ورطة علماء الاجتماع العرب
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ورطة علماء الاجتماع العرب

ورطة علماء الاجتماع العرب

 لبنان اليوم -

ورطة علماء الاجتماع العرب

بقلم: د. آمال موسى

نعم علماء الاجتماع العرب تحديداً، وأكثر من غيرهم، هم اليوم في ورطة حقيقية. بعض علماء الاجتماع يعلم بالوقوع في هذه الورطة، والبعض الآخر يعاين منذ سنوات الوضع المبهم أبستمولوجياً وبحثياً ولا يعرف أن ذلك الإبهام ومظاهره عين الورطة ذاتها. فالاجتماعي في صورته الراهنة أصبح واقعاً يتساوى فيه الكلي مع الجزئي والأساسي والحتمي مع الثانوي، والمادي المحض مع الرمزي. وهي «سراديب» اللعبة الاجتماعية؛ بما يعنيه ذلك من غموض سبق أن وصفه ميشال مافيزولي بـ«الظلمة القاتمة» أثناء توصيفه المتناقضات التي تميز الحياة اليومية في عالم اليوم. المشتغلون اليوم في مجال السوسيولوجيا كثيراً ما ينتابهم الشعور بأنّهم يدورون في حلقة مفرغة، أو أنّهم كمن يُحدث زوبعة في فنجان، رغم جدية الأبحاث وبراعة كثيرين في التوليد السوسيولوجي؛ لغةً وفكرةً وحتى ابتكاراً للمفاهيم. لذلك، فإني أتوقع أن النبهاء من علماء الاجتماع العرب قد تفطنوا إلى هذه الورطة، ولكن قلة قليلة نسبت الورطة لعالم الاجتماع العربي نفسه: هناك من حمّل الواقع المركب والإيقاع الصاروخي لصيرورة الاجتماعي اليوم كل الورطة، وهناك من ألقى المشكلة على عاتق المناهج واتهمها بقصورها الكوني الاجتماعي الإنساني، وأنّها غير صالحة للتوظيف والمقاربة إلا على المجتمعات التي انبثقت منها. ولكن لم نسمع حركة شجاعة وجريئة بصوت مرتفع تعترف: نحن علماء الاجتماع العرب في ورطة حقيقية ولا نعرف من أين نبدأ التحليل وأين ننتهي وأي براديغم نتبنى وأي نظرية نضعها في غياهب تاريخ العلم ونقفل عليها بالتجاوز. طبعاً هناك كلام عن موت نظرية، وكلام عن ظهور نظرية اجتماعية أخرى، وتاريخ الفكر، كلها انقلابات من هذا النوع، ولكنه كلام مكرر قاله علماء اجتماع من خارج الفضاء السوسيولوجي العربي. لن أطيل. من جهتي عشت حالة الإبهام وما زلت، ولكن عالم الاجتماع الفرنسي ألان توران في كتابه «براديغم جديد لفهم عالم اليوم» مكنني من رؤية الورطة، لأنه حين يتحدث توران عن البديل الذي يقترحه لفهم العالم الجديد، يتبين لي أن البديل المقترح خاص بعلماء الاجتماع غير العرب، وأن المجتمعات المعنية ببديله البراديغمي مجتمعات متقدمة تاريخياً وسياسياً واقتصادياً على المجتمعات العربية، ومن ثم بدأت تظهر لنا أسباب ورطة علماء الاجتماع العرب. سأوضح أكثر: في كتابه الصادر عام 2006 يودع ألان توران البراديغمات المعروفة والمعجم السوسيولوجي القائم على مفاهيم العلاقات الاجتماعية الصراعية والطبقية والدولة والسلطة والحركات الاحتجاجية الزوبعة والشعب والثوري ودور النقابات ووسائل الإنتاج وعالم البنى التحتية، ليحط الرحال منهجياً عند ما سماه «التحليل الثقافي» الذي عدّه وحده اليوم يُمكننا من فهم العالم، مع العلم بأن توران بتخليه عن تحليل المجتمع يكون قد مال بشكل واضح نحو الذات والمطالبة بالحقوق الثقافية. بمعنى آخر، فإن توران دعا إلى تجاوز البراديغمات المعنية بتحليل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، التي لم تعد صالحة للسوسيولوجيا الرامية إلى الفهم والتفسير مقدماً في ذات الدعوة؛ بديله المتمثل في تبني التحليل الثقافي لفهم الحركات الفردية الفئوية الاجتماعية التي أصبحت الحقوق الثقافية شرارة انبثاقها ومصدر تحقق صيرورتها بالمعنى السارتري الوجودي. السؤال الذي يخصّ علماء الاجتماع العرب: هل المجتمعات العربية ينطبق عليها اقتراح ألان توران لفهم عالم اليوم؟ لا يهم ما إذا كنا ننتمي إلى هذا العالم أم أن العالم الذي يقصده توران يقصينا عن خريطته. الأكثر أهمية حسب تقديرنا أن الاقتصار على التحليل الثقافي وإهمال غيره وإنْ كان يتماشى مع المجتمعات الأوروبية، فإنه لا ينطبق على مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي هي اليوم تعيش حراكها وحركاتها الاجتماعية واحتجاجاتها الزوبعة في ظل علاقات صراعية تفعل فيها البنى التحتية فعلها؛ تماماً كما تفعل ذلك الحقوق الثقافية الداخلة على خطوط الحراك بقوة وبشكل متوازٍ ومتداخل. إنّها الورطة حقاً. فالمطلوب هو تحليل متعدد البراديغمات دفعة واحدة للمجتمعات العربية. وما تجاوزته المجتمعات الأوروبية، فإن مجتمعاتنا بصدد ممارسته، لذلك فالحراك الحاصل اليوم هو الذي يُربك بحكم تعدد الاستقطابات، حيث إن الحراك سياسي واقتصادي وحقوقي ثقافي، وهي تجربة، على ما يبدو فريدة، من نوعها تاريخياً. مشكلة التغيير في مجتمعاتنا أنه محكوم بوتيرة زمنية نفسية اجتماعية كونية سريعة جداً، وتتناقض ووتيرة التغيير المعروفة عادة بالبطء. لذلك فإننا نعرف نوعاً من الصدمة السوسيولوجية، والواقع متشعب ومتشابك بشكل يحتاج إلى الاعتراف بالورطة وتحديد مظاهرها أولاً. من المسارب التفهمية المهمة القادرة على تبديد قدر من حالة الإبهام السوسيولوجية التي أشرنا إليها، أن ما تحدث عنه المفكر السوسيولوجي الفرنسي توران من تعويل على البراديغم الثّقافي في فهم عالم اليوم، قابل للاستثمار في الإنتاج السوسيولوجي العربي من منطلق أن النضال من أجل الحقوق الثقافية على أشده اليوم مع اختلافٍ طبعاً بين الفضاءين العربي والأوروبي من ناحية أن النضال الحقوقي الثقافي العربي في طوره الأول، ولكن ليس التحليل الثقافي وحده كافياً لفهم المجتمعات العربية، ويمكن للأبعاد السياسية والاقتصادية الاستفادة كثيراً من تنمية الفئات المعنية بالحقوق الثقافية وخلق نوع من التفاعل قد يُرتب الواقع الاجتماعي مع الوقت ترتيباً أقل فوضى وتشابكاً. يمكن لعلماء الاجتماع العرب الاستفادة من أطروحة توران الجديدة، التي انقلب فيها على أطروحاته السابقة، ولكن سيقعون في ورطة اللافهم إذا تمت الإطاحة بالتحليل السياسي والاقتصادي والاجتماعي. فهي إطاحة لا تخلو من تعسف على الحق التاريخي في الانتقال من براديغم إلى آخر، وتعويض ذلك بوصفةٍ براديغماتية تجمع بين براديغمات يكمل بعضها بعضاً. طبعاً يمكن لعلماء الاجتماع العرب إدراك الورطة وتقاسمها. وهذه خطوة أولى نحو مجابهة الورطة.    

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورطة علماء الاجتماع العرب ورطة علماء الاجتماع العرب



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon