إنه ليس صراع ألف عام يا سيد أوباما
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

إنه ليس صراع ألف عام يا سيد أوباما

إنه ليس صراع ألف عام يا سيد أوباما

 لبنان اليوم -

إنه ليس صراع ألف عام يا سيد أوباما

إنه ليس صراع ألف عام يا سيد أوباما
جمال خاشقجي

لم يسهب الرئيس الأميركي باراك أوباما في الحديث عن أوضاع الشرق الأوسط في كلمة الاتحاد الموجهة إلى الشعب الأميركي، فليس لديه هناك إنجاز يفخر به غير الاتفاق النووي مع إيران، الذي يسوقه بمثابة مشروع سلام للعالم، ولكنه مشروع حرب في عالمنا. من بين القليل الذي قاله وردت جملة خطرة يجب أن نتوقف عندها كثيراً، بل ونبني سياسات حولها، يجب أن نعرف فيما إذا كانت مجرد رأي انفرد به، أم أنها متعدية إلى غيره وباتت سياسة أميركية، وذلك عندما وصف ما يجري من تحولات خطرة في عالمنا بأنه «متجذر في صراع يعود إلى ألف عام مضت».
خطورة ذلك أن أوباما ليس محاضراً في جامعة، وإنما رئيس دولة عظمى تتحمل مسؤولية كوارث الشرق الأوسط بما اقترفت يداها فيه وما سيجري، إنها جملة تشوه واقع الصراع وتختزله في طائفية لا توجد إلا في عقول الغلاة من شيعة وسنّة، بينما هو صراع حرية، ورغبة شعوب تريد عالماً عربياً أفضل من ذلك الذي انهار وما زال ينهار.
فور ما أنهى كلمته سارع كثير من الباحثين الغربيين المهتمين والعارفين بالشرق الأوسط إلى تفنيد عبارته، قائلين إنه ليس صراع ألف عام، وإنما صراع معاصر بدأ في الأمس. وبغض النظر عمّن بدأه، إيران بطائفيتها ورغبتها التوسعية، أم نحن برفض ذلك، أم الثوار الذين خرجوا يريدون عالماً عربياً أفضل قبل خمس سنوات في مثل هذه الأيام، فإن أوباما مخطئ تماماً في تحليله.
لقد سبق له أن وصف الصراع بالطائفي في خطب له أو لقاءات صحافية، فهل هذه القناعة تفسر عزوفه عن التدخل، وترك المنطقة تغلي بمن فيها وتنهار؟ هل هذا سبب عدم اهتمامه بانتهاكات حقوق الإنسان، التي تجري كل يوم والتي بلغت مداها باستخدام سلاح التجويع، ليس في مضايا السورية فقط، بل في أكثر من 24 مدينة وقرية وحي في تلك البلاد الممزقة، بل بعيداً حتى تعز في اليمن! ومن قبل ذلك هرب سريعاً من التزامٍ فرضه على نفسه يوم استخدم بشار الأسد السلاح الكيماوي ضد شعبه في انتهاك صريح للشرعية الدولية؟
اتكاء أوباما على «طائفية الصراع» غير متوقع منه وهو الرئيس المثقف والعارف بتاريخ المنطقة، فهل هو تبرير لتخاذله، الذي سيلاحقه تاريخياً، فأزمات الشرق الأوسط لن تنتهي بنهاية عهده، وما نشهده ليس سوى البداية، وحين يكتب تاريخها سيتحمل هو وتردده مسؤولية ما جرى من قتل وتهجير، لعدم تدخله مثلما تدخل سلفه بيل كلينتون في البوسنة مثلاً، بل إنه عطل الراغبين في التدخل حتى استعرت الأوضاع وتعقدت بدخول الإيرانيين و»حزب الله» والروس بعدهم، بينما اكتفى أوباما بتكرار جملة «بشار الأسد فقد شرعيته». ولو لم تحزم السعودية أمرها في اليمن وتمضي إليه، لكانت حاله اليوم من حال سورية.
أم أنها قناعة حقيقية عنده، وكأنه يقول لنا «هذه صراعاتكم الطائفية التي تلاحقكم منذ ألف سنة فحلّوها بأنفسكم»؟! ان كانت كذلك فهذا يستوجب تحركاً ديبلوماسياً وفكرياً من القوى المستقبلية بالمنطقة لتفنيدها وتفكيك بنيتها، كي لا تستقر كسياسة أميركية تساوي بين نظام ماضوي كإيران ونظام مستقبلي كالسعودية، فتعادل بينها وبين من يعيش بعقلية الدعوات السرية في القرون الوسطى القائمة على التوسع والضم والتآمر والاغتيال والاستباحة ويتحرك في المنطقة بمنظار طائفي صرف، فلا تصطف إلا مع أتباع المذهب المستعدين لخدمة مشروعها، ولا يهمها إن كانوا طغاة مثل بشار الأسد أو علي عبدالله صالح، أو حزباً فئوياً تقسيمياً مثل «حزب الله» في لبنان أو «أنصار الله» في اليمن، تغض الطرف عن مذابحهم وجرائمهم، لا ترى في هدمهم المساجد، أو ذبحهم المدنيين بأساً طالما أنهم من أبناء المذهب المخالف.
نعم، السعودية هي من يقود المنطقة اليوم في مواجهة إيران، ولكنها لا تفعل ذلك من منطلق طائفي، ولن يجد أوباما أي مسؤول سعودي يقول إن بلاده تتزعم السنّة في المنطقة، أو يوافق على الجملة الرائجة أن «ما يجري في المنطقة هو حرب بالوكالة بين السعودية، التي تتزعم السنّة وإيران التي تتزعم الشيعة». إنها جملة خاطئة تماماً، ويجب أن تقاوم الرياض إغراءات بعض المتحمسين لأن تتزعم السنّة، إنه بداية السقوط في وحل الطائفية الذي تتمنى إيران أن نقع فيه، نحن أكبر من طائفة، نحن الأمة.
فالمملكة تؤمن بسيادة الدول، وترفض التدخل في شؤونها، ولا تصدّر ثورة، ولا يتبعها حزب، ناهيك بأن تدعم ميليشيا مسلحة، جاهل من يقول إن السعودية تدعم المتطرفين السنّة لمجرد أن هؤلاء غارقون مثل إيران في اصطفافات طائفية غبية تتعارض والمستقبل، والرد عليه سهل، أن متطرفي السنّة مُجرَّمون في السعودية، ولو عاد أحدهم إليها لكان مصيره الاعتقال والمحاكمة، بينما متطرفو الشيعة يحتفى بهم أبطالاً حال عودتهم إلى إيران! من يُقتل من متطرفينا لا يأبه به أحد، ومن يُقتل منهم يحتفى به شهيداً ويرثى في الصحف ويبكى عليه في الحسينيات.
إنه ليس صراع ألف عام، وإنما صراع بدأ يوم تجاهل العالم الغربي، برئاسة أوباما، الأسلحة والتدريب اللذين يحظى بهما «حزب الله» طالما أنها غير موجهة إلى إسرائيل، تلاه تجاهل سيل لم يتوقف من طائرات الشحن الإيرانية تقلع من طهران محملة بالسلاح والميليشيات والكراهية إلى دمشق طوال السنوات الخمس الماضية، لم يدِنها السيد أوباما أو تعترضها قواته وهي تعلم بموعد وصولها وخط سيرها ونوع الأسلحة التي تحملها وتعداد القتلة فيها، تُعترض فقط عندما يشتبه بأنها تشكل خطراً على إسرائيل، ولكن طالما أنها موجهة نحو أبناء حمص وحلب ومضايا، فلا بأس، هذه قسمة ضيزى!
إنه صراع بدأ يوم سكت العالم على ميليشيات «الحشد الشعبي» ضد المدنيين في الرمادي وديالى وكل العراق، بعدما تمهد لهم الطائرات الأميركية الأرض، وتسهل عليهم القضاء على «داعش»، وكأن كل سنّة العراق «داعش»!
إنه صراع بدأ يوم سكت الأميركيون وشككوا في معلومات السعودية بأن إيران ترسل أسلحة إلى اليمن، بل بعيداً حتى نيجيريا.
قبيل جملته عن صراع الألف عام، مهد لها أوباما قائلاً «كشخص يبدأ يومه بتقرير استخباراتي مختصر، أعلم أنه زمن خطر، ولكن ليس لتراجع في القوة الأميركية أو قوة عظمى مقبلة، نحن مهددون اليوم بإمبراطوريات شريرة أقل، ومهددون أكثر بالدول الفاشلة، فالشرق الأوسط يمضي في أتون تحولات ستتوالد طوال عمر جيل بأكمله، جذورها ممتدة في صراع يعود إلى ألف عام».
هذا ليس صراع ألف عام يا سيد أوباما، على الأقل ليس من جهتنا، في الشرق الأوسط قوى تنظر أكثر إلى المستقبل، تريد أن تعيد بناء الدول التي وصفتها بصدق بأنها فاشلة، وسيستغرق ذلك عمر جيل كامل كما ذكرت. هذه القوى تخلت، بل إنها لم تعش ذلك الصراع الذي وصفته بصراع الألف عام، لأنها هي الأمة الإسلامية، الممتدة من إندونيسيا حتى المغرب، تسير نحو الحداثة والديموقراطية، وترفض أن يكون مستقبلها ولياً فقيهاً إيرانياً يزعم الحكم باسم الله، أو خليفة «داعشياً» يشاركه المزاعم نفسها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنه ليس صراع ألف عام يا سيد أوباما إنه ليس صراع ألف عام يا سيد أوباما



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon