بقلم - عبد المنعم سعيد
وصلنا إلى نهاية أسبوع تناول اللقاء الذى جرى بين نخبة رجال الأعمال المصريين ودولة رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي. البداية كانت بائسة عند النظر إلى الحالة المصرية من زاويتها الجغرافية السياسية والاقتصادية وما هو جار فى كلتيهما من ضغوط. ولكن الحديث فضلا عن جديته عبر عن طاقة مصرية جبارة لا يمكن تجاهلها حيث السوق المصرية المتسعة فى وسط الإقليم يجعل مصر مؤهلة للاستثمار والسياحة؛ ورغم كل الصعوبات الإقليمية فإن الدولة استمرت على حالها فى بناء البنية الأساسية والتوسع فيها. لا توقف «المونوريل» ولا القطار السريع؛ وعندما جرت المقايضة ما بين قطع الكهرباء وارتفاع الأسعار فإن الاختيار كان للأخيرة لأنها هى التى تبقى الأعمال جارية. الأمة كانت على استعداد لقبول الضغوط وعدم الجرى أو التراجع ساعة الندرة لسبب أو آخر. واضح من حديث رئيس الوزراء أن الدولة تعالج قضية الديون؛ وأنها تدرك أن نتائج استثماراتها خلال السنوات العشر الماضية سوف تثمر فى النهاية. ولكن الرسالة لا تصل بهذه السهولة لأن هناك من لا يتوقف عن الطنين بأن القضايا القومية توزن بقدر الكاش الذى يدخل الجيوب الآن وفورا.
ليس بهذه الطريقة يأتى تقدم الدول وإنما يأتى من الإصرار والعزيمة على المضى قدما، والابتعاد عن مواطن الزلل الإقليمية، والأهم قبول المنافسة فى الداخل والخارج. المنافسة الداخلية مطلوبة عندما لا تتردد الحكومة فى الطرح العام للشركات العامة والتخارج من المجالات التى تحتاج احترافية تسويقية أو تكنولوجية عالية. وسوف تحصل الحكومة على الثقة الكبيرة كلما كانت الوعود بنفس القدرة على التنفيذ؛ وعندما تضع الشركات والمحافظات والمحليات فى عمومها فى حالة تنافسية عن الأعلى تنافسية والأرقى فكريا فى اقتحام مجالات وأسواق جديدة. الدولة المصرية تقدم الجوائز السنوية التشجيعية والتقديرية والنيل ولفئات خاصة كانت قلادة النيل. هل يمكن أن يكون مثالا لذلك للأعلى إنتاجية وتصديرا سواء كان فى الصلب أو فى الفراولة أو الذكاء الاصطناعي؟