محمد بن سلمان قوة الدولة وتحالفاتها
ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلاً بدء تشغيل أول محطة صينية لمراقبة الغلاف الجوي في القارة القطبية الجنوبية وفاة الفنان المغربي القدير مصطفى الزعري بعد معاناة طويلة مع المرض وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل
أخر الأخبار

محمد بن سلمان... قوة الدولة وتحالفاتها

محمد بن سلمان... قوة الدولة وتحالفاتها

 لبنان اليوم -

محمد بن سلمان قوة الدولة وتحالفاتها

بقلم: عبدالله بن بجاد العتيبي

قوة القيادة ووعيها وإنجازاتها تحولها لرمزٍ تاريخي يعبر عن مرحلة استثنائية من النجاح والإنجاز لدولها وشعوبها، وملهمٍ وأملٍ للشعوب الأخرى، وتزداد الرمزية كلما اقتربت المشتركات الكبرى وتكاثفت الآمال وتراكمت المنجزات.
جولة ولي العهد السعودي على دول مجلس التعاون الخليجية، كانت تعبيراً عن قوة هذا المجلس، وسعياً جاداً لتعزيز مكانته واستئناف دوره وتطوير آلياته وطموحاته، وهي رسالة ذات أبعادٍ تستحق القراءة والتأمل.
قوة الدول تنطلق ابتداءً من وحدة الصف الداخلي بما تشمله من استقرارٍ وأمنٍ وتنمية ورفاهٍ، والمبنية على هوية راسخة وعمقٍ تاريخي وشرعية سياسية وقوة اقتصادية، وما تعد به من مستقبلٍ أفضل عبر رؤية واضحة وخططٍ ومشاريع معلنة وغاياتٍ تتحقق وتتطور، وهو ما يجري في السعودية ودول الخليج العربي.
وقوة الدول تأتي من علاقاتها بجوارها الأقرب من الدول المحيطة، وأقرب الدول للسعودية هي دول الخليج، عمان والإمارات وقطر والبحرين والكويت، وهي التي شملتها جولة ولي العهد، وتماسك مجلس التعاون وقوته هي قوة للسعودية وكل دوله عبر تقوية التحالف وزيادة التكامل بين أعضائه في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، التي تبنى في الأساس على متانة المشتركات الكبرى بين هذه الدول وشعوبها جميعاً من دين ولغة وثقافة وتقاليد ثابتة وأعراف متوارثة، ما يسهل من مهمة البناء عليها نحو مستقبلٍ أفضل وقوة أكبر وأبلغ تأثيراً.
يأتي بعد هذا القوة الإقليمية، عبر المنظمات وعبر الدول، كالجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومثيلاتهما، وكالعلاقات الراسخة مع الدول العربية جميعاً مع استثناءاتٍ لدولٍ تمر بظروفٍ خاصة واستثنائية يتم العمل عليها وتذليل صعابها وتجاوز تحدياتها، ومن ذلك التحالف العربي السعودي الإماراتي المصري الذي أنقذ عدداً من الدول العربية من خطر ما كان يعرف بـ«الربيع العربي»، وإنقاذ اليمن الذي لم يزل قائماً. وأخيراً وليس آخراً، قوة التحالفات الدولية والشراكات الاستراتيجية، التي تشكل داعماً حقيقياً لقوة الدول حين تدار بالوعي والحكمة والمصلحة، وهي تحالفاتٌ تتطور بتطور التاريخ وتختلف باختلاف المصالح والغايات، والسعودية ودول الخليج لا تعتمد على جهة واحدة، بل تنسج تحالفاتٍ متعددة مع كافة القوى الكبرى في العالم، ما يضمن تأثيراً وفاعلية في كافة الملفات التي تعني هذه الدول إقليمياً ودولياً.
في المنطقة ثمة مشروعان كبيران معاديان للدول العربية، وعلى رأسها دول الخليج، أحدهما مشروعٌ أصولي توسعي يتمثل في جماعات الإسلام السياسي وتنظيمات الإرهاب الديني، وقد أظهر معاداته لدول الخليج عبر سياسياتٍ ثابتة واستراتيجياتٍ ومواقف معلنة وتدخلاتٍ عسكرية وغير عسكرية، ولكن هذا المشروع أفضى إلى فشلٍ ذريعٍ، وبات يتخلى عن غاياته السابقة وسياساته المعادية.
المشروع الآخر هو مشروعٌ طائفيٌ توسعيٌ، وهو متطرفٌ آيديولوجياً ومسكونٌ بالمذهبية ويستخدم الطائفة كسلاحٍ سياسي وعسكري، وقد نسج تحالفاتٍ عميقة مع جماعات الإسلام السياسي وتنظيمات العنف الديني، سنياً وشيعياً، وهو أكثر نجاحاً وخطراً من سابقه، والدول الكبرى في العالم تتعامل معه بتدليله، والخضوع له لا بمواجهته بحزمٍ وإدراك يليق بطموحاته وسياساته المعادية للعالم بأسره لا للدول العربية فحسب.
هذا المشروع نجح في اختطاف الدولة اللبنانية فقاطعتها دول الخليج، ونجح في اليمن عبر ميليشيا الحوثي الإرهابية ودول الخليج تحاربه سياسياً وعسكرياً، والسعودية تقود «التحالف العربي» لإنقاذ اليمن من براثنه بالقوتين الناعمة والخشنة، والنجاحات تتوالى مؤخراً في ضربه وتحجيمه، أما في العراق فأقوى خصوم هذا المشروع هناك هو الشعب العراقي الذي جرب على مدى سنواتٍ طوالٍ كيف دمره هذا المشروع، وسعى لإسقاط دولته واستتباع بعض أحزابه وقيادته، وعبر عن ذلك بطرقٍ شتى ليس آخرها نتائج الانتخابات الأخيرة، والسعودية ودول الخليج تساعد الشعب العراقي والدولة العراقية على استعادة كامل استقلالها وسيادتها، وسوريا برسم الإنقاذ والمساعدة حين تتماسك الدولة والشعب مجدداً في ظل المخاطر الكبرى.
جولة الأمير محمد بن سلمان، تستهدف هذا كله وأكثر، وتتبنى المشاريع المشتركة وتدعم «مجالس التنسيق»، وتعيد ربط دول مجلس التعاون بقوة أكبر وتقاربٍ أقوى ومصالح أشمل وعياً منها بالخلل الجاري في مراكز القوى الدولية ومواقفها وسياساتها تجاه الملفات الكبرى في المنطقة، وقوة مجلس التعاون في هذه المرحلة هي خير داعمٍ لدوله وشعوبه على تجاوز المشكلات ومواجهة التحديات.
لا تخطئ العين المشاهد العفوية لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي وهو يرحبون بولي العهد السعودي، بعباراتٍ صادقة ونابعة من القلب، لما يرونه فيه من رمزية يستحضرها الفرد فتتدفق بها مشاعره وكلماته، فالقائد الناجح يحمل الناس على شخصه كل آمالهم الفردية من عزة وكرامة وقوة ومنعة وفخارٍ، وهو ما تنطق به كل المقاطع المصورة والمتداولة عبر هذه الجولة الخليجية. حدث هذا في دول الخليج العربي، حيث التوافق بين القيادات والدول كبيرٌ وثابتٌ، ولكنه حدث من قبل من عددٍ من الشعوب العربية الأخرى، حيث عبر كثيرون عن ذات المشاعر وعين الأفكار، التفتيش عن الحلم والأمل متجسداً في شخصٍ ورمزٍ يقدم نموذجاً مميزاً يرغبه الجميع ويمكن اقتفاء أثره والسعي على منواله.
الحليف التقليدي للسعودية ودول الخليج العربي هي الولايات المتحدة والدول الغربية، ومع هذا فهي تبني علاقاتٍ مميزة مع كل دولة غربية كبرى على حدة وتبني علاقاتٍ مميزة مع الدول العظمى في روسيا والصين، ومع محيطها من الدول المسلمة من باكستان ودول جنوب شرقي آسيا وكافة الدول المؤثرة حول العالم. ما يعزز من مكانة السعودية ودول الخليج أنها لا تمتلك مشروعاً توسعياً، بل تركز اهتمامها على النجاح والإنجاز والتنمية والتقدم والرقي، وتحرص على استقرار دولها ورفاه شعوبها بعيداً عن المغامرات غير المحسوبة، أو السعي لتصدير المشكلات الداخلية عبر خلق أزماتٍ إقليمية ودولية، وهو ما نجحت فيه هذه الدول عبر عقودٍ من عمر الدولة الحديثة استطاعت به تجاوز كل التحديات الكبرى إقليمياً ودولياً، وسقط الخصوم.
أخيراً، فالدولة القوية تزداد قوة بتحالفاتها، وأميركا الإمبراطورية الأقوى تتقوى بتحالفاتها ولا تكتفي بنفسها، وتحالفات السعودية عربياً وإقليمياً ودولياً تزداد تماسكاً وقوة ودول الخليج أولاً.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد بن سلمان قوة الدولة وتحالفاتها محمد بن سلمان قوة الدولة وتحالفاتها



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 لبنان اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 لبنان اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:43 2021 الثلاثاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فوز سيدات لبنان على سوريا في بطولة غرب آسيا لكرة السلة

GMT 22:09 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 سيارات دفع رباعي حديثة ومريحة على الطرق الوعرة

GMT 07:24 2023 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المنتجة الفنية ناهد فريد شوقي عن عمر يُناهز 73 عامًا

GMT 17:19 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هاميلتون يؤكد أنّ شوماخر بطل سباقات السيارات على مر العصور

GMT 14:35 2014 الخميس ,04 أيلول / سبتمبر

شريط فيديو جديد لدبلوماسي سعودي مختطف في اليمن

GMT 08:17 2022 الإثنين ,30 أيار / مايو

السعودية وأميركا... قوة المنطق

GMT 18:23 2021 الأربعاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

قرداحي يعدد ما تعلمه من أزمته الأخيرة ويؤكد شعوره بالظلم

GMT 16:10 2021 الثلاثاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إسلام سليماني يدعم محمد صلاح في سباق الكرة الذهبية

GMT 17:15 2021 الخميس ,30 كانون الأول / ديسمبر

أزياء حددت موضة 2021 يمكن الاحتفاظ بها في العام الجديد

GMT 03:47 2015 الإثنين ,02 آذار/ مارس

سلطة الأسكالوب

GMT 07:37 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

لو كنت من القيادة الفلسطينية

GMT 18:53 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة البريطانية تخلي مطار برمنغهام بسبب سيارة مشبوهة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon