بقلم : سليمان جودة
صباح أمس.. سلم الرئيس السيسى رئاسة الاتحاد الإفريقى إلى سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، بعد عام كامل كانت مصر هى رئيسة الاتحاد على امتداده.. وقد أحصى الرئيس، وهو يتحدث أمام القمة المنعقدة فى أديس آبابا، ما قدمته القاهرة للاتحاد وللقارة الإفريقية على مدار السنة!
وسوف تكتشف الدول أعضاء الاتحاد أن مصر قدمت للقارة السمراء ما قدمته، عن إيمان بهذه القارة الغنية، وعن قناعة بأن إفريقيا هى امتدادنا الطبيعى، وبأن الدولة المصرية إذا كانت دولة عربية، وإسلامية، فهى بالمثل دولة إفريقية!.إن هذه انتماءات ثلاثة لا نستطيع سوى العمل بما يرسخها طول الوقت، ولا نستطيع سوى القول بأن الدم الذى يجرى فى شرايين كل مصرى، هو دم يحمل ملامحه الإفريقية ولا يتخلى عنها!
وفى كل مرة كان رأس الدولة المصرية يتحدث خارج البلد على مدى عام انقضى، كان يفعل ذلك بصفتين اثنتين، إحداهما أنه الرئيس المصرى، والأخرى أنه رئيس الاتحاد الإفريقى منذ التاسع من فبراير الماضى.. حدث هذا فى الأمم المتحدة فى سبتمبر، وحدث بعدها فى روسيا، وحدث لاحقاً فى برلين.. وفى كل المرات كان حضور مصر الإفريقية موازياً لحضورها العربى والإسلامى!وقبل أيام خاضت القاهرة انتخابات العضوية فى مجلس السلم والأمن الإفريقى التابع للاتحاد، ففازت بالتزكية لعامين قادمين، سوف تمثل خلالهما دول الشمال الإفريقى كله، وكان ذلك مؤشراً على أن سعيها من أجل صالح القارة على مدار السنة لم يكن خافياً على الدول الأعضاء!
ولو نذكر.. فإن عنواناً من العناوين التى نوقشت فى المؤتمر الذى استضافته أسوان فى نوفمبر كان على النحو الآتى: إسكات البنادق!والمفارقة أن القمة الإفريقية الحالية فى إثيوبيا تنعقد كلها تحت هذا العنوان، وفى الحالتين سواء فى أسوان قبل ثلاثة أشهر، أو فى العاصمة الإثيوبية اليوم، فإن مصر تحمل لواء الدعوة إلى أن تكون القضية فى هذه القارة الممتدة، هى التنمية التى تخدم البشر، لا السلاح الذى يدمر البشر والحجر!
إخلاص القاهرة لقارتها طوال ١٢ شهراً لم يكن سراً، وقدرتها على الحديث بلسان القارة كانت تصادف ترجمتها العملية فى كل محفل، وإشاراتها المستمرة إلى أن إفريقيا تنتظر نظرة مختلفة من العالم، وبالذات من أوروبا وأمريكا لم تكن تتوقف!وقد جاء الفوز اللافت فى مجلس السلم، وكأنه اعتراف آخر العام بأن القاهرة أخلصت لعواصم القارة ولم تخذلها!.