بين السعودية ومصر هل هناك مكان للركوع لغير الله
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

بين السعودية ومصر: هل هناك مكان للركوع لغير الله؟

بين السعودية ومصر: هل هناك مكان للركوع لغير الله؟

 لبنان اليوم -

بين السعودية ومصر هل هناك مكان للركوع لغير الله

بقلم : خالد الدخيل

انفجار الخلاف السعودي - المصري على النحو الذي حصل مدهش فعلاً. فجأة ظهر الخلاف على السطح بين أكبر دولتين عربيتين في أخطر مرحلة في التاريخ الحديث للعالم العربي. انفجر الخلاف حول الموقف من سورية بعد أكثر من ثلاث سنوات من زيارات متبادلة، وتفاهمات بدا أنها راسخة، واتفاقات واستثمارات كبيرة. وهذا يشير إلى أنه لم يكن هناك اتفاق مسبق بين الرياض والقاهرة كما يبدو للتنسيق حول القضايا الإقليمية المهمة لكل منهما، في مرحلة حرجة تفرض استحقاقات دقيقة. بحسب الخطاب الرسمي المصري يتمثل موقف مصر من الأزمة السورية في الأمور الآتية: إيجاد حل سياسي للأزمة، والحفاظ على وحدة الأراضي، واحترام إرادة الشعب، ونزع أسلحة الجماعات الإرهابية وإعادة الإعمار، ثم فجأة ظهرت جملة «مصر لن تركع إلا لله»، وهي جملة مربكة عادة ما تقال أمام تحد أو تهديد من عدو جبار متكبر. واستجابة لمناخ هذا الخطاب كتبت صحيفة «الأهرام» رأيها يوم الجمعة الماضي بعنوان «مصر لن تركع».. لن تركع لمن؟

محددات السياسة المصرية تجاه سورية ليست محل خلاف مع السعودية. لكن هناك خلافاً في التفاصيل التي يختفي بين سطورها الشيطان. لا يتسع المجال لكل التفاصيل، ولا ضرورة لذلك هنا. لنسأل عن «الجماعات الإرهابية» التي يجب نزع سلاحها على وجه التحديد. هل يشمل هذا المفهوم في رأي القاهرة كل الجماعات التي تقاتل في سورية، السوري منها وغير السوري، السنّي والشيعي؟ أم أن هناك تمييزاً بين هذه الجماعات؟ الموقف الإيراني مثلاً واضح في هذه المسألة: الإرهاب بالنسبة لطهران هو الإرهاب السنّي حصراً من دون تمييز. كل التنظيمات السنّية بالنسبة للإيرانيين إرهابيون وتكفيريون، لأنهم يرفضون حكم الأسد. وهو ما لا ينطبق على الميليشيات الشيعية («حزب الله»، و «كتائب أبو الفضل العباس»، و «عصائب أهل الحق»، والخراسانيين، و «الحشد الشعبي»، وغيرهم كثير) التي تقاتل دعماً للأسد. هل يتماهى الموقف المصري مع الموقف الإيراني حيال هذه المسألة؟ لا أظن، لكنه موقف في حاجة إلى توضيح.

نواجه المعضلة نفسها عندما نأتي إلى موقف مصر من وحدة سورية في أتون أزمتها الحالية. هل يمكن المحافظة على هذه الوحدة مع وجود ميليشيات تتقاتل من منطلقات طائفية، ومع وجود رئيس هو من أطلق هذا التقاتل بتحالفه مع إيران وسماحه لها بجلب مقاتلين يدافعون عنه - أفغان وعراقيين ولبنانيين - من لون طائفي واحد؟ عندما فشلت إيران في حمايته استعان بالروس. هل يمكن المحافظة على الوحدة في ظل ذلك بالقتل وتدمير المدن الوحشي الذي يمارسه النظام السوري بمساعدة من إيران وميليشياتها، ومن روسيا، ضد المدنيين والمقاتلين معاً؟ هذه سياسة للتركيع والترويع وانتهاك الحقوق، وليس للتأسيس لوحدة وطنية. وهي سياسة لم ولن تجدي. ثم كيف يمكن المحافظة على وحدة سورية ورئيس الدولة نفسه بات يعتمد في بقائه في السلطة على قوى وميليشيات أجنبية، وليس على الشعب السوري؟ تلتزم القاهرة الصمت حيال مستقبل بشار الأسد، على رغم أنه أصبح رمزاً لتمزيق سورية وليس لوحدتها. تلمح إلى أن وحدة سورية تتطلب بقاءه. لكنها لا تستطيع المجاهرة بذلك، لأن مصر شهدت ثورة، ولأن الأسد بات عبئاً سياسياً بعد أن أدخل إيران ثم روسيا إلى سورية للدفاع عنه، وتسبب في مقتل أكثر من نصف مليون سوري، وتشريد عشرات الملايين، وتدمير المدن السورية. هذا لب المأزق، ليس فقط في الموقف المصري، بل الموقف العربي الذي يبدو مشلولاً بالخوف، والنظرة الضيقة والتفاصيل الصغيرة.

يبدو الموقف المصري بعموميته غطاء لرفض مضمر لفكرة الثورة السورية ضد نظام الأسد. ومن ثم فإن أي حل سياسي ينتهي بوضع نهاية لحكم الأسد ينطوي في نظر البعض على مخاطر لا قبل لمصر بها في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية الخانقة. لكن من الواضح أن أي حل سياسي لا يؤدي في نهاية المطاف إلى وضع حد لحكم الأسد لن يكتب له النجاح. فطبيعة هذا النظام وتحالفاته فجرت الأزمة وانتهت بها إلى وضعها الحالي. تخشى مصر، كما يبدو، من أن نهاية حكم الأسد ستفضي إلى نهاية حكم الجيش في سورية، الأمر الذي سيضع حكم الجيش في مصر تحت الأضواء والتدقيق داخلياً وخارجياً، خصوصاً في ظل أزمة تتفاقم، وتحالفات تتآكل. من ناحية ثانية ستفتح نهاية حكم الأسد الباب أمام «إخوان» سورية لأن يصبحوا طرفاً في الحكم هناك. وهو تطور سيتضافر مع وجود أحزاب مشابهة في الحكم في كل من الأردن والمغرب وتونس، ليعطي دفعة لـ «إخوان» مصر، ما يشكل مزيداً من الضغط على الحكومة المصرية في ظروفها الحالية. أخيراً هناك توجس بأن نهاية حكم الأسد في هذه المرحلة ستشكل إضافة للرصيد السياسي للسعودية والخليج، وستضع بالتالي مصر أمام خيارات تريد تجنبها في هذه المرحلة على الأقل. عندما تنظر إلى المشهد من هذه الزاوية تتبدى لك حقائق المشهد العربي. أولاً أن غموض المواقف السياسية داخل الدول العربية وفي ما بينها أثبت أنه غموض ليس بناء بأي معنى من المعاني. ثانياً أن تمكن هذا الغموض يشير إلى أن فكرة قيادة دولة عربية بعينها للعالم العربي أقرب إلى الوهم منها للحقيقة. وفي كل الأحول هي مهمة مكلفة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. لا قبل لأي دولة عربية بذلك. والأكيد أن زمن القيادة الفردية للمنطقة إذا لم يكن وهماً، فإن الزمن تجاوزه الآن. ثالثاً أن الساحة العربية مستباحة في العراق وسورية على الأقل، وليس هناك وقت إلا لتفاهم سعودي - مصري. كل منهما في أمس الحاجة للآخر، والمنطقة في أمس الحاجة لهما. رابعاً أن حاجة مصر للسعودية والخليج ليست محصورة في الدعم المالي. وكما أن السعودية في حاجة ماسة لدعم مصر السياسي، فإن مصر في حاجة للدعم ذاته. هذا إذا افترضنا أن المنطلقات والأهداف السياسية إقليمياً واحدة، أو متشابهة على الأقل. خامساً أن حكاية مسافة السكة التي تتردد كثيراً تعطى أكبر من حجمها على حساب تفاهمات ومصالح أخرى كان ينبغي أن تتقدم عليها كثيراً، وأن يتحقق الاتفاق عليها قبل أي شيء آخر. أخيراً ما هو موقع الحديث عن الركوع لغير الله في 

كل ذلك؟ هو حديث لا لزوم له، وفي غير زمانه أو مكانه، لسبب بسيط: ليس بين الجزيرة العربية والخليج العربي ومصر مساحة للركوع لغير الله. فلنضع هذا الأمر جانباً، ولنتكلم في العروبة والسياسة ومتطلباتها وما يرتبط بها من مصالح مشتركة في شكل مباشر وشفاف. من دون ذلك لن تتوقف الخلافات العربية عن مفاجأتنا جميعاً عند كل منعطف حرج، لتزيده حرجاً وإرباكاً.
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين السعودية ومصر هل هناك مكان للركوع لغير الله بين السعودية ومصر هل هناك مكان للركوع لغير الله



GMT 04:32 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

لا حرب إيرانية - إسرائيلية

GMT 02:48 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

سورية مختلفة فعلاً

GMT 00:42 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

موقف أحمد ابن حنبل من الدولة

GMT 11:25 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

كذبة الحرب الكبرى

GMT 08:49 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

خيار الحريري و«حزب الله»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon