حلب حيث تأخر الربيع
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

حلب.. حيث تأخر الربيع

حلب.. حيث تأخر الربيع

 لبنان اليوم -

حلب حيث تأخر الربيع

بقلم : مصطفى فحص

في الأول من ديسمبر (كانون الأول)٬ وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وثيقة المبادئ التي ستتبناها موسكو عقيدة لها في السياسة الخارجية الجديدة٬ والتي نصت في واحد من بنودها على ضرورة احترام السيادة الوطنية للدول٬ ورفض أي محاولات ترمي للتدخل في شؤون أي بلد آخر يسعى لتغيير السلطة فيه بطرق غير قانونية٬ وهو البند الذي تستخدمه موسكو في تثبيت شرعية رأس النظام السوري بشار الأسد من جهة٬ ومن جهة أخرى من أجل تبرير حربها على المعارضة السورية٬ باعتبار أن كل من يحمل السلاح ضد السلطة الشرعية في دمشق خارج عن القانون٬ وهذا ما بدأ تطبيقه في حلب٬ حيث أعلنت الخارجية الروسية أن المسلحين الذين سيرفضون الخروج من أحياء حلب الشرقية سيتم التعامل معهم كإرهابيين.

هي حرب استباقية على إرادة الشعب السوري٬ استكملها مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن بعدما استخدم حق الفيتو بوجه القرار الأممي٬ الذي طالب كافة أطراف النزاع بوقف المعارك في مدينة حلب لمدة أسبوع٬ مبررا موقفه بالقول: «كنا نتوقع تحديد جدول زمني وممرات لانسحاب المقاتلين من شرق حلب».

تنسجم المواقف الروسية الأخيرة في المحافل الدولية مع وثيقة المبادئ التي وصفت بـ«الرؤية السياسية الخارجية لروسيا»٬ والتي اعتبرت أن الحوار مع الولايات المتحدة ممكن فقط على أساس المساواة واحترام المصالح المتبادل٬ وعدم التدخل في الشؤون الداخلية٬ فهي أعادت الطابع السوفياتي في المواجهة الروسية مع الغرب٬ خصوصا عندما ركزت على التداعيات السلبية لمحاولات الناتو الاقتراب من الحدود الروسية٬ التي يعتبرها الروس تهديدا مباشرا للأمن القومي.

تهديدات استغلها سيد الكرملين في السنوات الأخيرة في بناء شعبيته الداخلية٬ بغض النظر عن إمكانات بلاده وقدراتها٬ فيوما بعد يوم يؤكد بوتين على تمسكه بتطبيق النموذج السوفياتي في السياسة الدولية وحماية مصالح الأمن القومي الروسي. فبعد أكثر من عقدين على هزيمة أسلافه السوفيات٬ ورغم كل ما تمر به المؤسسات العسكرية والسياسية والاقتصادية الروسية من ضعف وتراجع٬ لم يتردد فلاديمير بوتين في تكرار تجربتهم التشيكوسلوفاكية في سوريا٬ باعتبارها الطريق المختصر والأقل تكلفة كي تستعيد روسيا مكانتها الدولية٬ حتى لو تعرضت حكومته لعقوبات شديدة أو اتهمت بممارسة جرائم ضد الإنسانية٬ ففي طريقه إلى احتلال حلب٬ نجحت روسيا في استثمار ترسانتها العسكرية التقليدية التي يمكن اعتبار بعض منها خردة سوفياتية٬ إذا ما قورنت بما تمتلكه الدول الغربية من تقنيات عسكرية حديثة ومتطورة٬ في فرض إرادتها على السياسة الدولية٬ حتى ولو شاهد العالم بأسره الإهانة التي تعرضت لها التكنولوجيا الروسية الجديدة بعد حادث تحطم طائرة السوخوي ٬33 وهي أحدث ما وصلت إليه التقنية الروسية٬ بعد فشلها في الهبوط فوق حاملة الطائرات الروسية الوحيدة٬ وهي الحادثة الثانية بعد فشل طائرة ميغ 29 منذ نحو الشهر في الهبوط أيضا وتحطمها فوق مياه المتوسط.

من الواضح أن روسيا المسكونة بهواجس العظمة السوفياتية استعانت بأرشيف من جهاز أمن الدولة السوفياتي٬ المعروف بـ«كي جي بي» من أجل إنهاء ما تعتبره تمرًدا سورًيا٬ يشبه إلى حد بعيد ما جرى في العاصمة التشيكوسلوفاكية براغ منتصف أغسطس (آب) ٬1968 عندما قامت القيادة السوفياتية بتنفيذ عملية «دوناي»٬ وهي الرمز السري لانطلاق عملية اجتياح تشيكوسلوفاكيا٬ حينها استعان السوفيات بدول حلف وارسو وحشدوا أكثر من ربع مليون جندي٬ حيث صرح حينها وزير الدفاع السوفياتي الماريشال أندريه غريتشكو بأن عملية التدخل العسكري ستنفذ حتى لو أفضت إلى نشوب حرب عالمية ثالثة٬ وفي التفاصيل أن قوات حلف وارسو أعطت كل الصلاحيات الميدانية للتعامل مع أي قطعة عسكرية موالية لحكومة براغ٬ فيما منعت من التعامل مع أي قوة للناتو تظهر في تشيكوسلوفاكيا دون الرجوع إلى القيادة.

المفارقة أن في أحداث براغ كان الاتحاد السوفياتي القوي يتجنب احتكاكا تصل تداعياته إلى حرب عالمية ثالثة٬ بينما روسيا الضعيفة استبدلت بحلف وارسو إيران٬ وميليشياتها تمارس سياسة حافة الهاوية التي لا تتحمل أدنى تقدير خاطئ من شأنه أن يشعل فتيل حرب عالمية ثالثة لن تسلم روسيا من نيرانها٬ فيما الغرب الذي وقف مكتوف الأيدي سنة ٬1968 يتجنب الآن أيضا استفزاز موسكو في حلب ٬2016 والمؤسف أن الثورة السورية ورغم كل التضحيات لن تنجح في إنتاج قائد من طراز دوبتشاك الذي قال عندما رأى دبابات السوفيات تدخل وسط براغ: «يمكنك أن تدوس الأزهار ولكنك لن تؤخر الربيع».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلب حيث تأخر الربيع حلب حيث تأخر الربيع



GMT 22:50 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

بيروت ـــ بغداد... قضاء أم قدر؟

GMT 11:32 2024 الخميس ,22 آب / أغسطس

الصوت يعلو فوق صوت المعركة

GMT 13:22 2024 الجمعة ,16 آب / أغسطس

اللبنانيون المستجيرون بهوكستين

GMT 23:43 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

أخطاء إيرانية شائعة

GMT 21:51 2024 الأحد ,26 أيار / مايو

لبنان المؤجَّل إلى «ما بعد بعد غزة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon