دروس الحرب الأوكرانية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

دروس الحرب الأوكرانية

دروس الحرب الأوكرانية

 لبنان اليوم -

دروس الحرب الأوكرانية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

دار الزمان دورته ومضى عام على «الحرب الأوكرانية» لأنها تدور على أرض أوكرانيا؛ ومهما كان هناك تورط من أطراف أخرى بالعون أو بالدعاء، فإن المعارك الدائرة تدور في فلك صد هجمات جاءت بها روسيا عبر الحدود. وإذا كانت الحروب الكبرى، سواء تلك التي دارت بين دولتين أو دول عدة أو حتى حروب عالمية، قد جرت دراستها في كلياتها بحثاً عن الأسباب الجذرية والعرضية لنشوب الحرب وجزئياتها بحثاً عن تكتيكات المعارك واستراتيجياتها؛ فإن الحرب المعنية هنا بدأت الدراسات حولها حتى قبل ظهور شمس عام جديد.
ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد الأميركية، قدم في دورية «السياسة الخارجية» مقاله «الدروس الخمسة الأولى بعد عام من الحرب الأوكرانية».
الدرس الأول منها يقول، إنه من السهل جداً للقادة أن يخطئوا الحساب، معتمداً في ذلك على الأخطاء التي ارتكبها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما اعتقد عالياً في القدرة الروسية على تحقيق أهداف سريعة في الحرب، ومقابل ذلك ظن أن الأوكرانيين لن يكون لديهم القدرة على المقاومة وشن هجمات مضادة. كذلك، والكلام لا يزال لستيفن والت، أن أوروبا الغربية لن يكون في مقدورها التخلي عن الغاز الروسي، ومن ثم فإنها لن تقدم المعونات لأوكرانيا. بشكل ما، فإن الدارس الأميركي اقترب كثيراً مما جرى ذكره هنا في مقال «بين الحكمة والحماقة» بتاريخ 12 أكتوبر (تشرين الأول) 2022 الذي تناول دور الأفراد وقدراتهم في إدارة صراعات مصيرية. فالحقيقة، أن الدرس المستخلص من الحرب الأوكرانية لا يختلف عن الحالة في كثير من الحروب، ليس فقط لخطأ في القادة، وإنما نتيجة أخطاء في المعلومات، وأخطاء أخرى في إدارة السياسة الخارجية وسياسات الأمن القومي حينما تغيب القدرة على تصحيح ما هو خطأ وقبول ما هو صواب.
الدرس الثاني هو أن الدول تتحد لكي تواجه العدوان، وهنا سوف نجد الأصول الفكرية لستيفن والت، حيث جاء من المدرسة الواقعية التي ترى في الدولة فاعلاً أساسياً في العلاقات الدولية، وأنها تتصرف وفقاً لتوازنات القوى التي تحدث إما من خلال قدراتها الذاتية أو من خلال التحالف مع دول أخرى. التاريخ الأوروبي كله قام على سلاسل من تحالفات توازن القوى، والحربين العالميتين الأولى والثانية قامتا على تحالفين، وقبلهما جرت هكذا التوازنات الأوروبية وكانت بريطانيا تقوم بدور قبة الميزان التي تذهب إلى حيث لا يسمح لقوة واحدة بالسيطرة على القارة الأوروبية. وبعد الحربين فإن السياسة الأوروبية قامت بردع الحروب من خلال التحالف الدائم لحلف الأطلنطي، وإنشاء ما صار الاتحاد الأوروبي، لكي تخلق قوة عسكرية واقتصادية لا يوجد ما يماثلها لا في القارة ولا في العالم. عملياً، فقد كانت مهمة هذين التحالفين هي استيعاب ألمانيا أو قهرها إذا استيقظت مرة أخرى، وعندما تم توحيد ألمانيا بعد انتهاء الحرب الباردة فإن عواصم أوروبية كثيرة ارتجفت من نتائج التوحيد. وبينما كان التحالف الأوروبي والأطلنطي مهماً من زاوية ردع الاتحاد السوفياتي فإنه لم يكن متصوراً أن تقوم روسيا بهذه الخطوة تجاه دولة أوروبية، ولكن عندما حدث الاجتياح لأوكرانيا فإن الطاقة الاقتصادية والتكنولوجية الهائلة للمعسكر الغربي في العموم شكّلا فارقاً مهماً على مسرح العمليات حينما عطلت الهجمات الروسية، وسمحت للقوات الأوكرانية بشن هجمات مضادة ذات تأثير في موازين الحرب.
الدرس الثالث الذي أتى به والت هو أن الحرب لا تنتهي إلا عندما تنتهي فعلياً، ومن ثم فإن الحرب ليست فيلماً سينمائياً يبدأ بلحظات عنف شديد وباهر، وتنتهي بعبور أقواس النصر وحصول الجنرالات على شارات البطولة. ومن هنا، فإنه ليس كل تقدم مؤقت يعني نصراً أو بداية النصر، أو أن الهجمات المضادة والانسحابات المؤقتة لا تعني بالضرورة نهاية الحرب. الحروب التي تندرج فيها القوى الكبرى ليست رخيصة وبالتأكيد ليست سريعة؛ ومثلما كانت التوقعات الروسية بالنصر السريع مبالغاً فيها، فإن سلاح العقوبات الاقتصادية الغربي لم يكن كافياً لتركيع روسيا، ومهما كان الاعتصار جارياً لأوكرانيا فإنها أثبتت قدرة على استمرار القتال وتحرير أرض. وبالتأكيد كان لدى روسيا الموارد الذاتية، وبعضها خارجية، لكي تستمر في قتال ضروس؛ وبالنسبة لأوكرانيا، فإن الحرب باتت معركة وجود للدولة الأوكرانية لا بديل فيها عن المقاومة والاستفادة القصوى من الحلفاء الغربيين.
الدرس الرابع هو أن الحرب تعزز موقف المتطرفين لدى طرفي القتال، وتجعل من التوصل إلى حلول وسط أكثر صعوبة. وفي الحقيقة، فإن الحرب أظهرت للعالم جماعة الوطنيين القوميين الروس والمدى الذي يذهبون إليه في تصور روسيا القيصرية التوسعية وقد أتت من تاريخها القديم قافزة فوق الفترة السوفياتية لكي تعيد مجدها ومكانتها على مائدة القوى الأوروبية في الماضي والعالم في الحاضر. أوكرانيا في جانبها لم يكن ممكناً لها الصمود والمقاومة والهجوم المضاد دونما تطور داخلها لقدرات معنوية ضخمة استندت إلى قومية حقيقية كانت هي التي تحملت أعباء الحرب العسكرية ضاع فيها 20 في المائة من الأرض الأوكرانية، ونحو 9 ملايين أوكراني بين لاجئ ونازح.
الدرس الخامس يعود بنا إلى ما قبل الحرب، وعما إذا كان اتباع الغرب سياسة واقعية تقيد استخدام القوة بأشكالها المختلفة، وتمنع حلف الأطلنطي من التوسع شرقاً، سوف يكون سبباً في منع الحرب وتقييدها إذا ما نشبت. صحيح أن الغرب أطلق الكثير من صيحات التحذير، بل إنه أكثر من ذلك نشر خطة الحرب كاملة لعل القيادة الروسية تتراجع، ولكن ذلك لم يكن كافياً أو مقنعاً لروسيا أنها لن تتعرض للتهديد من قبل حلف الأطلنطي. وعند هذه النقطة، فإن والت يضيف درساً سادساً عاماً، وهو أن «القادة» لهم قيمة أساسية في مثل هذه المنعطفات التاريخية الحادة، فما يمكن استخلاصه مما حدث أنه لم يكن موجوداً القادة العظام الذين يمنعون الحرب من الحدوث، وإنما وجد القادة من نوعية أقل تعرف كيف تنزلق إليها. دروس الحرب العسكرية أكثر غزارة من تلك الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية؛ وذلك ربما لأن تغطية المعارك تجعل المعرفة أكثر إتاحة. ويمكن القول، إن التطورات التكنولوجية أصبحت النقطة الفارقة في الحرب الأوكرانية عما كانت عليه الحروب قبلها. في أوكرانيا جرى استخدام أسلحة الحرب السيبرانية، والذكاء الصناعي بغزارة للتشويش على خطوات الخصم، مع استشعار خطواته الحالية والمستقبلية. الطائرات المسيرة أو الدرونز بأنواعها المختلفة هي العلامة المميزة للحرب، خاصة تلك التي تطلق لكي تقوم بتدمير أهدافها دون توجيه إنساني. لكن القفزة الكبرى جرت في العمليات المخابراتية التي مكّنت من التنصت والمتابعة لشبكات التواصل الاجتماعي والتليفونات الجوالة وبالطبع استطلاعات الأقمار الصناعية. الحرب تضيف أيضاً أهمية إدارة الحرب بطريقة «لا مركزية» وهو الدرس الذي قدمته أوكرانيا لكي تستطيع توزيع قواتها بطريقة تجعل القوات الروسية في حالة اشتباك دائم. الروح المعنوية هي درس دائم في كل الحروب، والحرب الأوكرانية ليست استثناء.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس الحرب الأوكرانية دروس الحرب الأوكرانية



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon