الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن

الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن

 لبنان اليوم -

الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن

بقلم :عبد المنعم سعيد

انعقد الحوار الاستراتيجي المصري الأميركي خلال الأسبوع الماضي في العاصمة الأميركية واشنطن، وقاد الفريق الأميركي وزير الخارجية توني بلينكن، والفريق المصري وزير الخارجية سامح شكري. كانت قد مضت فترة قصيرة أو ما هو أكثر قليلاً من تسعة أشهر، عندما دخلت الإدارة الأميركية الجديدة إلى البيت الأبيض، وكان ما هو معلوم عنها أن هناك القليل الذي يسر مصر. وبينما كانت الحملة الانتخابية للرئيس جوزيف بايدن تتناثر فيها عبارات لوم لمصر، وإشارات إلى صعوبة العودة إلى ما كان عليه الحال خلال فترة الرئيس دونالد ترمب، وما كان قبلها كان تعيساً خلال فترة الرئيس باراك أوباما الذي عمل في إدارته الحرس الذي أحاط بنائب الرئيس بايدن، وها هو يأتي بهم إلى الإدارة الجديدة. كان واضحاً أن الرئيس الديمقراطي قد اعتمد كثيراً على الجناح «التقدمي» في الطريق إلى منصب الرئيس؛ كما أن الجماعات «الليبرالية» في الحزب كانت تضع مصر ودولاً أخرى تراها أقل سياسياً من المعايير الديمقراطية الأميركية؛ كذلك كانت الجماعات السياسية للأميركيين الأفارقة لديهم جنوح حول التعاطف مع إثيوبيا، فضلاً عن العزوف الكبير عن كل ما تعلق بالرئيس السابق من سياسات للتقارب مع دول وشخصيات.
مناخ واشنطن في معظمه لم يكن صحياً بالمرة فيما يخص ليس مصر وحدها، وإنما أيضاً دولاً عربية أخرى تقع في معسكر الاعتدال والوسطية والتنمية والإصلاح في عمومه؛ ومن أجل ذلك قامت مراكز البحوث والتفكير بترويج مقولات «الإخوان المسلمين» الأساسية عما جرى في 30 يونيو (حزيران) 2013 وما تلاه من تغييرات. كانت القصة المصرية الأصلية والصحيحة غائبة إلى حدٍ كبير عن الساحة الأميركية؛ وما حل محلها لم يكن على استعداد لمتابعة المسيرة المصرية منذ ذلك التاريخ وما فيها من جهد وإصلاح ونجاح، حتى تلك التي سطر بها تقارير دولية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للبناء والتعمير. ساعة أن حل بايدن بالبيت الأبيض لم تكن أحوال العلاقات المصرية الأميركية لا صحية ولا تبعث على الرضا أو السعادة.
ولكن على مدى الشهور التالية لتولي بايدن الرئاسة بدأت العلاقات تأخذ بالدفء، ولم يكن ذلك نتيجة أفول الحملات التي تدين العلاقات الدافئة السابقة، ولا لضعف ألم بأجنحة الحزب الديمقراطي «التقدمية» أو «الليبرالية»، وإنما نتيجة الخبرة المتبادلة التي انطلقت الآن من بدايات جديدة. فالحقيقة هي أن القاهرة لم تعد كما كانت، وبعد ست سنوات من الإصلاح المستمر والمتراكم في مصر، فإن الرئيس بايدن وفريقه كان عليهم التعامل مع مصر أخرى غير تلك التي كان عليهم في إدارة أوباما التعامل معها. وفي المقابل لم تعد الولايات المتحدة كما كانت أيضاً، وصحيح أنها لم تفقد مكانة الدولة العظمى، ولكنها أولاً فقدت لقب «الوحيدة» في العالم؛ وثانياً أنها قد قررت الانسحاب من الشرق الأوسط عسكرياً على الأقل، وكان في ذلك إشارة إلى دول المنطقة أنه بات عليها الاعتماد على نفسها. وفي الحقيقة أن ذلك كان هو ما باتت تعرفه دول المنطقة جيداً، فراحت مصر تبني إقليماً جديداً في شرق البحر الأبيض المتوسط حول الغاز والنفط ونتائج الإصلاح الاقتصادي والتنموي المصري، بينما كانت السعودية تبني إقليماً آخر في البحر الأحمر بينما تسعى بجد وهمة في تنويع مصادر الثروة والدخل والبناء الاقتصادي. المدهش أن هذه الحالة الجديدة من العلاقات، والتي حدثت في ظل متغيرات أخرى منها جائحة «كورونا» والحرب ضد الإرهاب، والتدخلات الإقليمية في دول الإقليم العربي قربت ما بين البلدين بأسرع مما كان متصوراً عند نقطة البداية.
ربما حتى شهر مايو (أيار) الماضي كانت السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط عامة ومصر خاصة في حالة من «الكمون الاستراتيجي»، التي حتمها الانشغال بالقضايا الداخلية لدى الطرفين؛ وإذا كان الانشغال الداخلي المصري مركزاً على التنمية، فإنه كان في الولايات المتحدة كان منشغلاً بمرحلة ما بعد ترمب، وعودة الولايات المتحدة إلى مسارها التقليدي في تحالفاته وأنماط عمله. حرب غزة الرابعة خلقت لحظة فارقة، لأنها وضعت إدارة بايدن تحت الاختبار التاريخي الذي تعرضت له معظم الإدارات الأميركية، وهي أن من حق الولايات المتحدة أن تبتعد عن الإقليم، ولكنها في هذه الحالة سوف تجد الإقليم يطاردها في نومها وصحوها. الحرب حركت أموراً كثيرة من مرقدها، حيث لم تضع القضية الفلسطينية وحدها موضع الخطر، ولكنها أظهرت أن ترك القضية يحرك فوراً القضية الإسرائيلية في أمنها وتركيبها الديموغرافي، ومعهما الاستقرار في أكثر مناطق العالم حساسية للأديان والمذاهب. ما حدث فعلياً أن الاتصالات بين واشنطن والقاهرة التي كانت عصية خلال الشهور السابقة تسارعت وأصبحت أكثر فاعلية، وظهر أن المقام الاستراتيجي المصري وما يحصل عليه من تأييد عربي يمكنه التسريع بوقف إطلاق النار، وبعد ذلك تثبيته، وعندها تكون هناك فرصة للتعامل مع قضايا معقدة.
المحطة التالية كانت في سبتمبر (أيلول) عندما جرت مناورات النجم الساطع بمشاركة 21 دولة مع مصر والولايات المتحدة. وليس سراً على أحد أن العلاقات العسكرية الممتدة بين الولايات المتحدة ومصر وعدد من الدول العربية الأخرى لها طبيعتها الخاصة التي نمت ونضجت منذ حرب الخليج وتحرير الكويت، ومن يومها تعاقبت الإدارات، ولكن الصلات والعلاقات العسكرية ظلت مستمرة. وبقدر ما كان استئناف المناورات كاشفاً عن علاقات وثيقة، فإن تبادل الرأي والتفاعل السياسي المتعلق بالوقائع في ليبيا والسودان وإثيوبيا، فضلاً عن غزة بالطبع، فتح الباب للحوار الاستراتيجي ليس لكي تعود الأيام الطيبة إلى سيرتها الأولى، وإنما إلى وجود قدر كبير من البراغماتية والمصالح المشتركة التي تغلب أشكالاً مذهبية أخرى. في القاهرة كان هناك أحياناً أفكار مثالية وفيها الكثير من المبالغة، وتريد للحوار أن يكون نوعاً من ممارسة التحالف الذي يلتقي فيه الأحباء بعد فراق. ما حدث فعلياً لم يكن كذلك، كان الحوار لائقاً بقوة عظمى وأخرى إقليمية بما فيه من نضج حول القضايا الرئيسية التي تتحاور فيها الدول: الأمن، والعلاقات الثنائية والاقتصادية خاصة، والموقف من قضايا الشرق الأوسط الرئيسية، وأخيراً، وكان بالفعل أخيراً، حقوق الإنسان. كان هذا الترتيب وارداً على القاهرة من وفود سابقة ذهبت لكي تعرف اتجاه الريح التي بات واضحاً أنها تغيرت في واشنطن التي باتت أكثر عملية من أي وقت مضى. والنتيجة كانت ظاهرة في كلمات وزيري الخارجية، ومؤتمرهما الصحافي، وفيما انتهى الأمر بقرب التوافق في أمور كثيرة. وحتى في الموضوع الذي بدا شائكاً في السابق، فإن مصر وفقاً لجدولها الخاص كانت قد أفرجت عن بعض المتهمين، ووضعت استراتيجية خاصة بحقوق الإنسان وفقاً لمسار طالبت به الأمم المتحدة منذ عام 2018، وأخيراً عندما توقفت عن التجديد لقانون الطوارئ لأن الإرهاب لم يعد يتجاوز الحدود المعروفة للجريمة المنظمة، وهذه يكفيها القانون الطبيعي وليس الاستثنائي. المؤكد أن الحوار كان مفيداً للطرفين، وربما يدفعنا إلى تجربته بين الدول العربية؟!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon