أوهام الاستقلال في نهاية المئوية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

أوهام الاستقلال في نهاية المئوية

أوهام الاستقلال في نهاية المئوية

 لبنان اليوم -

أوهام الاستقلال في نهاية المئوية

بقلم : سام منسى

اليوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، ذكرى استقلال لبنان عن فرنسا عام 1943، وهي آخر ذكرى في ولاية الرئيس ميشال عون وتتزامن هذه السنة مع نهاية مئوية إعلان لبنان الكبير عام 1920. ولعلها أسوأ ذكرى استقلال مرت على لبنان منذ 78 عاماً مع كل الأزمات السياسية والاقتصادية والحروب الأهلية التي شهدها سابقاً. الوضع المزري الذي آلت إليه البلاد وسط أوضاع إقليمية متزعزعة ودولية متخبطة، يدفع إلى التفكير الجدي بالمقبل من الأيام وما ستحمله من متغيرات، ليصبح السؤال: هل يبقى شيء من لبنان الذي عرفناه على مدى قرن مضى؟
إن الاستعصاء السياسي والأمني في لبنان ليس بالمستجد وأسبابه المركبة والمتداخلة محلية وإقليمية في آن. في الجانب الداخلي، وللإنصاف، جزء كبير من الأزمة هو مسؤولية لبنانية صرفة. فمنذ استقلاله، لم يقُم لبنان على أسس هيكلية ومؤسساتية تعزز قيام الدولة والمواطنة، بل على أسس طائفية جعلت منه منذ البدء مساحة جغرافية تضم مجموعة من الطوائف، عين كل واحدة منها على حامٍ خارجي. لم يتمكن من الارتقاء ليصبح وطناً، كما لم ينصهر اللبنانيون ويخرجوا من لبوسهم الطائفي ليصبحوا مواطنين. وجاءت محطة رئيسية سنة 1969 عندما وقّع لبنان اتفاقية القاهرة مع منظمة التحرير الفلسطينية. يومها، زرعت بذور الحرب الأهلية لتنفجر عنفاً دموياً عام 1975، ولم تنتهِ إلا بإبرام اتفاق الطائف عام 1989، ثم جاءت أحداث 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990 وتهجير الأقطاب المسيحيين خارج البلاد. وبعدها ودون مصالحات جذرية، تسلم أمراء الحرب السلطة لتنتقل المواجهة بينهم من متاريسهم العسكرية إلى السياسية، فاستمرت الحرب كامنة ولم تنته.
«القشة التي قصمت ظهر البعير» في العقدين الأخيرين، هي تسلم السلطة من قبل فريق لبناني مسلح ينتمي إلى عقيدة آيديولوجية مذهبية غريبة عن طائفته المحلية والبيئة اللبنانية كما العربية، وهو جزء عضوي من سياسة إقليمية تابعة للمحور الإيراني - السوري يدين له بولاء كامل. لا شك أن للأطراف اللبنانية الأخرى تحالفاتها مع دول أخرى في المنطقة، إنما لا ترقى إلى حدود الالتصاق العضوي العقائدي كما التنظيمي بها لتصبح جزءاً لا يتجزأ منها وتلتزم بتوجيهاتها وأوامرها، كما هي حال حزب الله مع إيران. هذه الحالة الفريدة على الأوطان وشديدة التعقيد، ألغت الولاء الوطني ومراعاة مصلحة كيان البلاد وأخذتها خارج بعدها العربي كما الغربي لتدخلها في مهب مواجهات إقليمية ودولية لصالح محور إقليمي.
أما المناخ الإقليمي المحيط بلبنان فهو أيضاً يشهد متغيرات كثيرة؛ أبرزها أن مفهوم العالم العربي أصبح من الماضي والمنطقة العربية باتت مشتتة واتجاهاتها وهمومها مختلفة ومتباعدة. من جهة دول الخليج العربي، ومن جهة أخرى مصر والأردن والعراق (إلى حد ما) تحاول تشكيل محور، ومن جهة ثالثة شمال أفريقيا وحروبه في ليبيا واضطرابات الجزائر، والخلافات بين دوله على أكثر من قضية، والسودان يغرق مجدداً في همومه. بالمقابل هناك المحور الإيراني الذي يضم سوريا واليمن ولبنان والعراق الحائر والمتنازع عليه.
هذه المشهدية العربية بكل نزاعاتها وأزماتها، دخل عليها عامل تغييري إضافي جديد هو تطبيع ست دول عربية مع إسرائيل، إضافة إلى فلسطين نفسها، وقطر وسلطنة عمان غير بعيدتين عن مناخ التصالح هذا. في المقلب الآخر، تصعّد دول المحور الإيراني مواجهتها مع المطبّعين الذين يحاولون توسيع حلقة التطبيع ليطال سوريا، متجاهلين أنه بمثابة انتحار لنظام الأسد لأنه يفقده علة وجوده وهي زعم مقاومة إسرائيل. كما أنه يفترض خروج دمشق عن سيطرة إيران، وهذا لن يحصل لأن أواصر العلاقة بين البلدين عقائدية عميقة، وطهران تمسك بمفاصل القرار في دمشق ولن تتنازل عن رأس حربتها التي أدخلتها المنطقة في استثمار عمره عقود. ومن جهة ثانية، لعل إسرائيل ليست راغبة في التطبيع مع نظام دولة محكومة من خمس دول أخرى، لا سيما أنها لم تشأ يوماً إسقاط نظام الأسد إنما تفضّل سوريا الضعيفة والمحتلة، التي تحوّلت إلى ملعب للطائرات والصواريخ الإسرائيلية ومنصة لتقليم أظافر إيران.
أما على الصعيد الدولي، فتبقى السياسة الأميركية الضبابية التي تتنازعها مجموعة من التناقضات سيدة الموقف. فمن جهة، تسعى الإدارة الديمقراطية للعودة إلى الاتفاق النووي وتتجنب إغضاب إيران مقابل تشدد الكونغرس الأميركي بغالبيته من الحزبين تجاهها وحلفائها، واحتمال ألا تأتي نتائج الانتخابات النصفية المقبلة لصالح الديمقراطيين. وهي لا تستطيع من جهة أخرى التغاضي عن ممارسات طهران المزعزعة لأمن المنطقة والمجازر التي ترتكبها أذرعتها كما الأنظمة المتحالفة معها، وعلى رأسهم النظام السوري. وبالنسبة إلى إيران، يبدو أن العودة إلى الاتفاق النووي لا تصب في مصلحتها أقله راهناً، إذ تخسر ورقة ابتزاز تستغلها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، فضلاً عن توفير الصين لها عمقاً لا يستهان به.
المحصلة أن لبنان يحتفل بالاستقلال المتهالك ويدخل السنة الأخيرة من ولاية رئيس الجمهورية ونهاية المئوية وسط هذه الأجواء الملبدة التي انعكست عليه هجرة غير مسبوقة أشبه بالفرار. وهو حتى دونها يمر بأصعب وأخطر مرحلة من تاريخه الحديث: دولة مغيبة بكل مؤسساتها وتحكّم طرف فيها، عالم عربي عاجز عن اتخاذ موقف جامع موحّد رغم محاولات إنشاء نظام إقليمي جديد متماسك يواجه إيران ويغير في سياسات الإقليم، والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تقول بصراحة لا تعتمدوا علينا «وقلّعوا شوككم بأيديكم».
كل مواقف وردود الأفعال الغربية من الأحداث الجسام التي مرّ بها لبنان منذ عقود، وأبرزها التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتحقيق في تفجير مرفأ بيروت إلى تغوّل حزب الله، ألا تذكّر بمحاولات العفو عن الممارسات التي ارتكبت في سوريا؟ من يسامح كل ما ارتكب في سوريا يعفو عما حصل في بيروت. وكل المعزوفة الأممية المملة بشأن أحوال لبنان من مقولة التمسك بسيادته واستقلاله وتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701 هي كلام في الهواء ليس إلا. فالغرب يعمل وفق مصالحه، وتقتضي اليوم ألا يُصدّر لبنان مزيداً من المشاكل إليه ولو ظل محكوماً من «الشياطين». المهم ألا يشكل زعزعة في الإقليم تؤثر سلباً عليه، وإلا كيف نفسر دعم واشنطن للحكومة الحالية التي تقول بنفسها إنها حكومة حزب الله؟ واللافت في كل ذلك أن لبنان يخضع للمقاطعة والعقوبات بسبب حزب الله، بينما هناك من يسعى لمصالحة سوريا الراعي الأساسي لوجوده في لبنان والشريان الرئيسي لتمدده في المنطقة. ليس لدى الغرب أي مشكلة بأن يعترف بحكومة يمسك حزب الله بمفاصلها أو بمحاولة التطبيع مع النظام السوري، على الرغم من محاولات احتواء وتحجيم السطوة الإيرانية عليه.
لا أحد يأبه لما فعلته إيران في لبنان بعد إسقاطها للحدود بين الدول التي تسيطر عليها وبنائها قواعد لها على مستوى البنى التحتية غيرت ثقافة البلد وعاداته ونموذجه التربوي والمصرفي والمالي والاقتصادي والسياسي. فإيران لا تحتل البلد عسكرياً إنما تسيطر عليه عبر اختراق لبيئات محلية وتعمل بصبر وهدوء، وهي أول من استخدم مفهوم التهرب من المساءلة عبر استخدام البيئات المحلية لخوض حروبها وتوسيع تمددها. حزب الله يخطو اليوم خطاها في لبنان، فهو لا يحكم مباشرة، بل عبر لبنانيين مسيحيين، وهذا واقع لا يريد الغرب أن يقر به أو يفهمه.
لعل المشهد اللبناني يوم ذكرى الاستقلال مبعث لليأس والحزن الشديد، ليس فقط بسبب سقوط كل المؤسسات وتهاوي مقومات الوطن، بل الأشد إيلاماً هو سقوط إرادة مقاومة هذا الواقع الذي بات بمثابة القدر المحتوم، بينما تتنافس أغلب القيادات فيما بينها في لعبة ديمقراطية متوهمة، لأنها تحت مظلة حزب الله.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوهام الاستقلال في نهاية المئوية أوهام الاستقلال في نهاية المئوية



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon