بقلم: سليمان جودة
لاتزال دراما رمضان قادرة فى كل سنة على إطلاق أكثر من نجم فى سماء الفن.. وتقديرى أن ياسر جلال لايزال يقف فى الصف الأول وهو يقدم فى مسلسل «الاختيار» شخصية الرئيس وقت حكم الإخوان بأداء بارع.. وإلى جواره يجلس أحمد مكى بقدرته فى مسلسل «الكبير أوى» على رسم الابتسامة فى كل مساء على الوجوه!.
جلال ومكى نجمان فى المقدمة من نجوم دراما الشهر، ومعهما قضيتان كبيرتان تعرضهما قناة إم بى سى مصر فى مسلسلين يشدان الانتباه من أول منظر.. أما الأول فهو: بطلوع الروح، وأما الثانى فهو: المداح!.
ولابد أن الذين يتابعون المسلسلين قد لاحظوا أن القضية فى الأول هى الإرهاب باسم الدين فى العموم، وهى تنظيم داعش على وجه الخصوص.. فالمسلسل يعيد تذكير المشاهدين بخطورة التطرف فى الفكر، وعواقب الانتقال من التطرف فى الفكر إلى العنف فى الفعل.. وهل هناك ما هو أعنف مما ارتكبته عناصر فى التنظيم عندما أحرقت الطيار الأردنى معاذ الكساسبة حيًا أمام الناس؟!.
إن قيمة هذا المسلسل أنه يضع تنظيم داعش فى إطاره الصحيح، وينبه المشاهدين إلى أن تنظيمًا بهذا المسمى لم ينشأ من فراغ ولا فى فراغ، ولكنه كان ابنًا شرعيًا للغزو الأمريكى للعراق، والتوغل الإيرانى فى أرض الرافدين، والوجود الإخوانى على مقاعد الحكم فى عدد من عواصم المنطقة، وبالذات فى القاهرة خلال تلك السنة الصعبة، ثم فى طرابلس الغرب فى ليبيا من بعد قاهرة المعز!.
إن ضرورة هذا العمل الفنى، الذى أدعوك إلى متابعته، أن النجمة إلهام شاهين تلعب فيه دور العمر بالنسبة لها، وأن معها منة شلبى تقدم دورًا لم يسبق أن قدمته فى أعمالها!.. فالمسلسل يؤصل داعش على مستوى الفكر المتطرف، وعلى مستوى العنف الذى لا صلة بينه وبين مقاصد الدين ومبادئه، وعلى مستوى ظروف وملابسات النشأة التى لابد أن توضع فى سياقها العام لعل المشاهد ينتبه، ولعل ذلك يزيده وعيًا بما دار حوله ويدور!.
وفى «المداح» يظل السحر هو القضية الأم، وقد أشار إليها القرآن الكريم فى الكثير من المواقف والآيات، ثم ذكر أنها تقوم على أساس ما يفعله الساحر بعيون الناس.. ولو أنت راجعت ما كان ذات يوم بين موسى، عليه السلام، وسحرة فرعون فسوف تجد القضية مشروحة بالتفاصيل!.
وكما برع خالد سرحان فى أعمال رمضانية سابقة، فهو يعود فى المداح قويًا، ويقدم الدور فى قالب كوميدى مع حس ساخر يميزه.. وبالتوازى معه يقدم حمادة هلال دورًا مختلفًا بحس مغاير، فكأنهما حصانان من أحصنة الرهان يتسابقان فيما يتبقى من الحلقات!.