مع أوباما وفريد زكريا
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

مع أوباما وفريد زكريا

مع أوباما وفريد زكريا

 لبنان اليوم -

مع أوباما وفريد زكريا

بقلم: عبدالله بن بجاد العتيبي

بنت السعودية وأميركا علاقاتٍ قديمة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة واللقاء التاريخي بين الملك عبد العزيز والرئيس روزفلت وإلى اليوم، وحين نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريراً عن توتر العلاقات بين البلدين قبل أيامٍ، ردت السفارة السعودية في واشنطن بأن «العلاقات تاريخية وقوية».

دول الخليج العربي بنت نفس العلاقات مع أميركا، وكان الطرفان العربي والأميركي متفقين في معظم الملفات الكبرى إبان الحرب الباردة، في مواجهة الشيوعية واليسار ثم «النظام الإيراني» ومن بعد في مواجهة «الإرهاب»، ولم تتغير السعودية والإمارات تحديداً، ولكن أميركا تغيرت، ومنذ أصبح «أوباما» رئيساً عمل بفكر يميل لليسار الليبرالي وسياسات غير ودودة تجاه الدول العربية مع توددٍ غير مسبوقٍ للنظام الإيراني وتحالفٍ مع جماعات الإسلام السياسي، وبدأ الخلاف يتسع.
في أحداث ما كان يعرف زوراً بـ«الربيع العربي» كان أوباما يسابق الجماهير في «القاهرة» و«بنغازي» و«المنامة» ويستخدم وسائل التواصل الاجتماعي و«السوشيال ميديا»، وفي الوقت الذي سعى لإسقاط الأنظمة العربية كان يطبخ «الاتفاق النووي» مع إيران، ويدعم استحواذ «جماعات الإسلام السياسي» على السلطة، تنبّهت السعودية والإمارات مبكراً لكل التفاصيل التي تحرّك هذا التوجه السياسي المعادي وتشكل التحالف المنقذ في العالم العربي بين الدولتين.
نجح هذا التحالف في إنقاذ «البحرين» و«مصر» من براثن الفوضى والإرهاب ومنع سقوط وتفكك «ليبيا» ومن بعد تشكل «التحالف العربي» لإنقاذ اليمن، وتمت عودة الدولة في «تونس» وكل هذا تمّ دون رضا أميركي، بل بمواقف لا يمكن وصفها بالودودة أو الصديقة، والسياسات والقرارات والتصريحات الأميركية موثقة ومؤرخة ويعلمها الجميع.
كشفت مذكرات أوباما وتصريحاته بعد انتهاء ولايتيه، وما كتبه المقربون منه عن تفاصيل لم تكن معروفة ساعة وقوع الأحداث وتشكل السياسات، وجاءت ولاية الرئيس «ترمب» فعاد الصفاء مؤقتاً للعلاقات، ولكن بعودة «بايدن» عادت سياسات أوباما وفريقه بنفس التوجهات وذات الأشخاص أحياناً، وأصبحت التصريحات أكثر صراحة ووقاحة، وحين بدأت الحرب «الروسية الأوكرانية» كان المشهد الدولي على موعدٍ مع حدثٍ كاشفٍ لما كان يعتمل قبله تحت السطح، وكانت السعودية والإمارات قد أنجزتا علاقاتٍ متقدمة مع الصين وروسيا في توازنٍ دقيقٍ وعملي أذهل المراقبين حول العالم.
 

بعد محاولات لممارسة الضغوط لم يستجب لها أحدٌ، بدأت الإدارة الأميركية في مراجعة سريعة لمواقفها، وعلمت جيداً أن الدول الواعية والقوية والحية والمؤثرة قادرة على قلب الكثير من الموازين، وبدأت أميركا في إرسال المسؤولين الرفيعين؛ وزراء ومستشارين، وفي إرسال أقرب حلفائها رئيس الوزراء البريطاني للمنطقة، والسعودية والإمارات تحديداً، وشرعت أميركا في اتخاذ مواقف أكثر عقلانية وواقعية، وتم إنجاز عهد جديدٍ لبناء مستقبل أفضل لليمن دولة وشعباً، وأصبحت إسرائيل دولة طبيعية في المنطقة، وتراجعت تركيا عن غالب السياسات العدائية ضد دول الخليج، وفي الوقت نفسه فإن «مفاوضات فيينا» لم تؤدِّ إلى «اتفاقٍ نووي» جديدٍ مع إيران.
لم تُجد شيئاً تصريحات هيلاري كلينتون عن «العصا والجزرة»، إلا أنها ذكّرت العالم بحادث إغلاق الأمير سعود الفيصل للهاتف في وجهها إبان الهيجان الأميركي في أحداث «الربيع العربي»، وعملياً أخذت تصريحات أكثر وداً تخرج من أعضاء فاعلين في الإدارة الأميركية الحالية تؤكد على التحالف القديم والمصالح المشتركة، وعلى أهمية ضمان أمن دول الخليج وترشيح مايكل راتني سفيراً لدى السعودية لاستدراك الأخطاء وإصلاح ما خربته الآيديولوجيا اليسارية الليبرالية من علاقاتٍ ومصالح.
ثار جدلٌ مستحقٌّ منذ أكثر من عقدٍ من الزمان بين النخب الثقافية في العالم العربي ودول الخليج إبان «الربيع العربي» المشؤوم عن «الديمقراطية» و«الحرية» و«الجماهير» ووسائل التواصل الاجتماعي و«الإسلام السياسي» و«استقرار الفوضى» والفرق بين غايات ومصالح الدول العربية وأميركا والدول الغربية من جهة أخرى، وانحاز الغالبية للغرب وسياساته وتياراته وبقيت القلة تؤكد على تباين المصالح وتناقض الغايات، وقد اتضحت الصورة اليوم. موقفان يستدعيان التعليق في هذا السياق، الأول، حديث «أوباما» في سان فرانسيسكو والثاني، مقال «فريد زكريا»، أوباما دعا إلى «إصلاح القوانين التي تحكم شبكات التواصل الاجتماعي لتصبح أكثر مسؤولية وشفافية»، وأن المشكلة تكمن في «المحتوى الذي تروج له هذه المنصات»، وأنها ليست «حيادية»، وانقلب السحر على الساحر باعتراف مباشر وصريح.
زكريا بدوره وبعد أن هام في عدائه للسعودية والإمارات سنين عدداً - مثله مثل إعلام اليسار الليبرالي - عاد ونشر مقالة في «واشنطن بوست» نفسها - ويا للمفارقة - ليؤكد أهمية دور السعودية والإمارات في قيادة المنطقة والتأثير في توازنات القوى في العالم، وعرف عبر الطريق الصعب ما كان يمكن معرفته بطرقٍ أسهل وأكثر عقلانية وعملية، وكنت قد التقيته شخصياً حين زيارته للرياض 2004 التي عاد منها ونشر تقريراً لا يمت للصداقة بصلة.
مقالة فريد زكريا المنشورة قبل أيامٍ نموذج يشرح كيف يمكن أن تخضع الدول العظمى مثل أميركا، لقوى أصغر منها مثل السعودية والإمارات، إذا أديرت المعركة بعقل وحكمة وشجاعة، ويكفي تذكر حملات «واشنطن بوست» واليسار الليبرالي الأميركي ضد السعودية في الإعلام وفي السياسة ورصد التحولات والمراجعات. للحقيقة وللتاريخ، فلم تتراجع السعودية والإمارات، ولكن أميركا تراجعت، هذه حقائق باردة ووقائع معلنة، وهي نتاج سياسات العقل والحكمة والشجاعة والبعد عن «الآيديولوجيات» التي تعمي السياسيين حتى وإن قادوا دولاً عظمى، وهو أمرٌ يسعد الصديق ويسوء العدو من دون شك.
يتبادر إلى الذهن موقف عددٍ من النخب العربية المثقفة التي كانت تدافع عن «أوباما» وما زال بعضها يدافع عن «بايدن» والتي حاولت وتحاول تبرير كل السياسات العدائية الأميركية، ويجب أن تسأل عن موقفها اليوم، وكيف تقرأ التحول الكبير الذي جرى ويجري في أميركا تجاه المنطقة ودولها وملفاتها الساخنة؟
أخيراً، فثمة سؤال يجب طرحه هنا، وهو هل يمكن أن تتغير أميركا في سياساتها تجاه المنطقة دولاً وشعوباً مستقبلاً بعدما وجدت نفسها مضطرة اليوم إلى التراجع والمراجعة؟ والجواب هو بالتأكيد نعم، فهي دولة عظمى وإمبراطورية كبرى، ولكن الرهان الحقيقي هو على دول المنطقة في السعودية والإمارات والحفاظ على سياسات العقل والحكمة والشجاعة في مواجهة أي تحدياتٍ مستقبلية.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع أوباما وفريد زكريا مع أوباما وفريد زكريا



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon