الشرق الأوسط و«حروب الجيل الرابع»
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الشرق الأوسط و«حروب الجيل الرابع»

الشرق الأوسط و«حروب الجيل الرابع»

 لبنان اليوم -

الشرق الأوسط و«حروب الجيل الرابع»

بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

بيلاروسيا الدولة المعزولة عن البحار أصبحت واحدة من نقاط التماس الساخنة بين روسيا من جهة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو من جهة أخرى. لاجئون يعبرون الحدود، وأزمة غاز مع قدوم الشتاء، وأزمة أوكرانيا القديمة الحديثة... هذه أحداث رمزية ذات دلالة على الاختلالات التي تجري في العالم جراء الانسحاب الأميركي منه.
انسحاب مراكز القوى الدولية من مواقعها أو نفوذها أو مسؤولياتها يخلق فراغاً طبيعياً يجبر مراكز قوى أخرى موازية أو أصغر لملئه والتمدد فيه، وهو ما يحرك الطموحات ويدفع الرغبات في التوسع وبسط النفوذ مع ما يشمله ذلك من التخلي عن الحلفاء كما جرى مع فرنسا والتقرب من الخصوم الذي قد يصل إلى ما يشبه الخضوع كما يجري التعامل مع إيران.
التخلي عن «القوة» أو بعض عناصرها قد يخفض التكاليف المالية على المدى القصير، ولكنه يخلف تكاليف باهظة على المدى الطويل أمام لاهثين خلف تلك «القوة» المتخلى عنها فيستحوذون عليها ويساومون المتخلي عنها في تبعات لا تنتهي.
تصريحات أعضاء الكونغرس الأميركي تتابع في نقد إدارة الرئيس بايدن للقضايا الدولية ويرصدون ضعفاً غير لائق بقوة أميركا ومكانتها في العالم، وهو نفس النقد الذي كان يوجه لإدارة باراك أوباما من قبل، فحينها ضمت روسيا جزيرة القرم وتدخلت في شرق أوكرانيا ودخلت سوريا وبنت قاعدتين عسكريتين فيها، والأحداث الحالية المذكورة أعلاه تدل على أن نفس النهج وذات السياسة ما زالت قائمةً، وكان الرد سابقاً بانتخاب دونالد ترمب القوي لتغطية هذه الانسحابية غير المنطقية والمعاكسة لمنطق التاريخ.
تصنيف ثلاثة من قيادات «ميليشيا الحوثي» إرهابيين وإدراجهم في قائمة سوداء بإجماع مجلس الأمن جاء بعد الجهود الكبيرة التي بذلتها السعودية معززة بالحقائق والوقائع والأدلة والبراهين، وهو قرار جاء متأخراً ودفع إليه تعنت الحوثي وجرائمه التي تستحق أكثر من هذا لولا التراخي السياسي مع النظام الإيراني وكافة أتباعه في المنطقة، والثلاثة هم: محمد عبد الكريم الغماري، ويوسف المداني، وصالح مسفر صالح الشاعر.
للمساعدة على فهم هذا القرار ضمن سياق هذا المقال يجدر التذكير بأن إدارة الرئيس بايدن كانت قد ألغت تصنيف «ميليشيا الحوثي» جماعة إرهابية قبل بضعة أشهر وتحديداً في فبراير (شباط) الماضي، واضطراب القرارات السريعة وتقلبها هو أحد عناصر «الضعف» والتخلي عن «القوة» بمعناها الشامل.
«أزمة تايوان» و«أزمة العلاقات مع فرنسا» و«أزمة أسعار الطاقة» و«أزمة الانسحاب من أفغانستان»، هي أزمات كبيرة تدفع كلها باتجاه أن «التخلي عن القوة» أو عدم الرغبة في استمرارها حين تكون استراتيجية تؤدي إلى الكثير من المشكلات للدولة الهابطة وللعالم بأسره.
التطورات المذهلة على كافة المستويات في العالم ليست جميعها جيدة أو طيبة، فبعضها هي تطورات في «الحروب» و«الصراعات» ومن ذلك «الجيل الرابع من الحروب» أو «الحروب الهجينة» أو غيرها من المصطلحات التي تتحدث عن «استراتيجيات متكاملة» لإضعاف الخصوم وإسقاط الدول وخلق «استقرار الفوضى» و«الحرب السيبرانية» و«أسلحة الذكاء الصناعي» و«حروب الفضاء»، وكما تستخدمها القوى العظمى في صراعاتها فهي كذلك سلاح للقوى الطموحة حول العالم لفرض الهيمنة وبسط النفوذ.
كما تستخدم أميركا هذا التطور في الصراعات الدولية، فروسيا تصنع الأمر ذاته على المستوى الدولي، وأقل من هذا وعلى مستوى إقليمي فإيران تستخدمه ضد خصومها في المنطقة فتفشل وتنجح، ولكنها مستمرة فيه وتحتاج مواجهتها ومواجهة مشروعها إلى استخدام هذه المفاهيم المتطورة لإدارة الصراعات الإقليمية والدولية.
الصراعات بين الدول أو التحالفات جزء من منطق التاريخ وطبيعة البشر، وهي لن تزول، بل تتطور وتتصاعد، والصراعات ليست نزهةً ولا تسليةً بل لها ضحايا من أمم وشعوب ودول، وحين يتفرغ ساسة العالم الكبار للحديث عن «الأخلاق» و«المبادئ» فقط، فإنهم يفرطون في العناصر الحقيقية والمتطورة لـ«القوة» بكافة معانيها وتجلياتها، وحين تختار أي قوة عظمى أن تتخلى عن قوتها ومكانتها فإن حلفاءها يجب أن يهتموا بقوتهم ومكانتهم وحماية مصالحهم ومستقبلهم.
الاضطرابات الكبرى التي عصفت بالعديد من دول المنطقة حين وضعها على الخريطة تشير بوضوح لتصاعد الصراعات الدولية والإقليمية؛ فالعراق وسوريا ولبنان والدور الإيراني فيها مع اليمن لا تحتاج لدليل، وأزمة ليبيا والسودان وتونس وإثيوبيا، والتدخلات التركية في سوريا وليبيا وغيرهما تؤكد نفس الفكرة وتشير لذات التصور.
هذه الحروب المتطورة لها أبعاد متعددة ومجالات مختلفة وليست عسكرية فحسب، بل هي اقتصادية ثقافية دينية تجارية إعلامية سيبرانية، وتتداخل فيها الآيديولوجيات والهويات والأعراق والطوائف، ويتم فيها تحريض الشعوب واستقطاب الجماعات والأحزاب لضرب استقرار الدول وتفتيت المجتمعات. وهي لا تلغي الحروب التقليدية، ولكنها تخفف من أعبائها وتستبقها عبر إضعاف الخصوم وإرهاق الدول وزعزعة الاستقرار وضرب اللحمة الوطنية للشعوب.
«الميليشيات المسلحة» و«تنظيمات الإرهاب» و«جماعات الإسلام السياسي» كلها أدوات في هذه الحروب الجديدة والمتطورة وبغض النظر عن طبيعة الخطاب الذي تطرحه هذه جميعاً فهو في النهاية يستخدم لتمرير مواقفها في استهداف الأوطان و«العمالة» للأجنبي وتبرير «الخيانة» ويستطيع القارئ استحضار بعض النماذج والرموز بسهولة في هذا السياق.
هذا الاختلال في موازين القوى لا يهدد دول المنطقة والدول العربية فحسب، بل هو أوسع وأكبر من ذلك بكثير، فمخاوف الدول الواقعة بين روسيا وأوروبا أو على أطرافهما ظاهرة ويتحدث عنها الإعلام ويرصدها المتابع، ومخاوف اليابان ودول المحيطين الهندي والهادئ من الصين وكوريا الشمالية وصراعات النفوذ هناك ظاهرة ومنشورة ويصح هذا في أزمات أفريقيا وأميركا الجنوبية، بمعنى أنها اختلالات شاملة وكبرى وليست مقصورة على منطقة بعينها.
لا يفهم المواطن العربي ماذا تريد إيران حين تتدخل في الدول العربية إنْ عبر «الميليشيات» أو عبر «الخلايا» الإرهابية والجاسوسية، كما أنه لا يجد مبرراً منطقياً للتدخلات التركية، ولكن التشويش على ذهنه يتم عبر الخطابات المستترة بالدين أو الطائفة أو المذهب أو عبر الحديث عن «الأعراق» كهوية قديمة أو عن «حقوق الأقليات» أو أي مبادئ أو حقوق عامة تبدو منطقية وإنسانية، ولكنها في النهاية يتم توظيفها سياسياً.
أخيراً، فقراءة مثل هذه الاختلالات في توازنات القوى دولياً وإقليمياً، ورصد تطورات «حروب الجيل الرابع» أو «الحرب الهجينة» أو «الحرب السيبرانية» أو نحوها من الظواهر، مؤثرة في الرصد والتصور والتحليل.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرق الأوسط و«حروب الجيل الرابع» الشرق الأوسط و«حروب الجيل الرابع»



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon