أسامة الرنتيسي
بعد أن وصلنا إلى قناعة أن فكرة تغيير النهج في تشكيل الحكومات في الأردن من سابع المستحيلات، وأن فكرة الحكومة البرلمانية لم ولن تنضج، وأن قيام حياة حزبية في الأردن تتمكن من تشكيل حكومة حزبية أبعد من قيام الساعة، علينا أن نفكر بما يتوفر من طاقات إبداعية، حفرت إنجازات حقيقية في عملها وحياتنا.
الدكتور كمال الدين بني هاني رئيس الجامعة الهاشمية، طبيب جراح استطاع بمبضع الجراح أن يشكل علامة فارقة في عمله خلال الأعوام الماضية، حيث حوّل الجامعة إلى مشروع ناتج يُدر ملايين الدنانير لخزينة الدولة، على عكس الجامعات الرسمية الأخرى التي تعاني من عجز مالي كبير دفع الجامعة الأم إلى فتح باب التبرعات لها.
يختلف بني هاني عن كل رؤساء الوزارات والوزراء الذين مروا على الأردن، فهو غير مسكون بأوهام حكومات النهضة، والتدليس على الناس، ولا أقتصادنا في غرفة الإنعاش، ولم ينتجوا قرشا واحدا يضاف إلى الخزينة سوى حلب جيوب المواطنين.
يتمتع بإنسانية حقيقية غير متوفرة في معظم من ترأسوا الحكومات الأردنية، فقد سارع إلى إطلاق اسم المرحومة الدكتورة سحر يعقوب الفزاع على الفوج الثامن من خريجي كلية الطب في الجامعة الهاشمية.
بني هاني (الذي لا أعرفه شخصيًا) مؤهل لرئاسة الحكومة القادمة بلا منازع، وقد قدم بيانا وزاريا مُتحققا لا وعود لأهم انجازاته خلال لقاء مع تلفزيون “المملكة” بتأريخ 20/10/2018، ما عليكم سوى قراءة مقتطفات من أقواله وأفعاله وبعد ذلك احكموا:
النجاح والتميّز معادلة غير صعبة وهي تعتمد على ‘حُسُن إدارة الموارد’.
حسن إدارة الموارد تطبيق على أرض الواقع وليس ‘شعارا’ في الجامعة.
كنت من أوائل رؤساء الجامعات المطالبين بمجانية التعليم العالي. وطرحت مبادرة لتخفيض رسوم الموازي.
العملية التدريسية غنية في الجامعة ويجري تطوير مستمر للخطط والبرامج التدريسية لتخريج كفايات منافسة.
نسعى إلى نشر تجربة ‘الهاشمية’ في التميز والاعتماد على الذات على المستوى الوطني والعربي.
الجامعات بيت خبرة وطنية عليه واجب تقديم الحلول للتحديات الوطنية، إذ أن الأردن يعاني من (6) تحدياتٍ رئيسة تتمثل في: عدم الاستقرار الاقتصادي، وكلفة استيراد الطاقة العالية، وشح مصادر المياه، والعجز في الأمن الغذائي، ومواجهة بعض التحديات في الأمن الوطني، وتراجع في تنافسية الموارد البشرية.
في كل تحدٍ من التحديات السابقة قدمنا حلولا إبداعية مستدامة.
تجربة الجامعة الهاشمية موثقة بالأرقام والدراسات التي قدمناها للجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني لتعميم النجاح والتميز في الوطن.
نفذنا مشروعات بقيمة (130) مليون دينار (90%) منها ممولة من ميزانية الجامعة.
زدنا رواتب العاملين 70% خلال الـ (7) أعوام الماضية.
صناديق الادخار ونهاية مكافأة الخدمة مكتملة 100% ومتوافرة فيها حقوق العاملين بالكامل.
مديونية الجامعة الهاشمية (صفر)، وعجزها (صفر)، والدعم الحكومي (صفر) وهذا ما نسميه ‘مكعب الأصفار’
فاتورة كهرباء الجامعة كانت (2.5) مليون دينار أردني سنويًا، أما الآن فهي دينار أردني واحد فقط إضافة إلى أننا نصدر للخط الوطني طاقة بمبالغ كبيرة.
بالنسبة للمياه كنا نشتري مياه محلاة بقيمة (600) ألف أردني والآن بفضل محطة تحلية المياه الجديدة التي تعمل على الطاقة الشمسية ندفع صفرا دينارا، ونتاجنا (83) مترا مكعبا كل ساعة من المياه العذبة.
فكرنا (خارج الصندوق) من خلال تركيب وحدات لاستخراج الماء من رطوبة الهواء إذا زادت نسبة الرطوبة على (25%). ‘إذ يوجد في كل لحظة (16.2) تريليون متر مكعب من المياه تجدد كل (9) أيام’، وهذه التقنية تصبح مجدية جدًا إذا اعتمدت على الطاقة الشمسية كما هي الحال في الجامعة الهاشمية. (وسنقوم قريبا بتركيب هذه الوحدات).
استغنت الجامعة عن مصادر الطاقة والمياة واعتمدت على ذاتها.
كلية الأمير الحسن بن طلال للأراضي الجافة تسهم بإيجاد حلول مستدامة للأمن الغذائي من خلال تخريج متخصصين في زراعة الأراضي الصحراوية والبادية في الأردن التي تحوز على (80%) من مساحة الأردن.
زرعنا (10) آلاف نبتة من شجرتي الهوهوبا والجاتروفا التي تتلاءم مع بيئة الجامعة يُستخرج منها وقود حيوي وزيوت طبية.
وسنزرع مئات الدونمات بمحصولي القمح والشعير المقاوم للجفاف.
دور الجامعة في تحقيق الأمن الوطني وتعزيز الانتماء وخلق القيادات الطلابية بتعزيز النشاطات اللاصفية وتنوعها.
أول مؤسسة في الأردن تعتمد ‘نظام انتخابات القائمة النسبية مع حد العتبة’ ما يعزز تمثيل مختلف الفئات والنوع الاجتماعي. (للأسف الدولة استعانت بقانون الجامعة في الانتخابات النيابية الماضية وشطبت منه العتبة فخرج المجلس مشوها).
طرح مساقات فريدة تعزز من قيم الحوار واحترام الاختلاف ونبذ التطرف.
الجامعة صديقة لأولي الضرر من حيث البيئة والدعم ومساق لغة الإشارة.
نعمل على تمكين المرأة باستمرار ضمن خطة طموحة.
الجامعة ترعى الإبداع والريادة والتميز الطلابي.
(27) ناديًا طلابيًا تعبر عن اختلاف المواهب والاهتمامات.
الجامعة الوحيدة التي طرحت برنامج في إدارة الأزمات والكوارث على مستوى الشرق الأوسط.
حولنا (28) مليون دينار أردني إلى خزينة الدولة، وخسرت الجامعة (3) ملايين دينار فوائد هذه المبالغ.
الجامعة الهاشمية تدفع أكثر من (10) ملايين دينار رسوما لفئات معينة من الطلبة.
نطالب بترسيخ استقلالية الجامعة.
بالله عليكم، أليس من الظلم أن لا يُمنح الأردن فرصة بأن يقوده شخص ناتج بهذا المستوى، ونحن بأمس الحاجة لرئيس يفكر ويبدع ويحقق انجازات، لا رؤساء يمثلون علينا…
معذرة للإطالة، لكن الحلم بمهاتير محمد أردني يستحق أن نفكر ونصفن قليلا….
الدايم الله…..