نموذجان لوزير التعليم

نموذجان لوزير التعليم

نموذجان لوزير التعليم

 لبنان اليوم -

نموذجان لوزير التعليم

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

تلقيتُ عدة تعليقات على الاجتهاد المنشور هنا يوم 5 يوليو الحالى تحت عنوان “حين كان لدينا تعليم”. وانصب معظمها على ما وُرد فيه بشأن أداء الأستاذ أحمد لطفى السيد حين كان وزيراً للمعارف العمومية عام 1926، ومقارنته بوزراء التعليم فى السنوات الأخيرة. وقد أغرانى ذلك بتقديم مادة جديدة لهذه المقارنة من خلال نموذجين لوزيرين مثقفين لكل منهما إسهامه فى تاريخ الفكر والعلم، وهما على مبارك فى نهاية القرن التاسع عشر، و د. محمد حسين هيكل فى أوائل القرن العشرين, للتذكير بعصر كان واعداً لعل الذكرى تنفع المؤمنين.

كان على مبارك يستقبل التلاميذ الذين يقدمون شكاوى فى مكتبه بالوزارة ويستمع إليهم. ولكنه كان يضع سبورة فى مكتبه ليمتحن عليها التلاميذ الذين يحضرون إليه بشكاواهم، فإذا أحسنوا الإجابة يشرع فى مناقشتهم بشأن هذه الشكاوى.

أما د. حسين هيكل فكان منفتحاً على الانتقادات التى يتعرض لها أداؤه فى الوزارة. ووفق رواية وكيل لوزارة المعارف حينئذ يدعى محمد العشماوى، فقد هاجم صحفى سياسة هيكل بسبب سوء معاملة للطلاب السودانيين الوافدين إلى مصر للتعلم فى مدارسها. فكان أن حدد له هيكل موعداً لمقابلته، واستدعى وكيل الوزارة صاحب الرواية الذى وافق الصحفى فى رأيه، وشهد بأن الوضع يتطلب معالجة معينة تبناها الوزير وأدت الى حل المشكلة. والحق أن هذه المرحلة التى وُضع فيها أساس التعليم المدنى شهدت أداءً راقياً لمعظم وزراء المعارف العمومية نحلم بقدر ضئيل منه الآن، رغم جسامة المشاكل التى واجهتهم.

وقد وصل الأمر إلى حد أنه عندما وجد د. هيكل فرصة لإنشاء مدارس جديدة للتعليم الأولى، تلقى تقريراً طبياً يفيد أن الكثير من التلاميذ يذهبون إلى المدارس فى حالة من الضعف بسبب سوء التغذية، وملابس لا تكاد تستر أبدانهم. وانتهى التقرير إلى النصح بأن ينفق وزير المعارف ما استطاع أن يدبره من الميزانية العامة لتغذية التلاميذ قبل بناء مزيد من المدارس.

ورغم قسوة هذه الظروف، قدم وزراء كثر نماذج ملهمة لا يعرف معظم وزراء عصرنا شيئاً عنها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نموذجان لوزير التعليم نموذجان لوزير التعليم



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
 لبنان اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon