بقلم : منى بوسمرة
ستبقى المملكة العربية السعودية أكبر بكثير من أي محاولة غادرة من أجل مس الأمن والاستقرار فيها، وقد أثبتت الأيام قدرتها على إفشال حوادث إرهابية عدة، وضربها بيد من حديد لكل الجماعات التي تحاول ترويع الأبرياء.
كشفت أجهزة الأمن السعودية خلال الأسابيع الماضية مجموعات كانت تخطط لعمليات إرهابية ضد مؤسسات مهمة وحيوية، وهذا يثبت قدرة الرياض على تتبع هذه الجماعات وإنهاء مخططاتها المرتبطة بأجندات إقليمية تتوارى وراء شعارات واهية متسترة بالدين وهو منها براء، وآخر الحوادث الإرهابية محاولة الهجوم الفاشل على قصر السلام في جدة، والذي تم إحباطه وأدى إلى استشهاد عسكريين سعوديين، قدموا أرواحهم حماية وصوناً للاستقرار في المملكة.
هذه الجماعات تظن أن بإمكانها العبث بالأمن، رغم معرفتها المسبقة بوجود مؤسسات قوية قادرة على وضع حد لكل العابثين، وأنه لا تهاون مع هذه الفئة الضالة التي تم توظيفها من أجل تخريب أمن المنطقة، وسعياً إلى بث الفوضى والخراب في كل موقع آمن.
لقد أعلنت الإمارات دوماً موقفها الواضح والمحدد والمنطقي من ملف الإرهاب، ودعت العالم إلى الوقوف معاً في وجه هذا الوباء، وإذا عدنا إلى كل البيانات الصادرة من الدولة، لوجدنا أن الإمارات ومبكراً حضت على الشراكة لتجفيف منابع الإرهاب وجماعاته، ووضع حد للدول الحاضنة وإعلامها الذي يزين الإرهاب ويقدمه باعتباره مقاومة وتغييراً، في سياق تضليل الشعوب وتوريطها في فخ شيوع الفوضى.
الدولة جددت موقفها المتضامن مع المملكة العربية السعودية، وجاء في تغريدة للدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الإمارات تتضامن مع السعودية في مواجهة الإرهاب، وأن المملكة ستمضي في خططها نحو الازدهار والتنمية، وأن الإمارات ستقف إلى جانبها في اليسر والعسر.
هذا ليس غريباً على بلادنا، إذ إن علاقتنا مع المملكة العربية السعودية علاقة استراتيجية، تتفوق على مفهوم العلاقة الثنائية نحو كونها علاقة تاريخية صلبة، أولوياتهم أولوياتنا، وكل نجاح وازدهار لهم نجاح وازدهار لنا، مثلما أن كل شيء يصيبهم سلباً لا سمح الله يصيبنا أيضاً، فهي علاقات أعلى بكثير من تعريفات الأخوة والتوأمة وتصل حد التطابق الكامل في الرؤية والموقف، بما في ذلك تطابق إدراكنا لطبيعة الأخطار التي تهدد المنطقة وعلى رأسها الإرهاب ومن يموله ويرعاه سراً وعلانية.
شهدنا خلال الأسابيع القليلة الماضية محاولات فاشلة لزعزعة الاستقرار في كل من السعودية والبحرين، وهذا يعني أن الجهات المرجعية للجماعات المجرمة تريد بث الفوضى في هذا التوقيت بالذات، هذا على الرغم من أن الإرهاب فشل خلال السنوات الماضية في ضرب استقرار دول المنطقة، وهنا نقول إن إيماننا بقدرة المؤسسات الأمنية ووعي الشعوب، كفيل بقطع دابر الإرهاب خاصة أن العالم العربي أدرك بشكل واضح جداً كلفة السكوت على الإرهاب بعد الذي رأيناه من خراب في كل مكان.
ستبقى الإمارات إلى جانب الأشقاء في السعودية وهذه هي سياستنا الثابتة وهي تعبر عن فهمنا العميق لخطر الإرهاب، والذي يريد في نهاية المطاف التخريب وإيذاء الشعوب واستقرارها في كل مكان، وسنبقى قيادة ودولة وشعباً مع السعودية، وستثبت الأيام قدرة دولنا على صد الأخطار وإنهاء كل هذه الظواهر التي تهدد الأمن وتستهدف حياة الأبرياء.