تسويق التاريخ ولعبة تغيير لون البشرة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

تسويق التاريخ ولعبة تغيير لون البشرة

تسويق التاريخ ولعبة تغيير لون البشرة

 لبنان اليوم -

تسويق التاريخ ولعبة تغيير لون البشرة

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

للفن في الغرب منزلة متميزة، ونجحوا في جعل المنتجات الفنية من الاقتصادات المربحة وذات إسهام كبير في نسب نمو الاقتصادات. فالحديث عن السينما يأخذنا مباشرةً نحو هوليوود التي أصبحت تجسيداً نموذجياً لقوة الفن وسحره وعظمته. لذلك فإن الفن في العالم الغربي صناعة كبيرة ذات أسس ثقافية متينة ومهنية عالية، الشيء الذي جعل أكبر المهرجانات في العالم تبرمج سهراتها وفقراتها قبل سنوات لأن روزنامة مشاهير الفن وكباره مكتظة بالمواعيد، وأيضاً لأن أسس البرمجة ذاتها مرتبطة بالسياحة والمواسم الأكثر استقطاباً وبنظام كامل من الاستثمار المتعدد الأبعاد للأنشطة الفنية والثقافية.

ولما أصبح الفن اقتصاداً مربحاً فإنه أصبح جزءاً من المعارك والحروب بمختلف أشكالها، بل إن اقتصاد الفن والثقافة يسمح بإدارة أخطر الحروب لأنه مجال حروب الأفكار وكتابة الحقائق كما يحلو للسارد أن يصف ويصور.

من جهتنا ورغم كون الأمة العربية والإسلامية من الأمم ذات الحضارة والثقافة، وتعد من الأمم المنتجة لأمهات الثقافة، فإننا لم نعتنِ بالثقافة مورداً اقتصادياً، ولم نولِ الفن العناية اللازمة، والرهان الكبير كي يسهم في التنمية وكي نضمن حضورنا في الجغرافيا الفنية الحضارية في العالم.

ففي هذا السياق يوظِّف الآخرُ الذي أدرك قيمة الفن وجعل منه اقتصاداً كامل الأركان والشروط ومنتجاً للثروة وخالقاً لها، يقوم هذا الآخر من حين إلى آخر، تاريخنا في أعمال فنية أو ثقافية، ويسمح لنفسه بأن يتصرف فيها كما يشاء. بل إنه لا يكلّف نفسه سؤال أهل الذكر من بني جلدة أصحاب ذلك التاريخ. وهنا نتحدث طبعاً عن الجدل الذي يدور حول الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» التي اُختيرت له ممثلة داكنة اللون لأداء دورها، الشيء الذي أثار علماء الآثار المصريين الذين كتبوا تاريخ هذه الملكة واصفين بشرتها بالشقراء. ونفس الشيء يتكرر مع شخصية هنيبعل، القائد الأسطورة، إذ اُختير الممثل دينزل واشنطن لأداء دوره، والحال أن هذا البطل الفينيقي التونسي تصفه كتب التاريخ بأنه أبيض البشرة. وهنا نلاحظ أن المسألة لا علاقة لها بالتمثلات وأن كل ما يتصل بنا وبتاريخنا إنما هي أفكار مغلوطة، أو أن الأمر يتصل بموقف من البشرة السوداء... بالعكس تماماً؛ كل جوهر الموضوع في المعلومات الحقيقية وفي أن الشخصيات التاريخية يراعى في اعتمادها كأبطال لأعمال كل تفاصيلها الواردة في السرديات التاريخية، وذاك جزء أساسي في الأعمال الفنية التي تقوم على التاريخ، أحداثاً ورموزاً. بل إن قيمة أي عمل فني تاريخي هو في دقة البحث الذي قام به كاتب الفيلم ومخرجه. ولكنّ هذه المهنية يُتهاوَن بشأنها عندما تتصل بالعالم العربي والإسلامي، وهو تهاون مدروس ومقصود.

طبعاً يجب ألا ننسى ونحن نتحدث عن أعمال فنية تستند إلى التاريخ أنها تظل قبل كل شيء أعمالاً فنية وللخيال فيها دور كبير، ولكنّ مجال الخيال ليس تغيير لون البشرة ولا المساس بما هو واقعي وحقيقي. فالخيال هو أن يجري التركيز على نقطة ويحوَّل الهامش إلى متن والهامشي إلى جوهري والتوغل فيما أهمله التاريخ. الخيال يتوغل في التفاصيل والخفايا والحميمي الذي سكت عنه التاريخ فتكلم فيه الخيال. لا صلة للتاريخ بتغيير لون البشرة أو غيرها لأنها تدخل في باب البيانات والمعطيات. ودليلنا في ذلك حجم الوقت والجهد الذي يبذله المخرجون وهم يبحثون عن الممثلين الأقرب إلى الشخصية شكلاً، وذلك ليس اعتباطياً، بل لأن الذي يختار التعامل مع التاريخ وشخصياته وأحداثه هناك شروط كي يكون بالفعل عملاً تاريخياً وإلا فهو عمل آخر لا صلة له بالتاريخ. والمعطيات في الأعمال التاريخية شرط نجاح العمل نفسه، وأي معطى خاطئ ينسف العمل، لذلك فإن القيام بالأعمال التاريخية ليس سهلاً ولا كثيرَ التواتر لأن القائمين على العمل الفني التاريخي مكبّلون بالحقائق التاريخية وبالسرديات.

وكما نعلم أن تاريخ الشعوب والأمم مقدَّس في معلوماته، وأي تعامل مع تاريخ البشرية من المهم أن يكون خارج الصراعات السياسية لأن هذا الصراع نهايته الهزيمة وإن تأخرتْ لأنه سيأتي عمل آخر يكشف عنه. كما أن التشويش على أعمال فنية بصدد التنفيذ والتركيز على أخطاء، لا يمكن أن يكون تشويشاً إيجابياً حتى ولو كان المحتجون لا يمتلكون الأبواق الإعلامية التي تصل إلى كل العالم.

هناك نوع من السقوط في توظيف الفن عبر تزييف الحقائق كي يكون الجدل حول لون البشرة لا عن عظمة ذلك الرمز التاريخي ولا عن كيفية تصويره وتسويقه للعالم. إنَّ مَن يهيمن على السوق عامةً يهيمن على سوق الفن أيضاً ويفرض حتى لون البشرة ويغيِّرها.

فهل هو نوع من تحويل وجهة التركيز وإسقاط للنظرة العنصرية؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسويق التاريخ ولعبة تغيير لون البشرة تسويق التاريخ ولعبة تغيير لون البشرة



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon