على ماذا يكون التشاور
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

على ماذا يكون التشاور؟

على ماذا يكون التشاور؟

 لبنان اليوم -

على ماذا يكون التشاور

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

قبل أسبوعين، وتحديدًا يوم الأربعاء ١٨ يناير ٢٠٢٣، انعقدت قمة عربية من ست دول عربية في أبوظبى، أُطلق عليها اسم «قمة الازدهار والاستقرار»، وحضرها من دول الخليج الإمارات العربية المتحدة وعمان والبحرين وقطر؛ ومن خارجها مصر والأردن. قبل هذه القمة بأيام، انعقدت قمة أخرى في القاهرة شاركت فيها مصر والأردن وفلسطين.

الأمر هكذا فيه نوع من التسارع في القمم، وجميعها تؤكد أولًا: التشاور المستمر؛ وثانيًا: استعراض القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتنسيق المواقف إزاءها؛ وثالثًا: التأكيد على الروابط «التاريخية الراسخة» بين البلدان المشاركة. الأمر على هذا النحو يدعو إلى التفاؤل، خاصة أنه يأتى في سياق تشاور مستقر بين الدول العربية وبعضها البعض على المستويين الثنائى والجماعى على النحو المشار إليه أو في حضور دولة عظمى على الجانب الآخر من المائدة، ولذا انعقدت القمة العربية الأمريكية، وتلتها القمة العربية الصينية.

الإشارة التي تأتى من كل ذلك تتوجه إلى نوع من «الإقليمية الجديدة» بين الدول العربية، التي لا تجتمع من خلال «محاور» أو «تحالفات خاصة»، وإنما هي تشاورية تشاركية بين عواصم لديها اهتمام أو مصالح مشتركة تستوجب اللقاء على مستوى القمة. هي نوع من الدبلوماسية والسياسة المرنة التي تفيد وتضيف، ولكنها لا تخصم ولا تؤذى؛ هي تختلف تمامًا عما اعتاد عليه جيلنا قبل عقود، حيث كانت القمم تُعقد لإعلان ما لا يقل عن تحرير فلسطين أو إشهار الوحدة العربية أو عقد معاهدات للدفاع المشترك. وبهذا الشكل فإنها تكمل وبشكل أكثر كثافة المسار الذي بدأ مع إعلان «العلا» في قمة مجلس التعاون الخليجى، والذى أنهى النزاع مع قطر، وفتح المحادثات مع تركيا، وبدأ مسارات للتفاهم مع إيران. ظهور قطر وعمان في اجتماع أبوظبى علامة على قدرة التجمعات العربية المختلفة على الاستيعاب والضم، وإشهار لقدر من الحميمية، التي ظهرت إزاء أنشطة عالمية عقدتها دول عربية لمتابعة التغيرات المناخية المهمة أو لعقد مباريات كأس العالم لكرة القدم المثيرة.

دبلوماسية «التشاور» هذه مع كثافتها وعقدها على مستوى القمة ضرورتها قصوى بين الدول العربية ليس فقط لمكانة القائد السياسى في دبلوماسية وسياسة بلاده، وإنما لأن هناك الكثير من الدوافع التي تلح وتستدعى المزيد من المعلومات والإدراك للواقع الدولى والحالة العالمية في عمومها. أمام القادة العرب كما هو أمام غيرهم أن العالم بات غارقًا في حالة الحرب الأوكرانية، وأنه بينما تعبئ روسيا جنودها بمئات الألوف، فإن حلف الأطلنطى يقدم صفقات أسلحة جديدة. الحرب باتت لها جولاتها بين الهجوم الروسى، والهجوم الأوكرانى المضاد، واحتلال مدن والخروج منها. آثار التدمير بادية في أوكرانيا، وبوادر الإنهاك ظاهرة على روسيا، وما بين كليهما لا يوجد إلا ما سماه عالِم العلاقات الدولية «جوزيف ناى»: الشتاء الدبلوماسى، حيث لا يوجد في الساحة إلا محاولة صغيرة تقوم بها تركيا. وإذا كانت الحرب الأوكرانية مستمرة، فإن المفاوضات الإيرانية الأمريكية في مباحثات ٥+١ حول الاتفاق النووى مع إيران لا تزال معلقة، بينما الساحة الداخلية في إيران تزمجر وتزيدها غضبًا على أمريكا وكل مَن جاورها من عرب وعجم. حالة الالتهاب الإيرانية ممتدة حتى شرق البحر المتوسط، حيث تدخل إسرائيل في حالة جديدة من التطرف، الذي يأخذ بالدولة العبرية كلها إلى البُعد ليس فقط عن حل الدولتين مع الفلسطينيين، وإنما عن أسس علمانية للدولة تقوم على الفصل بين الدين والدولة، فضلًا عن الفصل بين السلطات. وزارة نتنياهو الجديدة لم يظهر منها ما يخلق الانضباط الملتزم باتفاقيات مسبقة، أو بمراعاة علاقات انفتحت فيها إسرائيل على الإقليم. والحقيقة هي أن حساسيات إسرائيل لعلاقاتها الإقليمية تتواضع، ويوجد داخل وزارتها ما يزيدها تعقيدًا.

جميع الدول العربية المتشاورة في إطار أو آخر تضع كل ما سبق على المائدة، وهى تعلم أنه وإن كانت الحرب الأوكرانية بعيدة، وتخص الأمن الأوروبى، بل الأمن العالمى؛ إلا أنها متداخلة معها بفاعلية النفط والغاز وقناة السويس والطاقة والغذاء في عمومها. ومن ناحية أخرى فإن التحديات الإيرانية ليست بعيدة كثيرًا عن التحديات الإسرائيلية؛ وبقدر ما أعلن «نتنياهو» عن رغبته في مزيد من التطبيع مع الدول العربية، فإنه لم يكف عن التهديد بقصف وتدمير الأصول النووية الإيرانية. إيران ذاتها تحاول الاقتراب ما أمكن من داخل إسرائيل من خلال الباب اللبنانى لحزب الله، أو النافذة السورية لنظام لم يعقد عزمه بعد عما إذا كان يريد عودة سوريا إلى الإطار العربى أو لا، أو تحديد أعدائه الكثر، أو تحديد كيفية الإصلاح السورى، الذي يعود بسوريا إلى عالمها مرة أخرى.

ما يعطى هذه التشاورات أهميتها الخاصة هو أن غالبية الدول المتشاورة تمر بمرحلة إصلاحية عميقة تريد استمرارها، ودعمها، وزيادة قدرتها على مواجهة ظروف دولية متغيرة. الإصلاح بطبيعته يعزز من قدرات الدول ويعطيها الكثير من الوسائل للتأثير والتغيير في واقعها الإقليمى؛ ومن ناحية أخرى فإنه يزيد من الحذر، الذي يخشى انفجارات غير موقوتة ومهددة لعملية الإصلاح. أكثر ما يُخشى في هذا الإطار المفاجآت التي تأتى من قيادة دولة ثورية مثل إيران تجد نفسها في مواجهة مع شعبها لا فرق في ذلك بين ذكر وأنثى. ومع أن مسار الحرب الأوكرانية يبدو مستقرًّا على تبادل المبادأة، فإنه لا توجد مصلحة في هزيمة أوكرانية أو مهانة روسية؛ وما بين الهزيمة والمهانة فإن أبواب المفاجآت تكون مفتوحة على مصاريعها. الوضع الإسرائيلى يسير في اتجاه إشعال سلسلة من النكبات بهدف دفع هجرات فلسطينية جديدة من الضفة الغربية، فتكون جاهزة لاحتلال شامل؛ مع- وصدق أو لا تصدق- إعلان الدولة الفلسطينية في غزة، التي مادامت حماس تحكمها فإن العالم لن يغضب لما تفعله بها إسرائيل حربًا أو سلامًا. الوضع الفلسطينى على الجانب الآخر مفتوح لكثير من المفاجآت هو الآخر، فالحقيقة هي أن هناك وحدتين سياسيتين فلسطينيتين واحدة لفتح في الضفة الغربية والأخرى لحماس في غزة، ومادام السلاح مبعثرًا على الجميع، واحتكار سلطة سياسية لشرعية استخدام السلاح غير موجودة، فإن اختفاء المفاجآت سوف يصبح في حد ذاته مفاجأة كبرى!.

بقدر ما يقدم العالم والإقليم من القضايا المركبة، فإن الأخبار الحسنة تكمن في العلاقات الثنائية، التي تدور كلها على أشكال مختلفة من التعاون، الذي يدعم في النهاية قدرات الدول العربية مجتمعة. الإسهامات الجارية في رفع العقبات والضغوط على عمليات الإصلاح في دول عربية مختلفة سوف يكون لها عائد تاريخى، أشكاله الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ظاهرة؛ ولكن أهم ما فيه أنه لا مناص من محتوى أمنى يأخذ الأمن الإقليمى في الحسبان، والذى لا ينبغى له أن يبقى بعيدًا عن التعامل معه في أطر تعاونية. ولكن هذه تحت الكثير من البحث والتشاور!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على ماذا يكون التشاور على ماذا يكون التشاور



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon