ليست لغزاً ولا يحزنون
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ليست لغزاً ولا يحزنون

ليست لغزاً ولا يحزنون

 لبنان اليوم -

ليست لغزاً ولا يحزنون

سليمان جودة
بقلم: سليمان جودة

إذا كنت ممن يتابعون مسار الحرب الروسية على أوكرانيا، منذ أن بدأت في الرابع والعشرين من فبراير (شباط) الماضي، فسوف تلاحظ هذه الأيام بالعين المجردة، أن القوات الأوكرانية تواجه صعوبات لم تكن تجدها في طريقها طوال سنة مضت.
بل إن هذه القوات كانت تحقق انتصارات على القوات الروسية، رغم ما بين الجيشين من فروق، تجعل أي مقارنة بينهما لصالح الجيش الروسي بالتأكيد.
ولا يزال كثير من المحللين لا يستوعبون، كيف يمكن لجيش في حجم جيش روسيا أن يظل على مدى سنة كاملة يحاول اختراق أوكرانيا من جهة الشرق فلا يستطيع... إن ملعبه طوال السنة لم يخرج عن مناطق أربع في الشرق الأوكراني، وهي مناطق كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن ضمها إلى بلاده.
وبمثل ما كان عجز الجيش الروسي عن التقدم لغزاً غير مفهوم، بمثل ما إن الصعوبات المفاجئة التي يجدها الجيش الأوكراني في سبيله لغز آخر.
والحقيقة أن المسألة في الحالتين ليست لغزاً ولا يحزنون، ولكن يمكن فهمها بقليل من المتابعة لشأن هذه الحرب منذ بدأت إلى اللحظة.
في الحالة الأولى، كان عجز جيش روسيا عن التقدم راجعاً إلى أنه لا يقاتل الجيش الأوكراني بقدراته وحدها، ولكنه يقاتل جيشاً تقف وراءه الولايات المتحدة وأوروبا وحلفاؤهما بكل ما هو ممكن من سلاح وعتاد... وإذا كان الحال كذلك، وهو كذلك بالفعل من خلال ما نراه ونتابعه، فمن الطبيعي أن يكون التقدم من جانب الجيش الروسي صعباً وربما يكون مستحيلاً.
وقد بدأ بوتين حربه، التي يسميها «عملية عسكرية»، وهو لا يتصور أن يكون وقوف الولايات المتحدة وأوروبا وحلفائهما إلى جوار الأوكرانيين بهذا الشكل الحاصل، ولو كان قد توقعه لكان قد حسبها قبل بدء عمليته، ولكان قد فكر طويلاً قبل إطلاق العملية.
ولا تعرف كيف غاب عنه ذلك، وهو رجل المخابرات المحترف، ثم لا تعرف كيف فاته أن المناطق الأربع ليست مثل القرم، التي قضمها من أوكرانيا في 2014، ولا تعرف كيف فاته أن العبرة ليست في القدرة على قضم القرم أو غير القرم، ولكن العبرة هي في القدرة على المرور بما قضمته، ثم العبرة هي في القدرة على ابتلاع القضمة، فضلاً بالطبع عن القدرة على هضمها.
وإذا كان الرئيس الروسي قد قضم القرم قبل ما يقرب من عقد من الزمان، فهذا لا يعني أنه ابتلعها أو هضمها، أو أنه قادر على ذلك، والسبب أن تقادُم العهد بالقضمة القديمة لم يجعل أوكرانيا تنساها، وهذا ما نجده في التصميم الأوكراني، ليس فقط على استرداد المناطق الأربع، وإنما التصميم أصبح على استعادة القضمتين؛ القديمة والجديدة معاً.
قد يقول الروس إن القرم أرض روسية، وقد يقولون الشيء نفسه عن المناطق الأربع، وقد ينطوي ما يقولونه على ظل من حقيقة، وقد يكون حوله خلاف وفيه قولان، ولكن الشيء الذي لن تجد حوله خلافاً أن هناك فرقاً بين عقيدة الجيش الأوكراني في القتال، وبين عقيدة الجيش الروسي القتالية في المقابل.
الجيش الأول يقاتل عن عقيدة بأن هذه أرضه، وأنه لا تفريط في شبر منها، ولكن الجيش الثاني يقاتل عن عقيدة بأن هذه أرض متنازع عليها مع الخصم أو العدو، وقد يقاتل عن أن هذه أرض يجب احتلالها، وفي الحالتين لن يكون الأمر سواءً بين الجيشين، وستقاتل الأرض مع الجيش الأوكراني في كل حالاته، بالضبط كما تلعب الأرض مع فريق الكرة الذي يلعب على أرضه. وهذا ما تجده بوضوح في حديث، قال به يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر الخاصة، التي تحارب بعناصرها مع الجيش الروسي على الجبهة. إنه يصف أداء الجيش الأوكراني في الميدان، فيقول: «إنه جيش يقاتل حتى آخر رجل من رجاله».
ولا يقاتل على هذه الصورة التي يصفها رئيس «فاغنر»، إلا جيش يحارب على أرضه، ويخوض الحرب من أجلها، ولا يرتزق بما يفعله.
وإذا كان اسم يفغيني بريغوجين قد مرّ عليك عابراً، فيجب ألا يمر كذلك، ولا بد أن يستوقفك، أو تستوقفه أنت لحظات وتتوقف أمامه، لا لشيء، إلا لأنه ليس مجرد اسم عابر، ولأنه تقريباً المفتاح الذي يمكن به فك غموض اللغز الثاني.
فالمجموعة التي يديرها هذا الرجل تحارب بالأجر، ولا تخفي ذلك وإنما تعلنه، وهي تشبه النائحة المستأجرة التي كانت العرب تقول عنها أنها ليست كالنائحة الثكلى.
ورغم أن هذه المجموعة كذلك، فإنها كانت وراء الصعوبات التي يواجهها جيش أوكرانيا على أرض بلاده، التي يتحدث عنها الرئيس الأوكراني كثيراً في الفترة الأخيرة. وسوف يكون السؤال هنا على النحو التالي: كيف تكون جماعة مستأجرة، وكيف تكون جماعة بلا عقيدة تقاتل على أساسها، ثم تكون على هذا القدر من البأس الذي يسبب صعوبات لجيش نظامي مثل الجيش الأوكراني؟!
إجابة السؤال أن هذا هو السبب، وأن هذا هو التفسير، لأن الجيش النظامي يقاتل جيشاً نظامياً مثله، فينتصر عليه أو لا ينتصر، ولكن حربه مع جماعة مثل فاغنر ليست حرباً من نوع الحروب التي تدرب على مواجهتها، ولا على خوضها، وهو فيها يظل يواجه حرباً للعصابات أكثر مما يخوض حرباً نظامية.
ويزيد من الصعوبة في الحالة الأوكرانية، أن عناصر «فاغنر» تقاتل في الصفوف الأمامية، وتتقدم عناصر وجنود الجيش الروسي في الميدان.
إن الجيش الروسي بقي شهوراً يصد الجيش الأوكراني، الذي كان في مرات كثيرة يجبر الروس على التقهقر والتراجع، ولم يجرب الجيش الروسي الصمود إلا عندما استحضر شيئين، أولهما الطائرات المسيَّرة الإيرانية، وثانيهما عناصر «فاغنر»، التي استدعاها مرة من سوريا، ومرة ثانية من دول أفريقية، حيث كانت تقاتل هناك معركته فيها.
والطريقة التي تحارب بها عناصر المجموعة تلحظها في حديث رئيسها، عن إنه يسعى إلى السيطرة على كل شارع وكل بيت.
فليست هكذا تقاتل الجيوش النظامية، ولا هكذا كان يقاتل الجيش الروسي منذ بدء الحرب، ولكنه كان يتجنب دخول المدن، وكان يتحاشى الذهاب بجنوده إلى مناطق التجمعات السكانية، وكان يكتفي بالسيطرة على الطرق المؤدية إلى المدن، وعلى سماوات هذه المدن.
وما عدا ذلك يبقى فخاً لأي جيش نظامي يعرف المبادئ المتعارف عليها في خوض الحروب.
عجز الجيش الروسي عن التقدم في بداية سنة الحرب، له ما يبرره وليس لغزاً من بين الألغاز، وصعوبات الجيش الأوكراني في نهاية السنة نفسها، ليست لغزاً في سياقها هي الأخرى، وإذا شئت فراجع الأمر من أول هذه السطور.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست لغزاً ولا يحزنون ليست لغزاً ولا يحزنون



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon