ماذا ربحت الفضائيات

ماذا ربحت الفضائيات؟

ماذا ربحت الفضائيات؟

 لبنان اليوم -

ماذا ربحت الفضائيات

د. وحيد عبدالمجيد

تراجع فى معدلات المشاهدة، وانخفاض فى إيرادات الإعلانات، وخسائر مالية، وتخفيض للميزانيات على حساب أعداد متزايدة من العاملين الذين يعمل معظمهم بلا عقود ولا قواعد عمل

وتخلص من أعداد متزايدة منهم. هذا هو ملخص الوضع فى مختلف الفضائيات التليفزيونية بدرجات مختلفة، مضافا إليه نزاعات قضائية بين بعضها وعدد من المذيعين الذين لجأوا إلى القانون أملا فى الحصول على شىء من حقوقهم، رغم أن بعضهم لم يعترفوا وهم على الشاشات بأى قانون، اللهم إلا «قانون الغاب»، ولم يحفظوا أى حق للمشاهدين فى تغطية إعلامية موضوعية، وانتهكوا حقوق كل من اختلفوا معهم أو سُلطوا عليهم للنيل منهم. ويمكن لمالكى هذه الفضائيات التى تقترب من الطريق المسدود أن يلجأ إلى التحايل على فشله بطرق مختلفة يدخل بعضها فى مجال «الأكروبات». ولكن على معظمهم أن يواجهوا الحقيقة التى يهربون منها، وهى أنهم يحصدون اليوم الثمار المُرة لما تفعله فضائياتهم على مدى ما يقرب من عامين على صعيد نشر الكراهية فى المجتمع وتسطيح العقل واستباحة كل ما تقوم عليه مهنة الإعلام من أخلاقيات وقيم، فضلاً عن حرمان المشاهد من حقه فى أن يعلم كل ما يحدث حوله بلا تلوين ـو اجتزاء.

وتتحمل بعض هذه الفضائيات المسئولية الأولى عن نشر «ثقافة» التخوين. كما حقق بعض آخر منها «انفرادات» هائلة من خلال الجمع بين التخوين والتكفير، وتقديم «كوكتيل» يمزج بين نزع الوطنية والإخراج من الملة فى آن معاً. لقد أغفل القائمون على كثير من الفضائيات أن البث الحى ينطوى على مسئولية أخلاقية عامة قبل أن تكون مهنية. ولذلك تبدو بعض هذه الفضائيات وجهاً آخر لإعلام «الإخوان» فى أحاديته وتحريضه وانتهاكه للأخلاقيات العامة والمهنية.

وكانت النتيجة هى انصراف الناس قرفا أو زهقا أو اعتراضا حتى عن البرامج الترفيهية التى لجأ إليها القائمون على بعض الفضائيات اعتقاداً فى أن المشاهد لا يريد السياسة، وهربا من واقع أنه لا يرغب فى السياسة المسممة التى يقدمونها فى المقام الأول.وإذا كانت هذه الفضائيات تواصل الهرب من الحقيقة والقفز إلى الأمام، فهى لن تلبث أن تصطدم بها. وعندئذ سيسأل القائمون عليها أنفسهم عما ربحوه من العبث الذى مارسته فضائياتهم. ولكنهم لن يعترفوا بأن الخسائر التى تكبدها المجتمع من ممارسات هذه الفضائيات أكبر بكثير من أى خسائر مالية يتكبدونها.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا ربحت الفضائيات ماذا ربحت الفضائيات



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon