نصيبنا من السعادة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

نصيبنا من السعادة؟!

نصيبنا من السعادة؟!

 لبنان اليوم -

نصيبنا من السعادة

آمال موسى
بقلم:د. آمال موسى

في البداية من المهم الإشارة إلى أنَّ مجرد تخصيص يوم عالمي للسعادة في العشرين من شهر مارس (آذار) سنوياً، هو دليل أن هناك مشكلاً في تجسيد السعادة، الشيء الذي استوجب التفكير في مناسبة دولية تكون فرصة لقياس السعادة وخلق نقاش حولها، وقيام كل واحد منا بوقفة مع نفسه من خلال طرح سؤال بسيط في ظاهره، ولكن من الصعب أن نجيب عنه: هل نحن سعداء؟
أيضاً يعد هذا اليوم من الأيام الدولية الحديثة العهد، إذ يعود إلى عقد من الزمن ليس أكثر. ونعتقد أن فلسفة تخصيص يوم دولي للسعادة هي في تناغم مع التصور الأممي للتقدم والرفاه والتنمية المستدامة وفي ارتباط وثيق به. بمعنى آخر أننا لا نتحدث عن السعادة في المطلق أو كما يراها كل فرد على حدة بقدر ما هي سعادة قابلة للقياس والتقدير الكمي والإحصاء، وفي ضوء هذا التصور الكمي المؤشراتي كان من الممكن التحكم في التدفق الرمزي الهائل لمفهوم السعادة وتحديده وفق مقاييس متفق حولها. وإذ نلح على هذه النقطة فلأن لا حد لمفهوم السعادة ولا يمكن الحديث عن مفهوم واحد وموحد لها. إضافة إلى أن السعادة كشعور وتصور هي بدورها نتاج ثقافة وتمثلات رمزية تختلف من مجتمع إلى آخر ومن فضاء ثقافي إلى آخر، بل وحتى من فرد إلى آخر.
من هذا المنطلق فإن جمعية الأمم المتحدة لم تترك السعادة فريسة الفلسفات المختلفة والمتعددة، وإنما أحكمت المعالجة بوضع معايير مادية من خلاله تقاس السعادة وتوضع على الميزان لتحديد حجمها. لذلك تم ربط الاحتفاء دولياً باليوم العالمي للسعادة بمجموعة من الأهداف تتمثل في إنهاء مشكلة الفقر في العالم، والقضاء على الجوع في العالم، وإنهاء البطالة وضمان حياة صحية وآمنة لجميع الناس، وزيادة مستوى الرفاهية والتعليم، وتأمين مياه صالحة للشرب لجميع الناس، والقضاء على الاحتباس الحراري، والتغيّرات السلبيّة للمناخ، وتحقيق سيادة العدل والسلام في المجتمع، والسعي لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، والحفاظ على الموارد الطبيعة من الضياع، وتحقيق التنمية المستدامة.
أما فيما يخص المقاييس التي من خلالها يتم تصنيف الشعوب في علاقتها بالسعادة أو بأكثر دقة، ما إذا كانت بالفعل سعيدة فإنها مقاييس مادية في غالبيتها وقابلة للقياس والملاحظة، وهي متوسط الحياة الصحية المتوقع، والناتج المحلي الإجمالي للفرد، والدعم الاجتماعي في أوقات الاضطرابات، والفساد المتدني، والثقة الاجتماعية المرتفعة، والكرم في المجتمع حيث يعتني الناس ببعضهم، والحرية في اتخاذ قرارات الحياة الرئيسية.
ويتضح من خلال المعايير المشار إليها مدى الارتباط بشروط تحقيق التنمية المستدامة في أفق 2030. ومن ثم أيضاً يصبح - اعتماداً على قراءة عكسية - من اليسير تحديد الدول الأقل سعادة؛ خصوصاً فيما يتعلق بمقياس الناتج المحلي الإجمالي للفرد والدعم الاجتماعي في أوقات الأزمات.
وفي الحقيقة بالنظر إلى الطابع المادي الصريح لقياس السعادة، فإن ما عرفه العالم في السنوات الأربع الأخيرة يعد تهديداً حقيقياً لها باعتبار أن تداعيات أزمة الكوفيد 19 والحرب الروسية الأوكرانية في بعديها المالي والاقتصادي عميقة جداً، حيث إن الفقر تزايد، والبطالة ارتفعت، وتراجعت قدرة الدول في القيام بوظائفها الاجتماعية المجانية. لذلك فإن السعادة المقصودة في اليوم العالمي للسعادة هي السعادة الاقتصادية تحديداً، وهذا المقصود يستبطن أن السعادة الاقتصادية عامل وحافز لبلوغ الأبعاد الأخرى من السعادة. فالشخص الذي يكون دخله جيداً وقادراً على الصمود في أوقات الأزمات هو يحمل أسباب سعادته خلافاً للفقير والمهدد بأبسط الأزمات.
ولكن بعيداً عن التمشي المادي في مقاربة السعادة حياة وواقعاً وهدفاً فإنه من المهم جداً إثارة مسألة السعادة من زوايا أخرى غنية من بينها القيام بدراسات مقارنة حول الشعوب الأكثر سعادة والأقل سعادة والتساؤل لماذا الدول الإسكندنافية مثلاً هي الأسعد في العالم، ولماذا فنلندا هي أسعد دولة في العالم، وما هي موارد ومصادر هذه السعادة ومرتكزاتها الثقافية.
فالسعادة تُحدد مكانياً أيضاً، أي في البيت وفي فضاء العمل وفي الشارع. وهنا نستحضر تجربة اليونيسكو فيما أسمتها المدارس السعيدة وكانت البداية في بيانكوك سنة 2014 وهي تجربة محقة في توجهها وتستبطن في تمييزها أن هناك مدارس غير سعيدة أو مدارس لا تسعد أطفالنا. وبالفعل ليس خافياً على أحد إلى أي حد أصبحت المدرسة اليوم تمثل من حيث المدة الزمنية ضغطاً كبيراً على الأولياء، وتهديداً للراحة والاسترخاء داخل الأسرة.
من الجيد أن يكون للسعادة في رزنامة الأيام الدولية يوم من خلاله نقيم نصيبنا من السعادة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصيبنا من السعادة نصيبنا من السعادة



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon