كلام في ليبيا لم يوافق مقتضى الحال
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

كلام في ليبيا لم يوافق مقتضى الحال!

كلام في ليبيا لم يوافق مقتضى الحال!

 لبنان اليوم -

كلام في ليبيا لم يوافق مقتضى الحال

بقلم:سليمان جودة

أهمية البيان الذي صدر عن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الليبي ضد السفيرة البريطانية هناك، أنه يكشف عن أن تأجيل الانتخابات الليبية في اللحظات الأخيرة كان وراءه ما وراءه مما لا نعرفه، وبالطبع مما سنظل لا نعرفه إلى حين إجرائها حين تجري!
الانتخابات كان مقرراً لها منذ مارس (آذار) الماضي، عندما تشكلت حكومة الوحدة الوطنية الحالية، أن تجري في الرابع والعشرين من هذا الشهر على المستويين الرئاسي والبرلماني معاً... ولكنها تأجلت في اللحظة الأخيرة إلى الرابع والعشرين من الشهر المقبل... وحتى هذا التاريخ ليس مؤكداً إلى اليوم، فلا يزال حوله كلام، ولا تزال مفوضية الانتخابات في حاجة إلى تأكيده.
وما كادت الانتخابات تتأجل حتى اشتعل الجدل حول مصير الحكومة الحالية التي تحكم برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وما إذا كانت ستستمر إلى حين إجراء الانتخابات في موعدها الجديد، أم أن حكومة جديدة ستأتي في مكانها؟!... لقد ثار جدل واسع بين الليبيين عما إذا كان من حق حكومة الدبيبة أن تستمر في مقاعدها إلى يوم 24 ديسمبر (كانون الأول) وفقط، أم إلى أن تجري الانتخابات أياً كان موعدها؟
لكل وجهة نظر من هاتين الوجهتين فريق يراها ويميل إليها، وكل فريق من الفريقين عنده ما يبرر وجهة نظره قانونياً وسياسياً... والقضية في النهاية شأن ليبي مجرد، ولا دخل لأحد به سوى أصحاب القضية أنفسهم، الذين عليهم أن يحسموا الجدل في النهاية لصالح إحدى الوجهتين.
ولكن فجأة خرجت السفيرة البريطانية فقالت في بيان منسوب إلى سفارتها، إنها تؤيد بقاء حكومة الدبيبة في الحكم إلى يوم إجراء الانتخابات، وإنها لن تعترف بسواها إلى أن تنعقد الانتخابات... وما كاد هذا الكلام يقال نقلاً عن السفيرة والسفارة، حتى قامت الدنيا ضدهما في ليبيا ولم تقعد بعد، وحتى أصدرت لجنة الشؤون الخارجية بيانها الغاضب المشار إليه، وحتى انطلقت دعوات ليبية بطردها من البلاد!... ولم يتوقف الغضب عند هذا الحد، ولكنه أخذ مستوى آخر، وكان ذلك عندما اجتمع مجلس بلديات فزان في الجنوب الليبي داعياً السلطات الليبية إلى طرد السفيرة.
وقد كانت السفيرة ستيفاني ويليامز، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، أكثر حكمة من السفيرة البريطانية، وأكثر قدرة على اختيار كلماتها، فقالت، إن الانتخابات ومعها ترشح سيف الإسلام القذافي أو عدم ترشحه شأن ليبي خالص يجب احترامه.
صحيح أن موقف السفيرة ويليامز من خروج الميليشيات من الأراضي الليبية موقف غامض، وملتبس، وغير مفهوم في مجمله، ولكن هذا موضوع آخر على كل حال، فملف الميليشيات بطبيعته يبدو أعقد مما قد يظهر عليه أمام العين المجردة؛ لأنه في حقيقته ملف إرادات دول متداخلة في القضية الليبية كلها، أكثر منه ملف ميليشيا هنا، أو ملف مجموعة من المرتزقة هناك.
ولا بد أن السفيرة البريطانية التي لا يزال الغضب يتصاعد ضدها، كانت في حاجة إلى أن تدرك أن زمن الاحتلال البريطاني لإقليم من أقاليم البلد الثلاثة انتهى وانقضى، وأن من مقتضيات وجود السفير... أي سفير في أي بلد... أن يحترم مشاعر الناس في البلد الذي يمثل حكومته فيه، وألا يستفزهم بعبارات غير محسوبة من نوع ما صدر عنها.
وقد مضى الغضب ضد حديث السفيرة إلى مدى أبعد، عندما قال المتحدث باسم مجلس النواب الليبي في بيان صادر عنه، إن المجلس يعتبر السفيرة «شخصاً غير مرغوب فيه»، وإنه سيخاطب وزارة الخارجية في هذا الشأن لتتخذ ما تراه مناسباً، باعتبارها الوزارة المسؤولة في مثل هذه الحالة.
ومعنى ذلك أن الأمر صار في عهدة السيدة نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية في حكومة الدبيبة، وصاحبة المواقف المشهود لها في ملف الميليشيات والمرتزقة بالذات.
وفي الأعراف الدبلوماسية تعرف الدول مصطلح «شخص غير مرغوب فيه» ويعرف الشخص الذي يوصف هكذا بأن عليه أن يغادر البلد الذي يمثل بلاده فيه، وفي العادة فإنه يغادر خلال فترة زمنية تحددها وزارة الخارجية وتعلنها. وفي الغالب فإن هذا الشخص يكون سفيراً كحالة السفيرة البريطانية، ولا يكون أمامه سوى الامتثال، والتنفيذ، والمغادرة!
ورغم أن خمس حكومات غربية أعلنت في بيان لها، أنها تفضل بقاء حكومة الوحدة الوطنية إلى حين إجراء الانتخابات، ورغم أن ما أعلنته الحكومات الخمس لا يختلف كثيراً عما أعلنته السفيرة والسفارة البريطانية، فإن الحكومات الخمس كانت أقرب إلى الدبلوماسية وهي تصوغ موقفها وتعلنه، وكان دليل ذلك أنها راحت تؤصل لما تراه وتعيده إلى مؤتمر باريس الأخير حول ليبيا كمرجعية يستند إليها موقفها.
وهذا ما لم تعمل السفيرة على مراعاته، رغم أنها سفيرة محترفة ومعتمدة، وبالتالي فقد كانت مدعوة إلى أن تتصرف وتتكلم وفق ما يقتضيه موقعها، وحسب ما تقضي به مهنتها التي تقوم على مبادئ مستقرة بين العواصم لا يجوز دبلوماسياً القفز فوقها!
في لغتنا العربية نتحدث دائماً عن الكلام الذي على قائله أن يوافق به مقتضى الحال، وهذا بالضبط ما كان الليبيون ينتظرونه من السفيرة البريطانية، وما ينتظرونه من كل سفير غيرها يمثل بلاده عندهم في هذه المرحلة الدقيقة من مراحل السياسة في ليبيا؛ لأنه بغير أن يوافق الكلام مقتضى الحال، سيجد الدبلوماسي أنه في موقف لا يختلف عن الموقف الحرج الذي تجد سفيرة الملكة أنها في مواجهة معه، سواء على مستوى الناس في ليبيا عموماً، أو على مستوى مجلس بلدية فزان، أو على مستوى برلمان منتخب يمثل الناس!
وليس بيان السفارة البريطانية الذي وصلت تداعياته إلى هذا الحد، سوى إشارة إلى أن على كل الذين يمثّلون بلادهم من السفراء في طرابلس الغرب، أن يحترموا إرادة الليبيين في الذهاب إلى عملية انتخابية ديمقراطية لاختيار ما يرونه أنسب للحكم في البرلمان وفي الرئاسة.
قد يقال أن الديمقراطية ليست مجرد صندوق اقتراع، وهذا صحيح بنسبة مائة في المائة، فما يسبق الصندوق ذهاباً إليه يظل أهم منه، وما يتبعه يبقى استكمالاً لمدى صواب ما كان قبله، ولكن هذا كله لا يتحقق بغير مبدأ التجربة والخطأ الذي هو مدرسة الشعوب في هذا الباب!
وإذا كان ونستون تشرشل هو صاحب العبارة التي تقول، إن الديمقراطية ليست النظام الأفضل في الحكم، وإنها فقط أفضل الأسوأ مما توصل إليه العالم في نُظم الحكم، فهي عبارة صحيحة كل الصحة، وإلا، فما معنى أن يطاح برأي تسعة وأربعين في المائة من الأصوات في الصندوق، ويؤخذ برأي واحد وخمسين في المائة من الأصوات الصحيحة فيه؟ يحدث هذا علناً في أي عملية انتخابية، فيؤخذ برأي مجموعة ولا يوضع لرأي مجموعة في المقابل أي حساب؟!
هذا ما تقضي به العملية الديمقراطية، منذ أن كانت على الأرض ديمقراطية يجري الحكم وفق ما تقوله مبادئها المستقرة حتى اليوم، وسوف يظل الناس يخضعون لحكم هذه الديمقراطية غير العادلة، إلى أن يصل فلاسفة العلوم السياسية لنظام يكون أفضل منها في تمثيل كل الآراء في الصندوق، لا تمثيل جزء من الآراء، حتى ولو كان الجزء الذي يؤخذ به يمثل الغالبية من المقترعين.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام في ليبيا لم يوافق مقتضى الحال كلام في ليبيا لم يوافق مقتضى الحال



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon