بقلم : جورج شاهين
ينام المسؤولون اللبنانيون على «حرير» الوعدين الصيني والروسي بـ»الفيتو» لضمان التجديد لقوات «اليونيفيل»، من دون المسّ بقواعد الإشتباك التي تحكمها. وعدا عن ذلك، هناك من يطمئن الى انّ التجديد حاصل، رغم الضجيج الذي يرافق جلسة مجلس الأمن للبتّ به. فالمنطقة لا تتحمّل «هزّة» جديدة تنعكس على موجة التطبيع مع اسرائيل، ولبنان لم يخرج بعد من «نكبة المرفأ» ولم تُفك رموزها بعد. فما الذي يقود الى هذه القراءة؟
على مسافة ايام قليلة من قرار التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان («اليونيفيل») لسنة إضافية، تراقب المراجع السياسية والديبلوماسية تطورات المرحلة بدقّة، في وقت اضطرت للعودة الى لبنان بعد «نكبة المرفأ» وتداعياتها على الساحة اللبنانية، وما نتج منها من أزمة حكومية، عمّقت سلسلة الأزمات التي تعيشها البلاد منذ اشهر عدة، على رغم من الفصل الذي يقيمه المجتمع الدولي، بين ما تركته النكبة من خسائر فادحة ناء تحتها الشعب اللبناني، وبين الازمة التي كانت تعيشها البلاد بوجوهها السياسية والاقتصادية والنقدية وفقدان الثقة بالدولة ومؤسساتها، ما لم تغيّر في اسلوبها لمواجهة هذه الاستحقاقات على خطورتها.
فغياب الدولة عن مسرح النكبة، وتقدّم المبادرات الخارجية الاقليمية والدولية، وتلك التي قادها المجتمع المدني، دفعا الدول الكبرى ومعها المؤسسات الاممية والدولية الى التدخّل، متجاوزة الجهود الحكومية التي لم تحقق بعد اي إنجاز، لا في التحقيق الاداري والامني القائم، ولا في طمأنة المنكوبين الى انّ الدولة ومؤسساتها الى جانبهم، في ظلّ الاستثمار السياسي لما حصل، الى حدّ اعتبار البعض انّها «فرصة» لاستعادة السلطة انفاسها، وفك العزلة السياسية والديبلوماسية التي تعيشها من قبل.