قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة

قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة

 لبنان اليوم -

قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة

سليمان جودة
بقلم: سليمان جودة

إذا كانت القمة السابقة التي انعقدت في الجزائر، قد رفعت شعار «لمّ الشمل» في وقتها، فالقمة المرتقبة في جدة تأخذ شعار سابقتها لتنتقل به إلى خطوة أبعد، والهدف أن يأخذ الشعار معناه الأوسع، ويصبح «لمّ الشمل» بين العواصم العربية بعضها بعضاً، ثم على مستوى مفهوم الدولة ذاته فوق أرضها.

وكانت قمة الجزائر التي انعقدت أول نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، قد رأت أن تشهد قاعتها عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر في جامعة الدول العربية، لولا أن الظرف الإقليمي وقتها لم يكن مواتياً، ولولا أن السماء لم تمطر ما يغذي الفكرة، فلم يجد فيصل المقداد، وزير الخارجية السوري، بداً من دعوة الدولة المضيفة إلى ألا تكون قضية العودة مطروحة في جدول أعمال القمة.

ولم يكن المطلب السوري تعبيراً عن عدم رغبة في العودة بالطبع، ولكنه كان رغبة في رفع الحرج عن أطراف عربية بدا أنها لا ترحب بما يكفي بالعودة السورية. وكان رهان دمشق، وهي تسارع إلى رفع الحرج، أن الوقت من قمة الجزائر إلى القمة التالية ربما يعطي مساحة للتغلب على العقبات، وربما يمنح الأطراف المتحفظة قدرة على القفز فوق ما يحول دون العودة إلى المقعد الشاغر.

ومن هناك في الجزائر إلى هنا في جدة تغيّرت ظروف، وتبدّلت أحوال، وطرأ ما هو جديد، وكان من بين ما طرأ أن الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، قال إن سياسة حصار سوريا عربياً ثبت بالتجربة العملية أنها غير مجدية، وإن التواصل مع الحكومة في دمشق قضية والحال كذلك لا بديل عنها.

وكان حديث الرجل تهيئة لما سوف يأتي من بعده، وما أتى من بعده تمثّل في دعوة إلى سوريا لحضور أعمال القمة، بعد غياب سوري عن القمم المتعاقبة زاد على العقد الكامل من السنين.

ولم تكن القضية في حقيقتها مجرد دعوة إلى الحكومة في دمشق، ولكنها كانت انتصاراً للدولة الوطنية بمفهومها الواضح، الذي لا يرى بديلاً لحضور الدولة في كل عاصمة من عواصم العرب، مهما حاولت أطراف في الإقليم الانتصار للجماعات في مواجهة الدول.

وكذلك بالضبط كانت الدعوة التي تلقاها البرهان، فهي ليست دعوة إليه بوصفه قائداً يجلس على قمة مجلس السيادة الانتقالي في السودان، ولكنها دعوة إلى الخرطوم كونها عاصمة عربية، ودعوة إلى السودان كونها دولة يجب ألا تغيب، لا عن الحضور على أرضها، ولا عن الحضور في الجامعة التي تضمها مع غيرها من بلاد العرب.

القضية هي الانتصار لمفهوم الدولة، الذي تعرض لمحاولات من التشويه لم تتوقف، وكانت البداية عندما هبَّت على المنطقة رياح ما يوصف بأنه ربيع عربي، فتعاملت مع مفهوم الدولة وكأنه شيء انقضى وقته، ومضى زمانه، ولم يعد من بين مفردات لغة العصر!

ولا بد أننا نذكر كيف أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، كان يدعو الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك إلى التخلي عن منصبه، وكان يطلق دعوته علناً، ولم يكن يخفيها ولا كان يداريها. وقد ظن أصحاب النيات الطيبة في ذلك الوقت، أن سيد البيت الأبيض كان بدعوته ينتصر لأشواق المتظاهرين في ميدان التحرير، ولم يكن هذا صحيحاً بأي معنى، لأن أوباما كان في الحقيقة ينتصر لجماعة ضد دولة، ولم يكن يرى الدولة المصرية بتاريخها المكتوب لخمسة آلاف سنة، وكان يرى الجماعة التي لا يصل عُمرها إلى مائة سنة في المقابل.

وعندما جاءت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون إلى القاهرة بعد أن تخلى مبارك عن الحكم، فإنها طلبت أن تزور ميدان التحرير، ثم راحت تتجوَّل فيه وهي منتشية كأنها طاووس يتنقل بين أرجاء الميدان، وكان هذا دليلاً لا تخطئه العين على خيارات الإدارة التي كانت الوزيرة تمثلها، ولم تكن الخيارات تقف إلى جوار الدولة الوطنية كمفهوم، ولكنها كانت تنتصر للجماعة عليها.

وحين انطلق السباق الرئاسي في مرحلة ما بعد مبارك بعدد من المرشحين، ثم انتهى في الجولة الثانية إلى سباق ثنائي بين الفريق أحمد شفيق، والدكتور محمد مرسي، مرشح الجماعة، فإن السيدة هيلاري راحت تستعجل النتيجة قبل إعلانها رسمياً، وكانت تستعجلها في إلحاح ظاهر، ولسان حالها يقول متى يجري الإعلان عن فوز مرشح الجماعة؟!

ومن بعد هبوب رياح «الربيع» في حينها، سادت أجواء غريبة تماماً في المنطقة، وكان وجه الغرابة فيها ولا يزال أنها تنتصر للجماعات وربما الميليشيات، وتضعها في المقدمة من الدولة الوطنية، وكان هذا يجري في العلن من دون مبالاة بالعواقب التي نراها ماثلة أمامنا.

ولم يكن مثل هذا التوجه في المنطقة يخفى على حكومة خادم الحرمين في وقته، ولا الآن وهي ذاهبة إلى عقد القمة 32 على أرضها، فكان قرارها هو الانتصار للدولة في مواجهة الجماعة والميليشيات التي اختطفت الدول.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon