بقلم :سليمان جودة
إذا كان على الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن تصف داء الملف الذى تتولى مسؤوليته فى الحكومة، فإن عليها أيضًا ألا تنسى وهى تشخص الداء أن تضع الدواء إلى جواره!.فالوزيرة أطلقت مبادرة كبيرة فى مجالها، واختارت لها اسمًا ربما يكون لافتًا!.. وقد جاء الاسم فى شكل شعار يقول: «اتحضر للأخضر»!.
أما لماذا هى مبادرة كبيرة، فلأن الوزارة وضعت لها مدى زمنيا للتنفيذ يمتد إلى ثلاث سنوات، ثم قررت أن تبدأ العمل عليها فى عدد من المحافظات، لتنتقل إلى عدد آخر فيما بعد، وقررت أيضًا أن تكون وزارة التربية والتعليم شريكًا لها فى المبادرة، وكذلك وزارة التعليم العالى من خلال الجامعات!.
والهدف فى النهاية أن يزداد وعى الناس بالقضية، وأن يدرك كل مواطن أن قضية البيئة تعنيه شخصيًا، وأنه مدعو إلى أن يكون طرفًا فاعلًا فيها، وأن ذلك لن يحدث إلا إذا آمن كل واحد منا بأن دورًا فاعلًا ينتظره فى نشر المساحات الخضراء فى البلد!.
وطموح الدكتورة ياسمين أن تدفع المواطنين إلى الإقلال من استخدام الأكياس البلاستيك، التى تلوث كل مكان تصل إليه، فإذا توقف المواطنون عن استخدامها تمامًا فسوف تكون هذه خطوة ممتازة.. إن هذا هو التوجه فى العالم كله، وفى كل يوم نسمع ونقرأ عن دول تتفنن فى اختراع أساليب عملية لصرف الناس عن استعمال هذه الأكياس التى توزع التلوث حول الإنسان!.
ولكن.. إذا كان من واجب الوزارة أن تطلب من المصريين أن يتوقفوا عن استخدام أكياس البلاستيك، فمن واجبها أيضًا أن تلفت أنظارهم إلى البدائل وأن توفرها، وإلا فإن جزءًا لا بأس به من المبادرة سوف لا يتجاوز مرحلة الكلام!.
والمبادرة تتحدث عن المصانع، خصوصًا التى تطل منها على النيل، وتتحدث عن مخلفاتها الضارة بكل بيئة حولها، وعن انبعاثاتها التى تدمر مظاهر الحياة على المدى الطويل.. وهذه مسألة كان الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة السابق، قد بدأ التصدى لها بشجاعة فى آخر أيامه فى الوزارة، وكان قد وضع برنامج عمل فى مواجهتها، وكان قد حدثنا عنه فى لقاء دعا إليه!.
وسوف تنجح المبادرة أكثر، لو أنها راحت تبنى فوق ما كنا قد سمعناه من الدكتور فهمى، وفوق ما كان هو يخطط له ويؤسس!.وسوف تنجح أكثر وأكثر، لو أنها اعتمدت على سياسة النَفَس الطويل، فغيابه سبب أساسى وراء عدم وصول الكثير من المبادرات إلى غاياتها!.