خيارات إيران والتحدي المدمر
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

خيارات إيران والتحدي المدمر

خيارات إيران والتحدي المدمر

 لبنان اليوم -

خيارات إيران والتحدي المدمر

بقلم : أمير طاهري

 يقول مثل قديم إن كل أزمة قد تكون فرصة، والأزمة الحالية بين الجمهورية الإسلامية في إيران والولايات المتحدة قد لا تكون استثناء، فقد أثارت حالة الهياج الشديد بين الجانبين، إلى جانب ما يمكن تسميته «دبلوماسية الإيماءات»، الاهتمام بما يمكن اعتباره «صراعاً نصف خامل». ويمكن لهذا الاهتمام المتجدد أن يستغل لإقناع الجانبين وغيرهما من المعنيين بـ«مشكلة إيران» بإعادة دراسة الأسباب الجوهرية للصراع. وفي حال حدوث ذلك، يمكن المحاولة لنزع فتيل الأزمة.
لكن قبل ذلك يمكن القيام بعدد من الخطوات. بادئ ذي بدء، يجب أن ندرك أن الأزمة المعنية ليست ناجمة عن أي من الأسباب التقليدية للصراع بين الدول. فمشكلة إيران والولايات المتحدة ليست حدودية، والولايات المتحدة لا تقاتل من أجل الوصول إلى الموارد الطبيعية، ولا تسعى أي من الدولتين إلى انتزاع الحصة السوقية من الأخرى، ولم تشتك أي منهما من اضطهاد الأخرى لأقليات أو دول تعنيها، ولا تتقاتل الدولتان حول موارد المياه أو بحثاً عن فرصة النفاذ إلى البحار المفتوحة ولا تتقاتلان لحسابات تتعلق بالأمن القومي.
بمعنى آخر، فإن الصراع ليس صراعاً دولياً كلاسيكياً والسبب هو أن إيران لم تعد تتصرف بوصفها دولة قومية، وإنما بوصفها أداة آيديولوجية. قد يرى المرء أن الجانب الآيديولوجي موجود أيضاً على الجانب الأميركي كما يتضح من الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. ومع ذلك، وكما أظهرت عقود من الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي كخصم آيديولوجي، فإن الولايات المتحدة نجحت في معظمها في وضع الجانب الآيديولوجي للنزاع في إطار سلوك الدولة القومية.
في النزاع الحالي مع الجمهورية الإسلامية، أشارت الولايات المتحدة في عدة مناسبات إلى أنها يمكن أن تفعل الشيء نفسه، شريطة أن يواصل الملالي نضالهم الآيديولوجي ضد «القيم الأميركية» كدولة قومية، ومن خلال معايير السلوك الدولي المقبولة. لم تشارك الولايات المتحدة أبداً ولم توافق على الآيديولوجيا الشيوعية للاتحاد السوفياتي، لكنها كانت قادرة على التعامل معها بوصفها عنصراً واحداً من بين كثير من العناصر في علاقة معقدة. من نيكيتا خروشوف فصاعداً، كان القادة السوفيات مستعدين دوماً لمثل هذا النهج وما زالوا يقولون إنهم أرادوا «دفن الرأسمالية» واستفادوا بشكل كبير من الفنون السوداء وغيرها من أهل الأشكال الفنية التي تخدم قضيتهم. ومع ذلك، فقد تم كل ذلك ضمن معايير سلوك «الوحش البارد». بمعنى آخر، كان الاتحاد السوفياتي يسعى لتحقيق أهدافه الآيديولوجية التي تلاشت أطرها بمرور الوقت باستخدام طرق غير آيديولوجية.
عام 1970، عندما قررت إيران إقامة علاقات دبلوماسية مع «الصين الحمراء»، لم تطالب إيران الصين بالإقلاع عن الشيوعية، أو حتى التوقف عن استضافة العشرات من الإيرانيين المناهضين للشاه الذين سافروا إلى الزعيم ماو تسي تونغ لتدريب المقاتلين. كل ما طالبت به طهران هو أن تكف بكين عن تسليح المتمردين العمانيين الذين ينطلقون من جمهورية اليمن الجنوبي، الخاضعة في ذلك الحين للهيمنة الشيوعية، وأن تبرم اتفاقاً تجارياً مع إيران. بعد عامين، شجع نجاح التجربة الإيرانية الصينية إدارة الرئيس نيكسون في واشنطن على إطلاق عملية تطبيع مع بكين، مما أدى في النهاية إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.
ومع ذلك، قد لا تكون السوابق التاريخية قابلة للتطبيق دائماً في كل حالة نزاع.
عموماً، فإنني أجد في هذه اللحظة صعوبة في تخيل الجمهورية الإسلامية بقيادة آية الله علي خامنئي الغريبة تضحي بذرائعها الآيديولوجية، من أجل تعزيز مصلحة إيران كدولة.
ورغم صعوبة تخيل ذلك، ففي حال أمكن الحفاظ على المستوى الحالي من الضغط من خلال المعارضة الداخلية، ومن الخارج عن طريق خصومها الكثيرين، فقد تضطر إيران إلى التفكير في خيارات أخرى إلى جانب ما ينطوي عليه التحدي المدمر.
الإمام الثاني حقق عودة مذهلة داخل المؤسسة الخمينية. ففي الشهر الماضي أعيد نشر سيرة ذاتية له كتبها مؤلف عربي وترجمها خامنئي مع مقدمة، واستخدمت حجة لمناقشات مكثفة في وسائل الإعلام الرسمية والأوساط الفكرية.
الثلاثاء الماضي، أثنى وزير الأمن الإسلامي آية الله محمود علاوي على استراتيجية الإمام الحسن، في إشارة لاتفاق الإمام الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان، باعتبارها جاءت «من وحي إلهي». وقال الوزير: «إمام الأمة لا يحتاج إلى حالة سمو دائم. فهناك أوقات يكون فيها ركوع الإمام مصدر إلهام لأتباعه».
هناك دلائل أخرى على أن خامنئي ربما يفكر فيما سماه «المرونة البطولية» حيث جرى تجهيز آلة الدعاية الرسمية بالفعل للمطالبة بانتصار الجمهورية الإسلامية. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية في 21 مايو (أيار) أن «العالم يسمع بالفعل صوت كسر عظام أميركا».
علامة أخرى على نهج المرونة هي أن التاريخ الذي حدده «المرشد الأعلى» لاختفاء إسرائيل من على وجه الأرض قد امتد حتى عام 2050. والأهم من ذلك أنه قيل مؤخراً إن «اختفاء» إسرائيل سيأتي في الوقت نفسه كـ«نهاية أميركا». 
وفي كلمته أمام حشد كبير الأسبوع الماضي، أكد الجنرال حميد أبازاري، أحد الخبراء الاستراتيجيين في «الحرس الثوري الإسلامي»، أن «إيران الإسلامية ستشهد سقوط الشيطان، وستلتهم الأرض أميركا وستُغتصب إسرائيل في عام 2050».
هل ينبغي علينا أن نعتبر كل ذلك خبراً ساراً؟
ليس بالضرورة كذلك، فلطالما كان للجنون الخميني أشكاله التي تشمل الاستسلام المدقع عند الضغط بشدة، والعدوان الجريء عندما يخفف الضغط. التحدي الذي يواجه إيران هو التخلص من هذا الجنون تماماً، لأن كل حلقة من حلقات الغش والتراجع قد تجعل العلاج في النهاية أكثر صعوبة.
على عكس مزاعم اللوبي المؤيد للملا في واشنطن، فإن الخيار ليس بين الاستسلام لجنون الخمينيين والغزو الكامل لإيران. فقط عندما يتم الوصول إلى حد الألم المحتمل، حينها قد يعيد «المرشد الأعلى» النظر في خياراته، وهي المرحلة التي لم نصل إليها بعد.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيارات إيران والتحدي المدمر خيارات إيران والتحدي المدمر



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon