قطر مُفتاح فهم الطفل المُشاغب فى الخليج
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

قطر.. مُفتاح فهم الطفل المُشاغب فى الخليج!

قطر.. مُفتاح فهم الطفل المُشاغب فى الخليج!

 لبنان اليوم -

قطر مُفتاح فهم الطفل المُشاغب فى الخليج

بقلم : سعد الدين إبراهيم

فى حديث ودى منذ عدة سنوات، مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، حاكم قطر السابق، والد الشيخ تميم، حاكمها الآن، كان لدىّ سؤلان مُلحّان.. أولهما: كيف تسمح قطر بقاعدة أمريكية وهى الأكبر خارج الولايات المتحدة «العديد»؟، ثم فى نفس الوقت تسمح بقناة فضائية وهى «الجزيرة»، التى لا تتوقف عن مُهاجمة أمريكا، وأصدقائها وحُلفائها فى المنطقة، على مدار أربع وعشرين ساعة!؟

هزّ الرجل رأسه، فتحرّك كل جسمه الهائل، وقال مُبتسماً: «اعتقدت أنك كنت ستسأل كيف أؤيد حماس الفلسطينية، وأدعمها مادياً، ورغم ذلك بدأت علاقات مُتشعبة مع إسرائيل الصهيونية؟».

شكرته على تلك الإضافة المهمة، التى تؤكد نفس المعنى: أى اللعب على الحِبال، وتبادل القفز من أدناها إلى أقصاها، والعكس.

قال الشيخ «حمد» فى حضور زوجته الذكية، الشيخة موزة بنت ناصر المُسند: «عندما تكون أغنى بلد فى العالم، فإنه بشىء من الذكاء والدهاء تستطيع أن تفعل كل ذلك الذى تستغربه».

وكان ذلك الحديث المُمتد بداية، استكملته حيناً مع الشيخة موزة نفسها، وأضاف إليه حيناً آخر ابن العم الشيخ خليفة بن جاسم، الذى كان وقتها وزيراً للخارجية. ويمكن تلخيص فحوى تلك الأحاديث فى عدة نقاط، تُمثل مفاتيح فهم السياسة القطرية نحو بقية الخليج، ونحو الإخوان المسلمين، ونحو مصر.

أولاً: جُملة سُكان قطر لا تتجاوز المليون نسمة، رُبعهم من قبائل عرب الجزيرة الأصليين، ورُبعهم الثانى من العرب الفلسطينيين والمصريين، واليمنيين، واللبنانيين، والسوريين، والتوانسة، والمغاربة. ويفخر حُكام قطر بأن بلدهم الصغير مساحة يضم إلى جانب سُكانه الأصليين وافدين من أكثر من مائة جنسية أخرى. وهناك سياسة غير مُعلنة تُراعى التوازن الدقيق بين أعداد وجنسيات العمالة الوافدة واحتياجات قطر من المهارات المطلوبة لإبقاء مستوى الإنتاج والخدمات ضمن أعلى المُعدلات فى العالم! وفى نفس الوقت لا يسمح لأبناء أى جنسية وافدة أن تزيد على عدد سُكان قطر من العرب الأصليين.

ثانياً: يقول الشيخ حمد «رغم أننا فى هذا البلد الصغير مساحة والقليل سُكاناً، إلا أنه يسبح على بُحيرة من الغاز الطبيعى، الأغنى فى العالم بعد روسيا مُباشرة، ومن البترول الذى يجعل قطر البلد الثانى بعد السعودية، فى الخليج والعالم العربى. وهو ما جعل مُتوسط الدخل السنوى للمواطن القطرى، هو الأعلى فى العالم».

ثالثاً: ويقول الشيخ حمد بن خليفة «رغم هذا الثراء الطبيعى الذى أنعم الله به على قطر، إلا أننا مُحاطون بثلاثة غيلان، هم إيران، والعِراق، والسعودية. ولا نستطيع حتى بأفضل وأحدث الأسلحة مع كل رجل وامرأة وطفل أن نقف أو نصمد فى وجه أى تحرش أو عدوان من أحد الغيلان الثلاثة.. وفى أعقاب غزو صدام للكويت، جمعنا أفراد الأسرة الحاكمة وأهل الحل والعقد فى البلاد، وشاورناهم فى الأمر. وكانت الخُلاصة أننا نحتاج إلى حماية أكبر غول أو أكبر بلطجى فى العالم، والذى هو أمريكا. فذهب إليها وزير خارجيتنا برسالة واضحة: نحن نحتاج إلى حمايتكم، فما هو الثمن المطلوب؟ فقالوا قاعدة عسكرية، فوافقنا على إعداد قاعدة بمواصفاتهم، ولكن من أموالنا، وملكاً خالصاً لنا، وأجّرناها لهم لخمسين سنة قابلة للتجديد، بموافقتنا نحن فى قطر! وأحد شروط هذا الاتفاق هو عدم التدخل فى الشؤون الداخلية لأى من الطرفين، وبالتالى قمنا ببدء البث التليفزيونى من قناة الجزيرة، وهو أمر داخلى، فليس للأمريكان أو غيرهم حق الاعتراض وإن كان من حقهم الامتعاض»!.

رابعاً: أما بالنسبة لعلاقتنا بالإخوان المسلمين، فقد كنا هنا فى قطر فى حاجة إلى حجة أو سُلطة دينية نوازن بها السُلطة الدينية للشيخ بن باز فى السعودية من ناحية، وسُلطة آيات الله فى إيران من ناحية أخرى، فوجدنا فى الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى المصرى ضالتنا المنشودة. ولكن مثل كل الإخوان المسلمين، سرعان ما نجح الرجل فى المُهمة ولكنه جلب إلى قطر أيضاً عشرات، ثم مئات، ثم آلاف الإخوان المسلمين، الذين أتوا فى البداية كمعلمين ومُهندسين وأطباء وأساتذة، ولم يُضيّعوا وقتاً طويلاً، قبل تجنيد آلاف القطريين الشباب فى صفوفهم. فحينما يطلب البعض من غير القطريين أن أتخلص من الإخوان المسلمين المصريين، فهم لا يُدركون أن أغلبية الإخوان فى قطر هم من القطريين، أى أنهم مواطنون قطريون لا يمكن اقتلاعهم ونفيهم خارج قطر، وإلا تحول الأمر إلى حرب أهلية. فالإخوان المسلمون القطريون لهم امتدادات قرابة عشائرية وقِبلية فى كل البلاد. واشتعال الصراع مع أى عدد منهم يُهدد بالانتشار فوراً.

خامساً: «نعم، قناة (الجزيرة) نجح الإخوان فى اختراقها والسيطرة على مفاصلها. ولكن القِلة القليلة منهم مصريون، وأغلبهم فلسطينيون ولبنانيون وقطريون. ثم أن الغريب فى الأمر هو أن مصر هى التى علّمت العرب جميعاً الرماية والسباحة وركوب الخيل والإعلام. الله يرحم سنوات العز الناصرى وصوت العرب وأحمد سعيد، ألا تستطيع مصر بكل عظمتها أن يكون لها مائة قناة مثل الجزيرة، بل وأفضل وأقوى؟

سادساً: ومازالت تلك اقتباسات من حديث الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر السابق: «أعترف لك أن الشيخ القرضاوى ومن جنّدهم من القطريين أقنعوا ابن العم حمد بن جاسم أن يجعلوا من قناة الجزيرة قوة ضاربة أكثر تأثيراً من أى جيش فى المنطقة، وأنه يمكن لقطر، ذات الموارد البشرية المحدودة، أن تعتمد على كوادر الإخوان المسلمين المنتشرين فى أكثر من ستين بلداً حول العالم كسُفراء وخُبراء، أو حتى عُملاء لخدمة السياسة الخارجية القطرية، وهو ما تحقق ومايزال يتحقق».

سابعاً: لقد كانت الكويت بعد استقلالها فى أوائل الستينيات، حريصة على لعب دور قيادى خليجى وعربى، وساعدها ثروتها النفطية فى ذلك الوقت على ذلك. فهل كثير علينا أن نلعب نفس الدور الذى كانت تلعبه الكويت خليجياً وعربياً منذ أربعين سنة؟ لقد كان الملك فيصل، رحمه الله، يتندّر على تلك الظاهرة فى حينه. فإذا وقع حدث كبير عالمياً ورصد له مُستشاروه ردود فعل القوى العُظمى مثل أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا، فكان يسأل: «ولكن ما هو موقف الكويت؟» وكان يسميها طفل الخليج المُشاغب. والآن بعد أربعين سنة أصبح طفل الخليج المُشاغب هو قطر.

ذلك الحديث مع حاكم قطر السابق كان ومايزال كاشفاً عن عُقدة قطر نحو جيرانها فى الخليج من ناحية، وكذلك نحو طموحاتها الإقليمية من ناحية أخرى.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر مُفتاح فهم الطفل المُشاغب فى الخليج قطر مُفتاح فهم الطفل المُشاغب فى الخليج



GMT 22:25 2023 السبت ,04 شباط / فبراير

سفر في الذل

GMT 09:07 2020 الجمعة ,03 إبريل / نيسان

رد اعتبار!

GMT 10:19 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

حديث عِتاب لمصر مع اللواء نِزار عبد القادر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon