قلق مصري مثير للقلق
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

قلق مصري مثير للقلق

قلق مصري مثير للقلق

 لبنان اليوم -

قلق مصري مثير للقلق

خالد الدخيل

حدث يوم الأحد الماضي أمر لافت في العلاقات السعودية- المصرية. في ذلك اليوم نشرت صحف سعودية ومصرية تقارير متشابهة التقت على تأكيد معنى واحد، وهو أنه لا يوجد خلاف بين الرياض والقاهرة في ما يتعلق باليمن وسورية. على العكس، هناك تطابق في رؤى ومواقف البلدين تجاه قضايا المنطقة. هذا ما جاء في صحيفة «الحياة»، و «المصري اليوم»، و «الشرق الأوسط». صحيفة «الأهرام» المصرية انتظرت إلى اليوم التالي (الإثنين) لتنشر تقريراً مشابهاً. على رغم اختلاف صيغ الخبر بين صحيفة وأخرى، إلا أن المصدر بدا واحداً، هو مؤتمر صحافي لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، مع نظيره، ومضيفه المصري سامح شكري في القاهرة. إلى هنا والأمر لم يخرج عن المألوف عربياً. لكن في اليوم نفسه خرجت صحيفة «الشروق» المصرية عن المألوف ونشرت تقريراً مغايراً تماماً لما جاء في تقارير الصحف المشار إليها. يقول عنوان التقرير «تصاعد التوتر المكتوم بين القاهرة والرياض بسبب إخوان اليمن وسورية». وفي عنوان جانبي، تقول الصحيفة: «إن السعودية تفتح الباب أمام وصول الإخوان للسلطة في اليمن... ومصر تعتبر ذلك خطاً أحمر».
في التفاصيل تنقل «الشروق» عن «مصادر مصرية رسمية أن القاهرة أبلغت الرياض خشيتها من أن ما تصفه مصر بـ (المبالغة) في الانفتاح على أذرع جماعة الإخوان المسلمين في الدول العربية و «محاولة الاعتماد عليها لإنهاء الأزمة» في اليمن أو لملمة الوضع في سورية سيؤديان حتماً لعواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي، لأن الإخوان إذا ما وصلوا للحكم في بلدان عربية بدعم سعودي لن يهدأ لهم بال، وسيسعون إلى السيطرة على جميع العواصم العربية». أيهما أقرب للحقيقة: تقارير الصحف التي نقلت ما قاله وزيرا الخارجية السعودي والمصري في مؤتمرهما الصحافي؟ أم ما نقلته «الشروق» عن مصادر مصرية رسمية؟ عند التدقيق في ما نقل عن المؤتمر الصحافي تبرز فجوة لا يمكن تفاديها بين ما قاله الجبير وما قاله شكري عن الموضوع نفسه. مثلاً تنقل «الحياة» عن وزير الخارجية السعودي إشارته في سياق حديثه عن تقارب الرؤى بين المملكة ومصر في الشأن السوري، إلى «سعي البلدين لإبعاد بشار الأسد بعدما فقد شرعيته»، ثم يضيف، وفق «الحياة» أن «الاتصالات السعودية - الروسية تتطابق مع الاتصالات المصرية - الروسية، وهي إقناع موسكو بأن تتخلى عن الأسد». هذه إشارات واضحة ومباشرة. وتنبع أهميتها من أنها تأتي بعد محادثات الوزيرين مباشرة، وفي مؤتمر صحافي مشترك. ولم يتطرق الوزير المصري إلى وضع أو مستقبل الرئيس السوري. وفي حديثه عن الاتصالات مع روسيا لم يرد ما يفيد أن مصر تطلب من موسكو أكثر من إقناع النظام السوري بالانتظام في العملية السياسية مع المعارضة. في الوقت نفسه لم يعلق الوزير المصري على ما ذكره الوزير السعودي عن هذه المسألة. ربما أن هناك تطابقاً في تقييم الرياض والقاهرة بأن تطورات الأحداث وضعت حداً لمستقبل الرئيس السوري لم يعد من الممكن تفاديه. لكنهما يختلفان في طريقة دفع التطورات في هذا الاتجاه، وفي البديل السياسي لما بعد الأسد. الرياض واضحة ومباشرة في موقفها، وهو أن سقوط الأسد أصبح الخطوة الأولى لوضع حد للمأساة السورية. أما القاهرة فتبدو مترددة، ولم تحزم أمرها بعد. من هنا تتسم لغتها الديبلوماسية بالعمومية، وعدم الوضوح والمباشرة. السؤال هل يضمر عدم الوضوح هذا رؤية مخالفة للرؤية السعودية، وأن اللجوء للغموض ما هو إلا مراعاة للسعودية بحكم الحاجة إليها؟ والحقيقة أنه بقدر ما أن مصر في حاجة إلى السعودية، فإن الأخيرة في حاجة إلى مصر أيضاً. لماذا إذاً تكون اللغة مباشرة هنا؟ وأقل مباشرة هناك؟ هل يعبر هذا عن خشية مصرية دفينة بأن تتحقق للسعودية مكاسب في الشام واليمن ترى أنها لن تكون في مصلحتها؟ أم أنه يعبر عن ظاهرة مزمنة، وهي أن الدول العربية لا تملك القدرة على الاتفاق في ما بينها وتشكيل تحالفات تتحقق فيها مصالح مشتركة؟
نواجه الغموض المصري ذاته في موضوع آخر تناوله الوزيران في مؤتمرهما الصحافي، وهو التدخلات الأجنبية في العالم العربي. فقد ذكر الجبير إيران بالاسم باعتبارها الوحيدة التي تقوم بهذا التدخل. وأكد الوزير شكري «رفض مصر وجود أي تدخلات خارجية من خارج الإقليم في المقدرات العربية أو في الأمن العربي، ورفض أية محاولة للنفاذ أو فرض النفوذ والوصايا على الأمة العربية ويتم مواجهتها بكل حزم في إطار الدفاع عن هذا الأمن القومي»، لكنه تفادى ذكر إيران، وما تقوم به في العراق، وسورية، ولبنان، خصوصاً توظيفها للميليشيات بصفتها أداة للحرب بالوكالة في العالم العربي.
ربما أن مصر بهذا الموقف تحاول أن تتميز عن السعودية، بإعطاء نفسها مساحة للحركة للتفاهم مع إيران. وهذا تقليد متعارف عليه ومقبول، لكن من الواضح أن إيران تجاوزت بحجم تدخلاتها حدود مثل هذا التفاهم المنشود. هي تحاول أن تجعل من تدخلها أمراً واقعاً على الجميع قبوله والتعايش معه، بهدف تحويل ما حصلت عليه إلى مكاسب ثابتة، وجزء من ترتيبات إقليمية جديدة ومختلفة، لا علاقة لها بعروبة هذه الدولة أو تلك. إيران تعتبر أن مرشدها الأعلى هو مرشد للمسلمين أيضاً، والدول العربية مساحة إسلامية متاحة لها ولمصالحها. ثم إنها لم تضع كل هذه الاستثمارات المالية والعسكرية والسياسية الضخمة في العراق وسورية ولبنان من أجل أن تتفاهم على التخلي عنها لمصلحة هذه الدولة العربية أو تلك. والغريب أن مصر في عهد عبدالناصر كانت تعتبر إيران (في عهد الشاه) بمثابة العدو، بعد إسرائيل، على رغم أنها لم تصل في تدخلاتها وعدوانيتها تجاه العرب إلى ما وصلت إليه الآن بعدما أصبحت «جمهورية إسلامية»، وقطعت علاقاتها مع إسرائيل.
ما الذي تغير؟ يعيدنا هذا السؤال إلى موضوع «الإخوان المسلمين» الذي يقول تقرير «الشروق» بأنه نقطة الخلاف الرئيسة بين الرياض والقاهرة. وأكثر ما يلفت النظر في حديث المصادر المصرية الرسمية للصحيفة هو القول أن «المبالغة» في الانفتاح على أذرع جماعة الإخوان المسلمين سيؤدي «بهم»... للسيطرة على جميع العواصم العربية. يوحي هذا الكلام بأن الطريقة التي تعاملت بها مصر مع مشكلة «الإخوان» في الداخل لم تؤدِ إلى حلها، بل جعلت منها مأزقاً مصرياً مؤرقاً، يكبل خياراتها الاستراتيجية إقليمياً في مثل هذه المرحلة الحرجة عربياً. الخيار الاستراتيجي هو تحالف سعودي- مصري لمحاربة التطرف، وإعادة الروح والصدقية لمفهوم الدولة أمام تفشي ظاهرة الميليشيات بكل أطيافها التي تنتشر في العالم العربي، وتهدد الدولة في كل ركن من أركانه. ومن حيث إن إيران هي من يغذي هذه الظاهرة، فإنه يجب أن يكون هناك موقف عربي واحد أمام هذا الدور المدمر.
هل يتطلب ذلك منع «الإخوان» من المشاركة السياسية، أو الوصول إلى الحكم في هذا البلد العربي أو ذاك؟ إذا تحققت المشاركة وفقاً للرؤية المتفق عليها، أي لروح الدولة، وفي إطار عملية سياسية دستورية تتسع للجميع، وتضع حداً لأزمة مدمرة مثل الأزمة السورية أو اليمنية، فما المانع؟ في مثل هذه الحال يصبح الأمر شأناً محلياً، لا شأناً سعودياً أو مصرياً، كما هي الحال في المغرب، وتونس -مثلاً-. من ناحية أخرى، كيف يستقيم منع «الإخوان» في اليمن، في الوقت الذي يتفق الجميع على أن الحل هناك يجب ألا يستثني أحداً؟ وإذا كانت السعودية لا تعترض على الحوثيين باعتبارهم حزباً سياسياً غير مسلح، فلماذا عليها أن تعترض على جماعة الإصلاح؟ المنطق نفسه ينطبق في شكل أكبر على الموضوع السوري، لأنه لا يمكن محاربة الميليشيات المتطرفة هناك وهي كثيرة، سنيّة وشيعية، من دون تحالف قوى يمثّل الاعتدال ويلتزم برؤية الدولة من دون «الإخوان». البديل الوحيد لذلك هو تحالف إقليمي شبيه بعاصفة الحزم. هل هذا مقبول من القاهرة؟
يبدو أن ما نشرته «الشروق» أقرب إلى الحقيقة مما نقلته التقارير الصحافية الأخرى. هناك قلق مصري من خيارات السعودية، لكنه قلق من دون رؤية أو بدائل. هو من نوع القلق المثير للقلق. في الماضي كانت السعودية هي القلقة من خيارات مصر. الآن يتبادل البلدان المواقع، ما يعكس عدم وجود رؤية مشتركة، وهذه ثغرة تتسلل منها إيران والميليشيات والإرهاب إلى المنطقة

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلق مصري مثير للقلق قلق مصري مثير للقلق



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon