وزيرة السعادة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

وزيرة السعادة

وزيرة السعادة

 لبنان اليوم -

وزيرة السعادة

بقلم: د. آمال موسى

إنها أُنس جابر بطلة كرة التنس التونسية. هكذا سماها التونسيون الذين لم يجتمعوا على محبة والإعجاب بشخص كما اجتمعوا في حالة امتنانهم الكبير للأسطورة التونسية أُنس جابر. طبعاً حالة الفخر والإعجاب ليست حكراً على التونسيين، بل إن عدوى الإعجاب انتقلت للشعوب العربية وإلى فئات عريضة من العالم بشكل يسمح بالقول إن أُنس جابر هي اليوم بطلة تونسية عربية أفريقية عالمية.
السؤال: كيف تمكنت هذه البطلة من حصد كل هذا الإعجاب غير المشروط؟ وكيف يمكن أن نقرأ عشق التونسيين لأُنس جابر؟ وماذا تستبطن قصة العشق الفريدة هذه؟
في البداية من المهم الإشارة إلى أن أُنس جابر لبّت حاجة إلى الفرح والشعور بالسعادة. وموضوع تلبية هذه الحاجة ارتبط بالنجاح وافتكاك الأضواء عالمياً. بمعنى آخر فإن أُنس جابر نجحت في افتكاك الإعجاب لأنها مثّلت قيمة النجاح في لحظة نلحظ فيها أن العالم العربي والإسلامي عموماً يبحث عن نفسه وعن مكانته في العالم. وأُنس جابر قدمت هدية ثمينة لتونس وللمغاربة والعرب حين أظهرت أننا أمة حية وتمتلك من المواهب ومن المثابرين ومن أصحاب الإرادة الكثير.
هكذا هو قانون اللعبة في العالم: كي يلتفت العالم إليك وإلى بلدك وإلى الأمة التي تنتمي إليها يجب أن تصل إلى مصاف الأوائل في العالم تماماً كما يحصل في الأدب والعلوم في جائزة نوبل. فالضوء درجات؛ إذ هناك المحلي والإقليمي ثم العالمي. وفي الحالة العربية فإن من يبلغ العالمية إنما يسلط الضوء في لحظة النجاح والفوز على العالم الذي ينتمي إليه بوصفه نتاجاً له ودليلاً على حيويته وتوفر ميكانزمات الاستثمار في رأس المال البشري.
إذن هي أسعدت التونسيين فلقبوها بوزيرة السعادة. وهنا نلحظ أن السعادة ارتبطت بالنجاح والتألق وبتقدير جهد المثابرة ورفع التحدي والإرادة والطموح. وهي ملاحظة تثلج الصدور وتثبت أنه رغم كل شيء فإن المخيال الإيجابي للنجاح ما زال قائم الذات ويحظى بالإجماع.
ومن المهم في هذا السياق الانتباه إلى أن تراجع قيمة العمل والميل إلى الكسب السريع وبأقل جهد ممكن لم يمنعا من أن هناك تمثلات إيجابية لمن يعمل ويثابر ويمتلك طموحاً. لذلك فإن مقاومة الكسل والتقاعس وضعف الإقبال على القراءة وانخفاض العدد الفعلي للعمل... كلها مظاهر وظواهر قابلة للتغيير والمعالجة من منطلق أن الانتباه لم يفقد جاذبيته إزاء المجتهدين والذين يثبتون أن العمل والإرادة يصنعان الأساطير ويحصدان إعجاب العالم.
من ناحية أخرى نلحظ حالة التعطش إلى الفرح على صعيد دولي، وهي حالة مفهومة جداً عندما نضعها في السياق العربي العام، حيث إنه من حرب الخليج الأولى وحال غالبية البلدان العربية والإسلامية عرف تغييرات وتوترات الأحداث وتغير العالم وتحالفاته، وسقطت أنظمة وصعد غيرها وبلدان في حرب أهلية وأخرى خسرت الكثير بسبب الأزمات والحروب... هذه الشعوب التي تكابد التغييرات السريعة وصعوبات التأقلم مع الواقع الإقليمي والدولي الجديد وتداعيات ذلك الاقتصادية من دون أن ننسى آثار «كوفيد - 19» التي خسرت فيها شعوبنا أيضاً الآلاف من الأرواح... كل هذا يجعل من السعادة مطلباً حتى ولو كانت لحظة وتمر تجسدها لحظة فوز في حدث عالمي.
نقطة أخرى مهمة وهي أن تونس المعروفة باهتمامها التاريخي المخصوص بمسألة المرأة وكون البطلة التي تمكنت من الوصول إلى ترتيب متقدم جداً عالمياً هي امرأة، فهذا يعزز الميل التونسي المخصوص إلى تأنيث القيم الإيجابية والافتخار بذلك، وهو ما يحصل عند الإعلان عن النتائج والمناظرات، وفي السنوات الأخيرة تركز التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي في تونس على ظاهرة هيمنة الطالبات والتلميذات على النتائج العالية. باختصار في تونس احتفاء خاص بالقيم الإيجابية التي تجسدها النساء والفتيات.
وفي الحقيقة تتأكد أهمية هذه الملاحظة عندما نضعها في سياق حضاري عام بين الأنا العربية والآخر الأوروبي والغربي، حيث إن نجاح امرأة تونسية عربية هو أمر لافت جداً. وتتضاعف الأهمية في مجالات على غرار الرياضة، إذ إن ما حققته البطلة أُنس جابر هو بالنسبة إلى الآخر مقياس حضاري يعكس مكانة المرأة وانفتاح الأسرة ومقاربة المساواة وتكافؤ الفرص، أي إنها كانت ناقلة للبيئة كاملة.
ماذا يمكن يكون درس وزيرة السعادة أُنس جابر؟
يبدو لي أن أكبر رسالة هي الرهان على الشباب والنساء وفهم أن الدعاية التي يمكن أن تقدمها امرأة ناجحة ورجل ناجح عن بلده والفضاء الثقافي الذي ينتمي إليه دعاية قد تفوق كل ميزانية الدولة، علاوة على كونها نوعاً آخر من الدعاية: دعاية صادقة وعفوية ولا تقدَّر بثمن.
علينا تعبيد الطريق للشابات والشباب ليحلقوا عالياً وترفرف أعلام بلداننا التي دائماً ينبثق منها مَن يصنع السعادة ويرسل للعالم رسالة مختلفة غير التي يقدمها أعداء الحياة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزيرة السعادة وزيرة السعادة



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon