ليس ككل الأيام
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ليس ككل الأيام

ليس ككل الأيام

 لبنان اليوم -

ليس ككل الأيام

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

كلما جاء ٣٠ مارس من كل سنة تجدد موعد الناس مع أعذب الألحان، ولماذا لا يكون كذلك وهو اليوم الذى فيه غادر عبد الحليم حافظ دنيانا بعد أن ملأها بالطرب؟

لا أزال أذكر صباح ذلك اليوم من عام ١٩٧٧ كأنه أمس.. لا أزال أذكر أن قارئ موجز أخبار الساعة السادسة صباحًا فى الإذاعة قد استهل أخباره فقال: وفاة عبدالحليم حافظ فى لندن.

قالها مذيع النشرة بصوت ممتلئ بالألم، ولم يكن يدرى أنه بما قاله قد نشر الحزن فى كل مكان، وأن عشاق عبدالحليم عاشوا من يومها ثم بعدها فى حنين لا ينقطع إليه وإلى أيامه، وأنهم أحسوا ولا يزالون بنوع من اليُتم الفنى.. فلا أحد قد ملأ مكانه، ولا أحد إلى اليوم يستطيع أن يقول إنه قد أكمل المسيرة الفنية التى بدأها العندليب ثم راح يرسخها كل يوم.

تقرأ وتتابع ما يسمعه الناس وخصوصًا الشباب هذه الأيام فتأسى، ولا تعرف ماذا يجدون بالضبط فيما يسمعون؟.. فلا كلمة جميلة يمكن أن يحفظها المرء ثم يرددها بينه وبين نفسه، ولا لحن عذب يمكن أن تعتاده الأُذن وتجد فيه الطرب، الذى إذا خلا منه الغناء فإنه يكون قد خلا من كل شىء.. ولا حتى صوت يمكن أن تقول إنه صوت يتميز عما سواه.. لا شىء من هذا كله.. وقد كان هذا كله هو الذى صنع عبدالحليم وبنى له مكانة فى وجدان الناس.

إن الأغنية إذا خلت من الطرب لم تعد أغنية، ولكنها مجرد كلام يردده صاحبه وهو يتنطط كما نتابع، ثم ينساها فى لحظتها هؤلاء الذين يرددونها وراءه بلا وعى.. وربما يكون علينا أن نذكر الآن وفى كل وقت أن الذين كانوا يقدمون عبدالحليم فى حفلاته العامة، كانوا يقولون إنه «المطرب» عبدالحليم حافظ، ولم يكونوا يقولون إنه المغنى عبدالحليم، ولا بالطبع المؤدى عبدالحليم، ولا أى شىء من هذا النوع.

ففى إمكان أى أحد أن يغنى، وفى مقدور أى صاحب صوت أن يؤدى، ولكن لا يستطيع أى أحد أن يُطرب الناس، ولا أن يخاطب الأُذن فتألفه ويستقر فيها، ولا أن تعتاد صوته فتجد فيها ما يغذى حاسة السمع فلا تنفر منه ولا تنساه.

وإذا قيل إن ما يسمعه الناس والشباب فى المقدمة منهم هو ما يريدونه، فهذا كلام فارغ، لأن الذائقة الطبيعية لا يمكن أن تُقبل على سماع ما لا جمال فيه، ولا قيمة، ولا معنى.. لا يمكن.. وكل ما فى الأمر أن هذه أذواق فاسدة، وأنها لهذا تسمع ما تسمعه مما لا لحن فيه، ولا كلمة، ولا صوت، ولكنه مجرد حركات صوتية، أو لحنية، أو كلامية، لا أكثر.

الغناء فى حقيقته طرب، والطرب صناعة، والصناعة فيه تقوم على الصدق فى اللحن، وفى الأداء، وفى الكلمة، وهذا هو الذى صنع عبدالحليم، وهذا هو الذى أبقاه، وهذا هو الذى جعله إذا أطل صوته فى أى وقت على الناس وجدوا أنفسهم يرددون معه ما يقول تلقائيًا، فكأنهم يستجيبون للفطرة فى أعماقهم.. والأهم أنهم يجدون فى ذلك طربًا، ويجدون أنفسهم وقد نقلهم صوته، ولحنه، وكلماته، من عالمهم الذى يعيشون فيه إلى عالم آخر من خيال.. هذا هو السر، وهو من فرط بساطته ليس سرًّا، ولكنه صدق بالأساس، وإحساس فى الأساس أيضًا، وكلاهما هما اللذان يجعلان من يوم ٣٠ مارس يومًا فى تاريخ الفن الباقى ليس ككل الأيام.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس ككل الأيام ليس ككل الأيام



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon