الناقة لها والجمل أيضًا

الناقة لها.. والجمل أيضًا

الناقة لها.. والجمل أيضًا

 لبنان اليوم -

الناقة لها والجمل أيضًا

بقلم: سليمان جودة

الشكل الذى ظهر به الوفدان الأمريكى والإيرانى فى مفاوضات العاصمة العُمانية مسقط يثير الضحك رغم أنه لا يحدث للمرة الأولى!.

فالرئيس الأمريكى ترمب كان قد بادر فأعلن أن المفاوضات ستجرى فى مسقط، وأنها ستكون يوم السبت ١٢ من هذا الشهر، وأنها ستكون مباشرة!.. ولكن حكومة المرشد خامنئى فى طهران ردت فقالت إنها لن تدخل مفاوضات مباشرة، وأن مفاوضات إذا جرت بينهما فسوف تكون غير مباشرة، لأن الإيرانيين لا يثقون فى الإدارة الأمريكية.

وقد جرت المفاوضات بالطريقة التى رأتها حكومة المرشد، وجلس الوفدان فى غرفتين متجاورتين لا يتكلمان مع بعضهما البعض إلا من خلال وسيط!.

كان الوسيط هو بدر البوسعيدى، وزير خارجية عُمان، وقد راح يجلس مع أحدهما لينقل إليه ما يقول الطرف الآخر، ثم يعود إلى الطرف الآخر ليطلعه على ما ذكر الطرف الأول.. وهكذا إلى أن انتهت الجلسة.. كان رئيس وفد التفاوض الأمريكى هو ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكى فى الشرق الأوسط، وكان رئيس وفد التفاوض الإيرانى هو عباس عراقجى، وزير خارجية إيران، ولم يتقابل الاثنان هناك وجهًا لوجه إلا لدقائق معدودة فى حضور الوزير البوسعيدى، وكان ذلك بعد نهاية الجلسة وفى أثناء انصراف الوفدين!.

هذا عن الشكل.. أما المضمون فعندما تبحث عن المصلحة المباشرة أو حتى غير المباشرة لأمريكا فى الذهاب إلى مفاوضات كهذه لا تجد شيئًا فى حقيقة الأمر.. فالمشروع النووى الإيرانى الذى هو أساس التفاوض لن يضر الولايات المتحدة فى شىء إذا اكتمل وصار حقيقة، لأن أمريكا التى تتعايش مع المشروع النووى الروسى مثلًا تستطيع أن تفعل الشىء نفسه مع المشروع الإيرانى. ولكن القصة هى خشية إسرائيل من أن تمتلك إيران قنبلة نووية، ثم رغبتها فى ألا تمتلك طهران هذا السلاح مهما كان الثمن!.

الوفد الأمريكى ذهب بربطة المعلم يفاوض من أجل إسرائيل لا من أجل بلاده، ولم يحدث من قبل أن كان القرار الأمريكى مُسخرًا لصالح الإسرائيليين إلى هذا الحد.. فالرئيس ترامب يعلن أن على إيران أن تتخلى عن فكرة المشروع نفسها، لا أن تخفض تخصيب اليورانيوم كما كان المطلب فى زمن سابق، ووزير دفاعه يعلن استعداده لضرب عمق إيران إذا لم تمتثل!.

تقاتل الولايات المتحدة فى معركة التفاوض التى لا ناقة لها فيها ولا جمل.. فالناقة هى لإسرائيل والجمل أيضًا!.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناقة لها والجمل أيضًا الناقة لها والجمل أيضًا



GMT 22:09 2025 الأحد ,14 كانون الأول / ديسمبر

سنوات الهباء

GMT 21:09 2025 الأحد ,14 كانون الأول / ديسمبر

حضرموت ومنطق الدولة

GMT 20:52 2025 الأحد ,14 كانون الأول / ديسمبر

عن هجاء «النظام الطائفي» في لبنان

GMT 20:51 2025 الأحد ,14 كانون الأول / ديسمبر

الغرب يعالج مشاكله... على حساب الآخرين!

GMT 20:50 2025 الأحد ,14 كانون الأول / ديسمبر

المشهد البريطاني تحت قبضة «الإصلاح»

GMT 20:49 2025 الأحد ,14 كانون الأول / ديسمبر

أفكار حول التطوّر التقني وحيرة الإنسان

GMT 20:48 2025 الأحد ,14 كانون الأول / ديسمبر

بدور نسجت تاريخها

GMT 20:45 2025 الأحد ,14 كانون الأول / ديسمبر

على وزن المطار السري

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم
 لبنان اليوم - الجزر وفيتامين A عنصران أساسيان لصحة العين وتحسين الرؤية

GMT 13:42 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 10:45 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:53 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

فساتين زفاف من جيني بايكهام لخريف 2021

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تسريب صور مخلة للآداب للممثلة السورية لونا الحسن

GMT 21:23 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جبران باسيل يلتقي وكيل وزارة الخارجية الأميركية

GMT 16:36 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

النجمة يستعير لاعب الترجي التونسي شاونا

GMT 12:17 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

بوتين والسيسي يترأسان أول قمة روسية إفريقية

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon