أطفال لكنَّهم مهاجرون
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

أطفال لكنَّهم مهاجرون

أطفال لكنَّهم مهاجرون

 لبنان اليوم -

أطفال لكنَّهم مهاجرون

بقلم: د. آمال موسى

يكتسي الحديث عن الطفولة أهمية مخصوصة وحساسيّة بالغة. فالطفولة تظل رغم كل شيء رمز البدايات والبراءة والهشاشة الطبيعية والمرآة التي نبحث في ثناياها عن الطفل الذي فينا، وما إذا ما زال يرفل فينا أم أنه غادرنا واختفى.

الطفولة باقة من الرموز تستنهض فينا الضمير والإنسانية وأصل الأشياء.
في هذا السياق، فإنه إذا ما عجزنا عن قياس الواقع، وإذا ما سادت الحيرة القدرة على توصيف السلوك والمواقف والأفعال، فإنه يكفي أن نعاين واقع الطفولة في العالم أو تأثير ما يجري من أحداث في الأطفال، حتى نعرف مصداقية التقدم البشري أو استمرارية صراع الإنسانية العنيف.
وفي الحقيقة فإنَّ الضحايا رقم واحد في العالم اليوم هم الأطفال: ضحايا الحروب والتوترات. وأينما يكون التوتر يكون الطفل الموجود في ذلك الفضاء ضحية. ويعلم الجميع انعكاسات الطلاق على الأطفال، وآثار الفقر على الأطفال وكيف يدفع الأطفال فواتير التوزيع الظالم للثروات في بلدان كثيرة، فإن الأطفال هم من يدفع تكلفة الحروب والصراعات بين البلدان، حيث تهدم البيوت وتهاجر العائلات، ويفقد الطفل عائلته وتتقاذفه الأمواج، وهناك من يموت وهناك من يأخذه الموج إلى أرض ليست أرضه، وشعب ليس شعبه.
والمشكلة أن هذه المأساة لا تشمل عدد أصابع اليد، بل إن ملايين الأطفال يئنون من هول الهجرة القسرية، حيث يشهد عدد الأطفال المهاجرين في العالم تضاعفاً مستمرّاً، بلغ بموجبه وفق آخر إحصائيات منظمة «اليونيسيف» لسنة 2020، 63 مليون طفل. ومن أهم مظاهر هذه الهشاشة استغلالهم في كل أشكال العمل غير النظامي سواء في المجال الفلاحي أو الصناعي أو الخدماتي إلى جانب العمل داخل المنازل، في ظل غياب تامّ لأدنى الشروط الضامنة لكرامتهم ولحقوقهم المادية والمعنوية، ولا نبالغ إذا ما قلنا إن ما يتعرَّض له الأطفال الوحيدون المهاجرون في مختلف أنحاء العالم، لا يختلف في شيء عن الاتجار بالأطفال، حيث كل مظاهر الاستغلال بأشكاله المختلفة ثابتة ومؤكدة.

وقد شهدت بلدان كثيرة في السنوات الأخيرة تدفق موجات من المهاجرين الذين بلغوا سن الرشّد والأطفال، ويمثل المغرب العربي إحدى أهم المناطق التي تعرف هذه الظاهرة، حيث نعثر على أطفال فاقدين للوثائق الرسمية المحدّدة لهوياتهم أو أعمارهم أو بلدانهم الأصلية، أو لمستوياتهم التعليمية، ما يعقّد ظروف إقامتهم، ويجعلهم يعيشون مهما كان البلد الذي يجدون أنفسهم فيه، على هامش في وضعيات صعبة للغاية. وتحدد المنظمات الدولية للهجرة الجنسيات الأكثر عرضة لهجرة الأطفال اليوم، حيث إنَّ الغالب على الجنسيات الأكثر تواتراً في صفوف الأطفال، هي تلك المتأتية من دول مالي وغينيا وسيراليون ونيجيريا وكوت ديفوار وتشاد والكاميرون.
ولعل النقطة التي تزيد من عمق المأساة، هو أننا لا نتحدث فقط عن هجرة أطفال في رفقة العائلة، بل إن المشكل الأكبر يكمن في صنف جديد أصبح أكثرَ ظهوراً، وهو هجرة أطفال وحيدين مع كل ما يرمز له هذا التوصيف من وجع، ومن دمار يدفع الطفل ثمنه وحدة واغتراباً متعدد المعاني.
طبعاً بلدان كثيرة قد تبنّت في 10 ديسمبر (كانون الأول) 2018 الميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظّمة والنّظاميّة والمعروف بـ«مؤتمر مراكش»، الذي ضبط الأهداف والالتزامات وضمّ عدداً من الإجراءات والتدابير الوقائية للحدّ من العوامل الدافعة للهجرة ومكافحة الاتّجار بالبشر، وحسن إدارة الحدود والقضاء على جميع أشكال التمييز، وتعزيز الخطاب العام المستند إلى الأدلة، من أجل التأثير في التصوّرات العامة عن الهجرة، باتّخاذ أفضل الممارسات والإجراءات والحلول لتسهيل الهجرة النظامية، وتيسير العودة الآمنة والكريمة والتّعاون لتحقيقيها... ولكن رغم التبني المعلن والممضَى عليه، فإن واقع الأطفال المهاجرين بشكل عام ما زال يعرف مشكلات كثيرة.
وللتذكير فإن الميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظّمة والنّظاميّة، دعا إلى العمل على بلوغ الأهداف المرسومة التي نصّت عليها الوثيقة التّفاهمية والبرنامج المرسوم للحدّ من هشاشة الأطفال المهاجرين المصحوبين وغير المصحوبين، والرّفع من جودة الخدمات الموجّهة لهم، ودعم العمل التّشاركي لفائدتهم بما يُمكّنُ من تحديد مسارات الوافدين وهويّة الأطفال ويحميهم من المخاطر التي تعترضهم أثناء مسار الهجرة، ويضمن لهم الحقّ في التغذية والصّحّة والتّعليم والحماية من كلّ أشكال الاستغلال.
لا تفوتنا الإشارة إلى أنَّ معالجة مشكلات الأطفال المهاجرين تشترط إلى جانب عناية الدول وتطوير التشريعات والالتزام بمضامين الاتفاقية الدولية حول الطفولة، وكذلك التجسيد التلقائي لمبدأ المصلحة الفضلى للطفل... كل هذا يستوجب أموالاً طائلة لتأمين التعهد.
بمعنى آخر فإنَّ الجهات المتسببة في الحروب وتدفع بالتوتر نحو حدوثها، مطلوب منها من باب تحمل المسؤولية تمويل المجهودات التي ستبذل من أجل معالجة أوضع أطفال قست عليهم الحروب ورمت بهم في مصائر مجهولة. ونظن أن نبرة المنظمات الدولية التي أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن أكثر الفئات هشاشة في العالم اليوم، يجب أن تكون عالية وأن تطالب المسؤولين عن هشاشة الأطفال المهاجرين الوحيدين بالحق في الإفلات من تدمير كامل لطفولتهم.
إن قضية الأطفال المهاجرين تمثل الجزء الأكثر قتامة في ملف المهاجرين غير النظاميين.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال لكنَّهم مهاجرون أطفال لكنَّهم مهاجرون



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon