بقلم : منى بوسمرة
ليس غريباً أن يظهر اسم الإمارات بشكل متكرر ودائم في المؤشرات الدولية التي ترصد أفضل بيئات الاستثمار ورفاهية العيش وجودة الحياة والأمن والأمان والأجور المرتفعة، فذلك لم يأتِ مصادفة، بل هو واقع معيشي وتشريعي وقانوني وتحديثي وإجراءات متلاحقة ومتطورة في كل مجالات الحياة، حتى غدت الإمارات قبلة العقول والكفاءات والاستثمار والسياحة والأعمال والمواهب ورجال الأعمال.
أحدث الإجراءات تم الإعلان عنه أمس بإطلاق نظام الإقامة الدائمة «البطاقة الذهبية» للمستثمرين، ورواد الأعمال، وأصحاب المواهب التخصصية، والباحثين في مجالات العلوم والمعرفة، بهدف تسهيل مزاولة الأعمال، في رصيد إيجابي إضافي يُحسب للإمارات التي سبقت ذلك بتكريس بيئة التسامح والتعايش والسعادة.
في كلماته، وهو يعلن اعتماد النظام، بعث الشيخ محمد بن راشد رسائل ترحيب لكل من يريد أن يشارك شعب الإمارات مسيرة التطور والبناء، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك بتأكيده أن ذلك الشريك جزء من نسيج الإمارات، وأنها وطنه الثاني، وهو بذلك يؤكد أن كل وافد إلينا هو آمن على ماله وعياله، له ما لنا وعليه ما علينا، تجسيداً لتاريخ الإمارات في استقبال واحتضان كل من يسعى إلى حياة كريمة، لتصبح الإمارات أرض الأحلام لملايين الناس من كل أنحاء العالم.
النظام قبل أن يستهدف توفير أفضل بيئة للاستثمار وحافزاً جديداً للاقتصاد، هو شهادة تقدير من الدولة لمن أسهموا في دعم مسيرة الإمارات، وشاركوا بفعالية وانتماء وولاء في مشاريع نهضتها، وهو أيضاً يؤشر لمرحلة مقبلة تستهدف استحداث قطاعات استثمارية تحتاج إلى العقول والمواهب لتحقيق التفوق والتميز، واستكمال المسيرة وتحقيق موجات متجددة من النمو.
لا جدال في أن النظام ستنعكس آثاره سريعاً على الاقتصاد الوطني، ويزيد تنافسية الإمارات واستقطابها لرؤوس الأموال في بيئة لا يختلف اثنان على جاذبيتها، وبما يوفر الزخم الكافي لانطلاق موجات متجددة من النمو.
ومن المصادفة أنه مع الإعلان عن النظام الجديد حلت دبي في المركز السادس وأبوظبي في المركز العاشر عالمياً في استقطاب الخبراء الرقميين للعمل والعيش للخبراء المتخصصين في التقنيات الرقمية التي تتنوع بين الذكاء الاصطناعي، والروبوتات والهندسة الإلكترونية، حيث استند الاستطلاع إلى عدة معايير ومقومات، أبرزها المناخ الاقتصادي العام الشركات العالمية العاملة بالمدينة والرواتب المتاحة، وهي مزايا فريدة في الإمارات، وسيزيد النظام الجديد من فرادتها.
الإمارات تكتب اليوم فصلاً جديداً في مسيرة نجاحاتها، عبر تكريم التميز الإنساني، وتأصيلاً للأمن والأمان، خاصة أن رؤوس الأموال تبحث دائماً عن البيئة الآمنة والاقتصاد القوي الحيوي والتشريعات المحفزة، كل ذلك يتلاقى أيضاً مع بيئة التسامح والتعايش السائدة والمتجذرة في الإمارات، ولعل الدفعة الأولى من الحاصلين على الإقامة الذهبية، الذين ينتمون إلى 70 بلداً، دليل واقعي على روح التعايش والأمن والأمان الذي تتمتع به بلد السعادة.
هو نظام يؤكد النموذج المتفرد للإمارات في كل مناحي الحياة، ويحقق المنفعة المتبادلة عبر شراكات حقيقية وفق إطار تنظيمي واضح وآلية رائدة تدفع الإمارات بقوة نحو اقتصاد المعرفة، وهو مكافأة للمواهب الناشئة في الإمارات ستساعد على خلق أجيال مبدعة تشارك بفاعلية في الحضارة الإنسانية.
إن البدء بتطبيق النظام يتكامل مع مجموعة إجراءات وقوانين وحوافز اقتصادية مثل قانون الاستثمار الأجنبي المباشر الجديد، ومع مجموعة المزايا والتسهيلات الاستثمارية الواسعة والمتنوعة بمواصفات إماراتية، ما يجعل الإقامة الذهبية فرصة ذهبية في البلد الذهبي تثري المستقبل وتحقق الحلم الإماراتي.