حرب أبدية جديدة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

حرب أبدية جديدة

حرب أبدية جديدة

 لبنان اليوم -

حرب أبدية جديدة

بقلم: عبد المنعم سعيد

كان الرئيس الأمريكى بايدن هو الذى أعطى تعبير «الحروب الأبدية» شهرته عندما أطلقه على حرب أفغانستان والعراق ومثيلاتها من حروب لا تنتهى أبدا. الآن يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية تدخل إلى ذات النفق الذى يكون- كما هى العادة- مظلما تجسده خسائر بشرية ومادية، وفوق ذلك كثيرا من دهاليز الضياع وفقدان البصيرة.

ما كان فى المقدمة منتظرا أن تكون حربا قصيرة يفوز فيها الأعلى قدرة؛ أى روسيا فى هذ الحالة، وينهزم فيها الأقل حظا وهو أوكرانيا؛ وذلك يمكنه التحول إلى صياغة محيرة أن روسيا لم تنتصر، ولكن أوكرانيا لم تخسر. لكن داخل النفق ومع غلبة الظلام وكثرة الاحتمالات فإن مثل تلك الألغاز تكون معتادة، ويكون الأكثر اعتيادا نسيان ما كان سبب دخول النفق من الأصل.

الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قال أمام زوار إن خصومه يحاولون «الفوز فى ساحة المعركة» و«تدمير روسيا من الداخل». لم يعد هناك حديث عن توسيع حلف الأطلنطى أو النخبة النازية فى «كييف» كمصدر لتهديد يستحق غزوا من الجيوش الروسية.

على الجانب الآخر فإن الهدف الأمريكى لم يعد انسحاب روسيا من أوكرانيا، ولا صار توسيع حلف الأطلنطى ولو عن طريق فنلندا والسويد، وإنما مساعدة أوكرانيا على هزيمة روسيا وتعطيل آلة بوتين الحربية حتى لا تهدد جيرانها فى المستقبل.

وزير الدفاع لويد أوستن، ذكر بعد رحلة إلى كييف لتعزيز المقاومة الأوكرانية: «نريد أن نرى روسيا ضعيفة إلى درجة أنها لا تستطيع القيام بالأشياء التى فعلتها فى غزو أوكرانيا».

وكرر أوستن تلك الرسالة بعد محادثات مع حلفاء الناتو فى ألمانيا. وأضاف متحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى: «نريد أن تفوز أوكرانيا. نحن عازمون على جعل هذا الغزو فشلًا استراتيجيًا لروسيا».

.. كان أحد أهدافنا هو الحد من قدرة روسيا على فعل شىء كهذا مرة أخرى». باتت الحرب حربا أخرى، والتواجد داخل النفق لفترة طويلة يسبب تغيرات كثيرة وأحلاما أكثر وكوابيس من أنواع مفزعة؛ لكن الحرب لا تكون كما كانت وتفقد بساطتها الأولى وتنحرف إلى دروب متفرعة.

هذا ما حدث فى «الحروب الأبدية» القديمة، فى الحروب العالمية الكبرى الأولى والثانية بدت الحرب أبدية بعد فترة، وكثير من المؤرخين يعتبرون الثانية امتدادا للأولى، ولم يكن وقف القتال إلا هدنة امتدت إلى عشرين عاما.

الحرب الكورية والأخرى الفيتنامية والثالثة الأفغانية والعراقية كانت أمثلة أخرى، الحروب العربية الإسرائيلية فى أشكالها القديمة مع الدول العربية، والحديثة مع تنظيمات أصولية، ظلت حربا واحدة حتى مع اتفاقيات السلام. الحرب الأبدية الجديدة فى أوكرانيا لا تتمشى مع فكرة إخراج دولة عظمى نووية من مكانتها إلا عبر مسيرة دامية وطويلة فى أنفاق ليس لها نهاية، وبالتالى لا ضوء فى نهاية النفق الكبير للمواجهة.

هنا تظهر احتمالات استخدامات السلاح النووى ليس بالصورة التى نراها فى أفلام إبادة الكوكب، إنما كأداة لتلافى الهزيمة والضغط من أجل الحصول على أهداف تكفى لإشهار نصر. فبعد الفشل الروسى فى السيطرة على العاصمة الأوكرانية «كييف»؛ والتركيز على إقليم «الدونباس» مع ممر يربطه مع البحر الأسود ومنطقة القرم، بات ممكنا أن تصير صفقة كافية لإعلان هدنة تخرج منها روسيا بانتصار إضافة أراض للدولة الروسية مترامية الأطراف.

ولكن الإعلانات الأمريكية والأوكرانية الأخيرة والتى ترفض تماما استيلاء روسيا على أراض إضافية، فضلا عن أن أوكرانيا بدأت بالفعل القيام بعمليات عسكرية بلغت ١١ عملية داخل الأراضى الروسية، جعلت الحرب ليست مرشحة لأزمنة طويلة، ولكنها ربما تفرض على روسيا- خوفا من الهزيمة وانتقال الحرب إلى أراضيها- استخدام أسلحة نووية تكتيكية.

هذه النوعية من الأسلحة تأخذ المعركة إلى سقوف أخرى من أدوات التدمير قد لا تكون فى مستوى الأسلحة النووية الاستراتيجية، ولكنها كافية لبقاء مناطق كبيرة خارج الحياة البشرية المدنية والعسكرية لفترة طويلة.

وقد حذر وزير الخارجية سيرجى لافروف من أن «الناتو، فى جوهره، يخوض حربًا مع روسيا من خلال وكيل»، وتذرع بخطر نشوب صراع نووى حين قال: «الخطر جسيم» و«لا ينبغى الاستهانة به».

وضع روسيا وظهرها فى الحائط بهذه الطريقة يبدو بالنسبة للعالم الغربى دافعا إلى خروج بوتين من المستنقع الأوكرانى. أرقام الخسائر الروسية العسكرية كبيرة، ويقدر حاليا وقت كتابة المقال وفقا لتقديرات «بن والاس» وزير الدفاع البريطانى أن روسيا قد خسرت ١٥ ألف روسى، ودمرت ٢٠٠٠ عربة مصفحة و٦٠ طائرة هليكوبتر ومقاتلة ونفاثة وفقدت ٢٠٠ كتيبة، شكلت قوة الغزو الروسية لأوكرانيا حوالى ٢٥٪ من قوتها القتالية، وكثير منهم من قوات النخبة للمظلات ومشاة البحرية والقوات الخاصة. والخسارة الروسية التى لا تقل خطورة تأتى فى المجال الاقتصادى نتيجة العقوبات الاقتصادية التى أوقفت مصانع، ونضب واردات وإمدادات خاصة بمصانع حربية لم تصلها رقائق أشباه الموصلات.

فضلا عن ذلك أخذت هجرة الأدمغة الروسية فى التسارع؛ هرب ٥٠٠٠٠ إلى ٧٠٠٠٠ متخصص فى الكمبيوتر من البلاد، حسبما أفادت مجموعة تكنولوجية روسية، ومن المتوقع أن يغادر ١٠٠٠٠٠ آخرون بعد ذلك. التوقعات هى أن ينكمش الاقتصاد الروسى هذا العام بنسبة ٨.٥٪ إلى ١٥٪. ولكن ألا تكون هذه الضغوط ذاتها هى الأكثر دفعا لروسيا لتصعيد عسكرى نووى لا يعرف أحد ماذا سوف يأتى بعده؟.

المعضلة الكبرى للحرب الأبدية الجديدة أنها سوف تبقى حروبا أبدية أخرى مستعرة فى مكانها. وببساطة فإن انشغال الولايات المتحدة وحلفائها ومعهما روسيا، ومع الجميع بقية دول العالم، سوف يضع قضايا حيوية مثل الحرب ضد الإرهاب، وضد كوفيد ١٩ والاحتباس الحرارى للكرة الأرضية، رهن الانتظار، بينما هى فى حقيقتها قابلة للتمدد والتوسع.

ففى قارات العالم جميعها بدأت التنظيمات الإرهابية فى إعادة تنظيم نفسها، والتعلم العسكرى من دروس الحرب الأوكرانية، واستخدام الموقف كله فى عمليات الدس السياسى والإرهاب، والتجنيد للمحاربين والحصول على السلاح.

الدرس الذى تعلمه الإرهابيون من الحرب أن العالم لم يعد مترابطا كما كان من خلال العولمة، والحقيقة هى أنه أكثر انقساما من أى وقت مضى، وفى الوقت التى تتزايد فيه الضغوط على الدول والشعوب من جراء الغلاء والعواقب الاقتصادية للحرب، فإن هناك فرصا كثيرة للاختراق والهجوم. من ناحية أخرى فإنه رغم تراجع المصابين والوفيات من جائحة كوفيد ١٩، فإن الإجماع العلمى هو أن الوباء لم ينته بعد، وأن الفيروس لديه قدرة فائقة على التحور إلى أشكال وموجات جديدة تعيد ذكريات الإغلاق وآثاره ونفقاته إلى ذاكرة الدول.

وفيما يخص الاحتباس الحرارى فإن آثاره السلبية لم تتوقف، وفى الوقت الراهن بدأ موسم الحرائق فى غرب الولايات المتحدة، واستمرت التقلبات المناخية فى مسارها المؤدى إلى ارتفاعات غير مسبوقة فى درجة الحرارة، والمؤدية إلى فيضانات وموجات من الحرارة غير العادية فى الهند.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب أبدية جديدة حرب أبدية جديدة



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon