يسار مصري قديم

يسار مصري قديم !

يسار مصري قديم !

 لبنان اليوم -

يسار مصري قديم

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

تحظي قضية تراجع اليسار في أمريكا اللاتينية، بعد ما يقرب من عقدين علي صعوده، بنقاش ثري في العالم الحديث الذي لا نعرف أهم ما يحدث فيه.

ويحتدم هذا النقاش الآن بمناسبة إبعاد رئيسة البرازيل ديلما روسيف عن منصبها لستة أشهر لمحاكمتها علي تُهم وجهها إليها البرلمان. وسبق هذا التطور الدراماتيكي فشل انتخابي لأحزاب وقوي كانت في الحكم في بلاد أخري، وتقع كلها في مواقع مختلفة علي خريطة اليسار رغم التباينات فيها.

ولكن القليل فقط منها ينتمي إلي اليسار القديم الذي تجمد نظيره في مصر منذ وقت طويل. والمقصود هو اليسار الذي ظل أسير التوجهات الستالينية، ووقف ضد المراجعات التي أثمرت تجديداً ثرياً سواء علي المستوي الفكري (منذ جراشي وألتوسير ومدرسة فرانكفورت) أو علي المستوي السياسي منذ أن ظهرت «اليورو شيوعية».

فعندما وجد اليسار القديم عندنا أن التاريخ لا يسير في الاتجاه الذي يتخيله، صار يفضل الجمود علي التغيير. وفي الوقت الذي كان اليسار في أمريكا اللاتينية يصعد ويتصدر المشهد، كان زيسارناس يواصل هبوطه لينزوي في هامش صغير.

واستغرق هذا الهبوط في مصر عدة عقود يُختلف في تقديرها، مثلما لا يوجد اتفاق علي الفترة التي بدأ فيها تراجع اليسار القديم في العالم. فهناك ثلاثة تقديرات لبداية هذا التراجع، أولها المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي السوفيتي الذي كشف كوارث ستالين، وشَّكل صدمة هائلة في حينه. وثانيها التدخل السوفيتي لقمع الانتفاضة الشعبية ضد الحكم الشمولي في المجر ثم تشيكوسلوفاكيا. أما التقدير الثالث فهو بداية تدشين يسار جديد علي الأرض، بعد ظهوره فكرياً، في انتفاضات الطلاب في فرنسا وبلاد أوروبية أخري عام 1968.

وكان نزول اليسار الجديد إلي الأرض بداية تحولات غيرت مفهوم اليسار، ووَّسعت نطاقه، وخاصة بعد فشل الأحزاب الاشتراكية التقليدية في ملء الفراغ الذي تركه اليسار القديم. وأصبحت خريطة اليسار في العالم تشمل أطيافاً متنوعة مثل الديمقراطية الاجتماعية والليبرالية الاجتماعية (وهما تياران مختلفان ولكنهما متقاطعان)، وتيارات ماركسية جديدة.

غير أن هذه الأطياف اليسارية الجديدة لم تتبلور بعد في مصر، رغم وجود بدايات أولية لها في عدد من الأحزاب والحركات الصغيرة، ولذلك لا تزال صورة اليسار في مصر تبدو قديمة كما هى حال معظم تياراتها ومؤسساتها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يسار مصري قديم يسار مصري قديم



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon