنسائية للخريف

GMT 22:46 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

جوسيب يحقق رقمًا قياسيًا ويفوز بالذهبية

GMT 20:47 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

مبابي يرفض تمديد تعاقده مع باريس سان جيرمان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon