عالم قطر السري

عالم قطر السري

عالم قطر السري

 لبنان اليوم -

عالم قطر السري

بقلم : منى بوسمرة

الذين يعيشون في قطر من مواطنيها والمقيمين لا يدركون أنهم يعيشون في بلد من وجهين، وجه يتم تقديمه للداخل، وآخر لا يعلم عنه أحد إلا القلة.

عالم الدوحة السري الذي يتخفى وراء الإعلام والشعارات مريع جداً، حتى إن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تنبهت إلى هذا الجانب، وأشارت إلى أن وراء الفخامة في مظاهر الحياة وهذا الفخر بالترف عالماً آخر تلعب فيه أجهزة المخابرات من كل الدول، ويعتاش على الدوحة السرية معارضون عرب ومنفيون، وجماعات لا تعرف لماذا تستوطن الدوحة، من طالبان وصولاً إلى ممثلين لجماعات التطرف والإرهاب.

أحياناً يسأل المرء نفسه عما إذا كانت قطر لا تعرف الفرق بين دولة متعددة المهام داخلياً وخارجياً ودولة تظن أنها جهاز مخابرات فقط، والدور الذي تتورط فيه دور أمني بامتياز، فكيف يمكن أن تجمع هذه التناقضات من جماعات إرهابية وتكفيرية، وممثلين عن معارضات عربية وأحزاب سياسية، لولا أن هذا الدور أمني بالدرجة الأولى، وهو دور حظي بقبول الإدارة الأميركية السابقة وجهاز المخابرات الأميركية آنذاك، وكانت الدوحة فيها عنصر التحكم في هذه الجماعات الإرهابية، تجمع المعلومات عنها، وتديرها لمصلحة أجهزة عالمية، وهذا يفسر سر الحماية خلال السنين الفائتة، حيث لم تعترض واشنطن حصراً على تصرفات الدوحة.

لكنّ التوقيت تغيّر، والأضرار التي تسببت فيها الدوحة وصلت إلى حد كبير، والإدارة الأميركية الحالية لا تريد أن يستمر الدور القطري ذاته لاعتبارات تخصّ واشنطن، هذا في الوقت الذي يمكن فيه أن نقول إن كل التذمر العربي من تصرفات الدوحة، التي لم يكن يقف عندها أحد سابقاً، تذمر توقف العالم عنده إجبارياً، والسبب إدراك الجميع متأخراً أن الدوحة تتسبب في أضرار للعالم على مستويات عدة.

عالم الدوحة الخفي مثير للاهتمام، فالدوحة العاصمة العربية الوحيدة التي تجمع المشبوهين من كل دول العالم العربي والإسلامي، وكلنا يذكر التسريب الأميركي على لسان مسؤول قطري برر لضيفه الإعلامي الأميركي وجود هذه الجماعات، بما في ذلك حركة حماس، إن على واشنطن ألّا تخشى هذا الأمر، لأن الدوحة تضع الجميع تحت سيطرتها.

والقصة كلها ليست قصة حقوق إنسان، ولا انحياز للثورات ضد الاحتلالات، ولا لما أرادته الشعوب العربية في الربيع العربي، بل قصة دور وظيفي له سمات أمنية ومخابراتية بالدرجة الأولى، وهذا الدور يتضمن اختراق كل هذه الجماعات وتوظيفها لاعتبارات تتجاوز الحكم في قطر التي كانت وكيلاً في هذه المخططات.

كيف يمكن أن نفهم علاقة الدوحة بما يجري في أفغانستان، وما مصالحها هناك التي وصلت إلى حد استضافة إرهابيين من طالبان في الوقت الذي تستضيف فيه قاعدة أميركية، مثلما هناك علاقات مع حركات تدّعي مقاومة الاحتلال، والدوحة ذاتها لها علاقات علنية وسرية مع إسرائيل، بل لبعض مسؤولي قطر، مثل الأمير السابق وتابعه وزير الخارجية السابق، عقارات في فلسطين التي احتُلت عام 48، والأمثلة هنا كثيرة؟!

ما أريد قوله لكل أولئك الذين يصفقون لحكام قطر إن هناك فرقاً كبيراً بين الدوحة التي يرونها ظاهرة في المشهد وتلك السرية، إذ في الثانية عالم واسع من الإرهاب والتجسس والعمليات المشبوهة وتصنيع الموت وإنفاق المليارات يميناً ويساراً، وكل هذا العالم لم تمارسه الدوحة دون مباركة جهات محددة دولياً، فيما نحن الآن أمام توقيت مختلف تماماً، ينزع إلى تفكيك هذا العالم، بعد أن تغيرت كل المناخات الدولية.

المصدر : صحيفة البيان

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم قطر السري عالم قطر السري



GMT 09:13 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

30 يونيو.. عودة الروح

GMT 06:28 2022 السبت ,02 تموز / يوليو

دبي مرجع لمجتمعات الإبداع

GMT 19:52 2022 الإثنين ,23 أيار / مايو

مبايعة تاريخية لاتحاد أعظم

GMT 10:49 2022 الخميس ,28 إبريل / نيسان

قائد الإلهام بمليار رسالة أمل

GMT 20:08 2022 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

جهود استثنائية للنهوض بقضايا العرب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:53 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 لبنان اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 لبنان اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 06:42 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاء عامر تكشف أسباب اعتذارها عن مسلسل "سيد الناس"
 لبنان اليوم - وفاء عامر تكشف أسباب اعتذارها عن مسلسل "سيد الناس"

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 01:05 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

تعلم لغة ثانية يعزز المرونة المعرفية لأطفال التوحد

GMT 12:35 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

"تي باو" تطلق اللاب توب Tbook X11 الجديد

GMT 08:03 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

جنوب سوريا شبيه لجنوب لبنان

GMT 12:33 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم ننعى إليكم لغتنا يا تلاميذ فعزونا
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon