سبب واحد ، لوجه الله ثم للشعب المسخم، نقبل أن يخرج به الرزاز ليقول لنا إن هذا هو سبب التعديل الوزاري الرابع، وأن الخارجين من الحكومة ارتكبوه، لذلك أخرجوا..
سبب واحد نقبل أن يتجرأ الرزاز ويقول إن التعديل جاء لتنفيذه في الستة أشهر المتبقية من عمر الحكومة.
في التعديل أسماء محترمة، ليبرالية، ديجيتال، شبابية، لكن ما هو الخيط الذي يجمعهم مع الرزاز ومع باقي أطراف الحكومة سوى العلاقات الشخصية.
ليست مشكلة الرزاز، بل مشكلة البلد في تشكيل الحكومات والتعديلات الوزارية التي تتم من دون أي ناظم ومشتركات بين الفريق الوزاري، من دون برامج، ومن دون أهداف، ولا سقوف زمنية لأية خطة، شيءٌ يشبه “خبز الشحادين”.. من كل بيت قطعة.
أمعقول – في التعديل الوزاري – أن قام أحد الوزراء المعدّلين بوضع خطة مكتوبة من نقاط محددة في يد رئيس الوزراء، أتحدى إن كان أحد فكر في ذلك، أو طلب الرزاز من أحد خطة محددة.
التعديلات الوزارية، فقط تمت من خلال شبكة العلاقات الخاصة للرئيس والدوائر التي تُرشّح فلانا وتستثني علانًا.
معارف شخصية، أصدقاء، جيران، أبناء اصدقاء، نشطاء في الحياة العامة من خلال مراكز ومؤسسات تدفع بهم للواجهات.
أمعقول بالله عليكم؛ وزير أقسم اليمين اليوم، صدرت بحقه خمس إرادات مَلِكِيّة خلال عام تنقل خلالها في عدة مناصب ومواقع ولجان وإدارات، أليس في هذا استخفاف بالإرادة المَلِكِيّة وقيمتها.
وهل يُعقل أيضًا، أن يخرج وزراء في التعديل الرابع، وقد جاء بعضهم في التعديلات السابقة، وليسوا في التشكيلة الأولى للحكومة.
لم يفقد التعديل الوزاري في الأردن بشكل عام بريقه فقط، بل فقد مبرراته.
تعديلات وزارية أقل من عادية، وبلا أي سياق سياسي، وبأية نكهة، أو حاجة ملحة، فقط تعديل لتجميل الحكومة وإنعاشها، سياق اعتيادي، إحلالي، شخص مكان شخص، استبدالات لملء المناصب والشواغر والفراغات.
بصراحة أكثر، اي تعديل مع الاحترام لأشخاصه، الخارجين والداخلين، ليس له داع، وليس فيه تغيير في البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا يتناسب مع الفترة الزمنية الحرجة التي تمر بها البلاد والمنطقة، ولا يستحق حالة الكتمان التي مارسها الرئيس، ولا التسريبات الإعلامية التي كانت تجس النبض في فترات طوال.
لنتحدث سياسة بعمق أكثر، ففي لحظات تتهشم الأنفس يأسًا وإحباطًا مما يجري، ومما يرى المرء ويسمع من المسؤولين عندنا، لا تجد أفقا تهرب إليه، سوى أن تحلق في عالم آخر، وتنظر كيف يتم التقدم فيه.
في بلادنا، تتجه أشياء كثيرة نحو المجهول، القيم والأخلاق، والمنظومة اعتراها البؤس، وأصاب الفساد أركانها، فخرجت الآراء علينا تلعن المجتمع، وتمجد الدولة، وكأن الخراب الذي يدق أركاننا، لا تتحمل القوانين الرجعية، والأنظمة والتعليمات المتخلفة، سببه المباشر.
فالج لا تعالج، وفعلا، البلد تسير على البركة، ومن دون اي مشروع إصلاحي، فقط ننتظر أن لا تقع مصيبة غدا..
الدايم الله…..