ما يعنيه الإستناد الى «الــخط الأزرق» و«تفاهم نيسان»
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ما يعنيه الإستناد الى «الــخط الأزرق» و«تفاهم نيسان»؟

ما يعنيه الإستناد الى «الــخط الأزرق» و«تفاهم نيسان»؟

 لبنان اليوم -

ما يعنيه الإستناد الى «الــخط الأزرق» و«تفاهم نيسان»

جورج شاهين
بقلم : جورج شاهين

قبل ان تقلع المفاوضات في شأن ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، والتثبت من صدق التزاماتها، سيبقى النقاش قائماً حول مضمون «اتفاق الإطار»، وما استند اليه، انطلاقاً من تفاهم نيسان 1996 والقرار 1701، بعدما اهمل ما قالت به الحدود الدولية المرسّمة بين لبنان وفلسطين المحتلة عام 1923، وهو ما دفع بمرجع ديبلوماسي عتيق الى التحذير من ذلك، على خلفية امكان استفادة اسرائيل من هذه الثغرة. فكيف يمكن ذلك؟ ولماذا؟

ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر وصول مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر في الثاني عشر من الشهر الجاري، للمشاركة في اول جلسة مفاوضات في ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل، التي تقرّرعقدها في الرابع عشر منه، في مقر قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) في الناقورة، تحت علم الامم المتحدة وبرعاية الولايات المتحدة الاميركية كما قالت «اتفاقية الإطار» بين الأطراف المعنية، والتي أُذيعت رسمياً في وقت واحد بين بيروت وتل ابيب، قبل ان يباركها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، ضماناً لدور بلاده الرعائي.

وان كان الاتفاق على استضافة مقرّ القوات الدولية للمفاوضات لم يعد بنداً للنقاش او لإثارة المخاوف من الجانب اللبناني، كما بالنسبة الى البت بالطابع العسكري للمفاوضات، كما ارادها، رغم اصرار الجانب الإسرائيلي حتى الأمس القريب على مفاوضات بين البلدين على المستوى الديبلوماسي. لكن ذلك لا يُعتبر نهاية للمطاف، فالقلق ما زال موجوداً لدى اكثر من مرجع ديبلوماسي حول قول «اتفاقية الإطار»، بالإستناد الى مضمون تفاهم 26 نيسان 1996 وقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في 12 آب 2006، في اعتباره قد يشكّل مدار جدل في المستقبل، قد لا يكون ذلك مفيداً للبنان كدولة، نظراً الى ما يعتريه الأمر من مخاوف.

وعليه، يعبّر مرجع ديبلوماسي لبناني مطلع، عن قلقه من بعض الفجوات التي يمكن ان تنعكس على مصير المفاوضات، وعلى مصلحة الدولة اللبنانية وحقوقها. ويبرّر ذلك انطلاقاً من الزعم انّ «ما جرى من مفاوضات في السنوات الثلاث الماضية، كان خلافاً لأحكام الدستور، الذي اناط برئيس الجمهورية كل اشكال المفاوضات مع الخارج». وأضاف: «ان من قَبل هذا الإطار التفاوضي ويدعمه، يعلم تماماً أنّه يدفع لبنان الى التنازل عن مساحة كبيرة من مياهه وترابه الوطني لمصلحة إسرائيل». وإنّ ما جرى الاعلان عنه «انما يخدم مصالح سياسية خاصة على حساب لبنان وحقوقه».

وتساءل الديبلوماسي، مبرراً زعمه هذا، مفنداً ما يعنيه تشدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري، على أنّ الإطار التفاوضي يستند إلى «تفاهم نيسان» والخط الأزرق، بالقول:

- إنّ تفاهم نيسان قام بين «قوى الأمر الواقع» وإسرائيل برعاية أميركية. وكالعادة انضمت الحكومة يومها تحت عامل الإكراه المادي الى هذا التفاهم. وهو امر يعني بموجب هذا التفاهم «أنّه متابعة لما تمّ الاتفاق عليه مع «حزب الله» في شأن تحييد الأهداف المدنية عن عملياتهما العسكرية». وهذه نتيجة طبيعية للمفاوضات التي تمّت يومها. فمن أدار المفاوضات مع الأميركي هو من تلك القوى. وبالتالي، فإنّ من يقبلون به من اهل السلطة فإنّهم «يشاركون في انتهاك الدستور».

- أما بالنسبة الى اعتبار «الخط الأزرق» هو الإطار لتحديد الحدود، فيشكّل ابشع مخالفة وطنية موصوفة وصريحة أيضاً في حق هذا الوطن. فهذا الخط الأزرق هو خط عسكري أمني وليس قاعدة قانونية لتحديد الحدود. فالحدود بين الجانبين محددة بوضوح في اتفاق الهدنة لعام 1949، الذي يؤكّد أنّ الحدود بين الجانبين هي الحدود المعترف بها دولياً، أي الحدود التي رُسمت بين لبنان وفلسطين عام 1923. فالخط الأزرق يمنح إسرائيل ولو على سبيل أمني، مسافة مهمة ضمن الأراضي اللبنانية، فينتهي خط الحدود البري وفقاً له، داخل لبنان، ويؤدي الامتداد الجغرافي الفني لهذا الخط في المياه الإقليمية، إلى خسارة لبنان مساحة كبيرة من مياهه الإقليمية لمصلحة إسرائيل.

والى هاتين القاعدتين بخلفياتهما الدستورية والقانونية الدولية، يخشى الديبلوماسي العتيق ان تكون بعض المواقف التي رحّبت بـ «الاتفاق الاطار»، تسعى الى نصر سياسي داخلي وخارجي، لمجرد اعتقادها انّها «ستستفيد من الاتفاق الإطاري الهجين» سياسياً وديبلوماسياً. وان «تنازل لبنان عن جزء من حقوقه الوطنية يمكن أن ينقذه من النيران المشتعلة من حوله وداخله. ويستخدمونه كوسيلة لتسجيل نقاط سياسية في مرمى أغراضهم السياسية».

وأضاف الديبلوماسي، مفسّراً موقف «حزب الله» الذي وافق على مضمون الإتفاق فيقول: «انّه يقبل بالاتفاق لغاية محض إقتصادية، معتبراً أنّها من الأهداف المدنية». أي انه «لا يمنح أي اعتراف سياسي لإسرائيل، بل يقبل بتحييد نشاطها الإقتصادي في مياهها الإقليمية، في مقابل تحييد النشاط الإقتصادي للبنان في مياهه الإقليمية، عن نيران أسلحتهما». وهو بهذه الطريقة يترك لنفسه «حرية التصرف عسكرياً» وامكان «ايجاد حجة للجوء إلى سلاحه» في اي وقت.

وتأسيساً على ما تقدّم، يحذر المرجع الديبلوماسي من «انّ هذا الإتفاق لن ينقذ لبنان من النار، بل سينقذ السلطة الفاسدة من المأزق الإقتصادي الذي أوقعت لبنان فيه». ومن سيضمن لاحقاً «أنّه يمكن الاستفادة في ظلّ هذه السلطة من الثروات البحرية» على قاعدة ربطه بين الخطوة التي استُدرج اليها لبنان تحت عنوان «الإتفاق الإطاري»، وخصوصاً إن وضع في اطار النزاع الأميركي ـ الإيراني، حيث يمكن طهران انّ تقدّمه «جزرة إلى الولايات المتحدة لخدمة مفاوضاتها معها لا أكثر». فهي «لا تخسر شيئاً، بما في ذلك إمكانية استخدام سلاح الحزب حين تشاء».

وبمعزل عن هذه القراءة الديبلوماسية وحجم التصاقها بمضمون الاتفاقات الدولية التي تجاهلها «الاتفاق الاطار»، يؤكّد المرجع الديبلوماسي انّه «لا ينقذ لبنان إلّا التمسّك بالعدالة والمطالبة بحقوقه الوطنية». وهو امر يدفع، في رأيه، إلى مخاطبة الرأي العام الدولي ومجلس الأمن تحديداً، لمطالبته بـ «تنفيذ اتفاق الهدنة الذي تبنّاه المجلس وفقاً للمادة 40 من الفصل السابع من الميثاق، ومساعدة لبنان في التخلص من قوى الأمر الواقع واستعادة سيادته واستقلاله وحريته، ووقف الانتهاك الإسرائيلي لحدوده الوطنية». فلبنان ملزم فقط بموجب هذه القواعد التي يكرّسها القانون الدولي بـ «منع استخدام أراضيه لأعمال عدوانية ضد إسرائيل». وان تعذّر ذلك، علينا وفي حال عدم الاتفاق على رسم الحدود «الاعتماد على خبراء دوليين محايدين، يعتمدون الآليات القضائية الدولية، كمحكمة العدل الدولية والمحكمة الدولية لقانون البحار لتسوية الخلاف».

وتمنّى المرجع في نهاية قراءته، ان تُعتمد الشفافية في شأن هذه المفاوضات، التي سيتولاها وفد تقني ومختص لهذا الغرض، وان يصرّ الشعب اللبناني على مراقبتها بدقة، وعندها لن يكون صعباً التثبت من سيل الملاحظات هذه ودقتها ومخاطرها.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يعنيه الإستناد الى «الــخط الأزرق» و«تفاهم نيسان» ما يعنيه الإستناد الى «الــخط الأزرق» و«تفاهم نيسان»



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon