أربع ملاحظات على هامش الكارثة اللبنانية
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

أربع ملاحظات على هامش الكارثة اللبنانية

أربع ملاحظات على هامش الكارثة اللبنانية

 لبنان اليوم -

أربع ملاحظات على هامش الكارثة اللبنانية

حازم صاغية
بقلم : حازم صاغية

1- لم تعد السلطة في لبنان مجرد سلطة «نهب» أو «محاصصة» أو «طائفية»، أو أي من الصفات المألوفة. بعد الكارثة الأخيرة، صارت سلطة عدوان على الطبيعة نفسها. صارت وحشاً بلا ضوابط.
ففضلاً عن الذين قُتلوا، وفُقدوا، وهُجّروا بسبب تدمير بيوتهم، والذين خسروا مصادر رزقهم، تمكّنت المصيبة من إحداث أفعال جيولوجية ترمز إليها تعابير كـ«الإزالة» أو «المحو» أو «الاجتثاث».
«هيروشيما لبنان»، «تشيرنوبيل لبنان»: هذه تعابير تداولها بعض الإعلام العالمي.

نعرف أنّ أفعال «الإزالة» لها سوابق في هذا البلد، كنشاط الكسّارات في الجبال، وسرقة الرمول من الشواطئ. هذه المرّة، انتقلنا من المذابح المتفرّقة للطبيعة، من بوغروماتها، إلى مجزرة إبادتها، إلى هولوكوستها.
أحياءٌ بكاملها صارت أطلالاً. بلدٌ صار بلا عاصمة. عاصمة بحريّة وتجاريّة صارت بلا مرفأ...

نعرف أنّ في وسع الطبيعة حين تصاب بالجنون أن تدمّر نفسها. تاريخ بيروت القديمة يخبرنا أنّ زلزالاً ضخماً دمّر، في أواسط القرن السادس للميلاد، مدرسة الحقوق الرومانية فيها.
نعرف أيضاً أنّ الحروب الضارية تقضم المدن، أو أجزاء منها. الحرب العالمية الثانية خصوصاً اشتُهرت بهذه المهمّة. مؤخّراً رأينا بشار الأسد ومعلميه الروس يتفنّنون في استئصال حلب...

السلطة في لبنان جمعت بين جنون الطبيعة حين تجنّ وضراوة الحروب المطلقة. وهي حين تواجه مواطنيها مسلّحة بهاتين الصفتين لا تكون تعلن إلا كراهيّتها واحتقارها لهم. فبالنسبة إليها، هم بشر فائضون عن الحاجة قابلون للاستغناء عنهم وعن عالمهم.

المدهش، في هذا كلّه، أنّ المرتكبين هؤلاء ليسوا دولة إمبراطورية، أو سلطة توتاليتارية، أو حكّاماً موصوفين بالكاريزما أو البطولية ممّن يحترفون أفعالاً كهذه. إنّهم التفاهة الخالصة والعاديّة المحض. مع هذا، فقد سبق أن نجوا من ثورة أنزلت مئات الآلاف إلى الشارع، وقد ينجون اليوم، رغم الكارثة الفظيعة الراهنة. هذا مدعاة لتفكير كثير، ولتشاؤم تاريخي أكثر.

2- كان مُهيناً لحكّام لبنان أن يتعامل معهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالطريقة التي عاملهم فيها. أن يميّز غير مرّة بين الشعب والسلطة. بين ألم المحكومين وفساد الحكّام. أن يقول إنّ لقاءه بالرسميّين أوجبته «اللياقة» لا غير، وأن يؤكّد على أن مساعدات بلده للبنان لن تذهب إلى أيدي الفاسدين.

هؤلاء الفاسدون لم يفعلوا إلا المصادقة على كلامه حين امتنعوا جميعاً عن الاستقالة، وانشغل بعضهم بمكافحة «التطاول» على أسمائهم ورموزهم الكريهة، ثمّ ردّوا برفض المعونات الطبية الفرنسية!
والحال أنّ هذا الانفصال بين الحاكم والمحكوم معروف للبنانيين، أو لكثيرين منهم. لكنْ حين تعتمده دبلوماسيّة دولة كفرنسا، وعلى لسان رئيسها، فهذا ما يضاعف الإهانة. لكنّ الإهانة لا تكتمل إلاّ حين يشعر المهان بأنّه مهان. هذا ما لا يحصل في لبنان.
 

3- عبّر كثيرون من اللبنانيين، خصوصاً ممّن استقبلوا ماكرون في الشارع، عن رغبتهم في عودة الانتداب الفرنسي. جاء هذا الإعلان، المقرون بشتم الحكّام، بعد قرن على نشأة «لبنان الكبير» و77 عاماً على استقلاله.

هذا التمنّي غير واقعي، أقلّه لأن الانتدابات والاستعمارات انتهت. لكن تجربة اللبنانيين، وشعوب كثيرة في «العالم الثالث»، تسمح بإضافة كلمة «للأسف» إلى كلمة «انتهت». الاستقلالات وأفعال التحرّر جميعها، وكما تبيّن التجارب التي لا تُحصى، ليست كافية بذاتها لأن تبرّر نفسها وصلاحها. يلزمها شيء آخر.

في لبنان تحديداً، اعتقد بعضنا أننا توصّلنا بعد حرب 1958 الصغرى إلى نهاية سعيدة هي الشهابية، ثم توصّلنا بعد حرب 1975 - 1989 إلى نهاية سعيدة هي الإعمار. النهايتان لم تكونا سعيدتين. إحلال السعادة هو ما يفوق طاقتنا على ما يبدو، تماماً كما يفوق طاقتنا أن نكافح الفساد أو أن نقيم قضاءً يُعتدّ بأحكامه أو... أن نغيّر حكّامنا بأنفسنا.
 

4- حسن نصر الله خاطبنا مرّة أخرى. لكنّ الأمين العام قدّم السلطة السياسية بوصفها بريئة حتى الآن، وأنها باتت معرضة لامتحان أول قد تفشل فيه وقد تنجح. هكذا تذكرنا مجدداً ما كنّا اختبرناه مع ثورة تشرين من أنّ حزبه هو، في آخر المطاف، حامي تلك السلطة. أما المظلومية التي نسبها إلى حزبه واستهجنها وأدانها فلم تستوقفه أسبابها. ذاك أنّ المقاتلين هم الذين تحوم حولهم الشكوك عند حصول انفجار، صغيراً كان أم كبيراً، وقبل تبيّن أسبابه. السلاح متّهم دائماً بالخراب. هكذا يفكّر الناس بأكثريتهم، وهذا ما يحسّونه. أقلية صغيرة جداً قد تميل إلى اتهام «حزب الكتلة الوطنية» أو «حزب الطاشناق».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أربع ملاحظات على هامش الكارثة اللبنانية أربع ملاحظات على هامش الكارثة اللبنانية



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon