ماكرون يَستسلم فليكــن الانهيار
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ماكرون يَستسلم: فليكــن الانهيار!

ماكرون يَستسلم: فليكــن الانهيار!

 لبنان اليوم -

ماكرون يَستسلم فليكــن الانهيار

طوني عيسى
بقلم : طوني عيسى

ما يَرْشح من الأقنية الديبلوماسية العليمة، أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون آتٍ إلى لبنان، هذه المرَّة، لرفع العتب، لا أكثر. فهو محبَط تماماً، وسيقول: لم أترك طريقة إلا وجرَّبتُها، لكنكم ترفضون إنقاذ أنفسكم. دَبِّروا راسكم... وإلّا فليكن الانهيار!

في الأيام الأخيرة، دخلت المبادرة الفرنسية مرحلة حرجة. فهل باريس هي التي أدخلت نفسها في هذا التعثُّر؟ البعض يعتقد ذلك، ويقول: «الفرنسيون راهنوا على أمرٍ يستحيل تحقيقه، وهو أنّ الإنقاذ يمكن أن يتحقق على يدِ القوى نفسها التي أوصلت البلد إلى الخراب».

ولكن، في المقابل، تدافع باريس عن نفسها وتسأل: «مِن أين نأتي بالطاقم الجديد، ليتولّى الإنقاذ في لبنان، ما دام الممسكون بالسلطة هم الأقوى ويحظون بدعم القوى الخارجية؟».

ويدافع الفرنسيون عن سياسة «تدوير الزوايا» التي اعتمدوها، ولو أظهرت فشلها، ويقولون: أيضاً، لم تنفع سياسة الضغط المطلق التي يتَّبعها الأميركيون لإضعاف نفوذ «حزب الله». فهي أدّت إلى ما يشبه الانهيار الشامل للمؤسسات والاقتصاد والمال، فيما «الحزب» استطاع تدعيم قوته داخل مناطقه ومؤسساته، ولم يتراجع نفوذه في السلطة. واليوم، يستحيل تشكيل حكومة من دون رضاه.

في أي حال، المطلعون يقولون إنّ من غير المجدي الدخول في سجالٍ حول الخيار الأفضل: هل هو الفرنسي المرن أو الأميركي المتشدّد؟ ففي الواقع، مبادرة ماكرون تمّ تنسيقها مع واشنطن، وتحظى بدعمٍ منها. والطرفان يلتقيان على الهدف: الإصلاح والشفافية والنأي بالنفس عن المحاور الخارجية. ولذلك، الأميركيون تركوا لماكرون أن «يجرِّب حظّه»، لعلّه يستطيع تحقيق هذا الهدف بطريقته، وبعد ذلك «يكون لكل حادث حديث».

بعد انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، حاول الفرنسيون إنتاج حلول من خلال اللجنة الثلاثية الأميركية - البريطانية - الفرنسية، على مستوى المدراء في وزارات الخارجية. وتنقلت الاجتماعات بين عواصم الدول الثلاث.

آنذاك، شكا الأميركيون من ليونةٍ فرنسية زائدة في التعاطي مع «حزب الله». وحاول البريطانيون أن يأخذوا على عاتقهم إيجاد مخرجِ وسطي يُرضي الشريكين الفرنسي والأميركي. لكنهم فشلوا أيضاً، وانفرطت اللجنة، وانتصرت وجهة النظر الأميركية القائلة بممارسة الضغط إلى الحدّ الأقصى.

ولكن، استنتج الأميركيون أنّ حكومة الرئيس حسّان دياب هي نسخة أخرى من الحكومات التي يسيطر «حزب الله» على قرارها. وفي ذروة التعثّر، وقع انفجار المرفأ، فوجد الفرنسيون باباً جديداً ليفرضوا إيقاعهم على اللعبة، فنزل ماكرون على الأرض بكل رصيده، ولكنه لم ينجح هذه المرّة أيضاً في استيلاد التسوية، لا بنسخة مصطفى أديب ولا بنسخة سعد الحريري. وحتى مؤتمر الدعم الإنساني بقي محدود التأثير.

اليوم، يطلق ماكرون «الخرطوشة الأخيرة» من خلال المبادرة الأوروبية الشاملة. والكلفة هي دخول الألمان شريكاً مضارباً، بتشجيع أميركي، انطلاقاً من كون برلين أقرب إلى الموقف الأميركي في النظرة إلى «حزب الله» وتصنيفه.

ويعتقد كثيرون، أنّ زيارة ماكرون الآتية لبيروت، بين 21 و23 كانون الجاري، ستحمل تهديداً فرنسياً مبطناً بسحب اليد من لبنان، وبتركِهِ ليتدبّر بنفسه طريقة التعاطي مع المواجهة الطاحنة بين الولايات المتحدة وإيران.

ويشعر ماكرون بغضب شديد من القوى السياسية التي أضاعت فرصة ثمينة لاستفادة لبنان من الدعم الذي يعمل لتقديمه. ويعتقد أنّ استعادة هذه الفرصة قد لا تبقى متيسّرة حتى انقضاء النصف الأول من سنة 2021.

فحتى انتهاء عهد الرئيس دونالد ترامب، في 20 كانون الثاني المقبل، لا مجال لأي دورٍ توفيقي فرنسي في لبنان، لأنّ المواجهة بين واشنطن وطهران ستكون في الذروة، وسيكون لبنان جزءاً منها. وكذلك، عندما يتسلَّم الرئيس جو بايدن مقاليد الحكم، ستكون الطريق مقفلة أمام المبادرة الفرنسية في كل الحالات.

فإذا انطلقت المفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران، سينتفي دور الوسيط الفرنسي في لبنان. وإذا تمّ الاتفاق بينهما، فإنّهما لن يحتاجا إلى وساطة فرنسا. وأما إذا انفجرت المفاوضات بينهما، فلن يكون المناخ ملائماً لفرنسا كي تستكمل وساطتها. وهذه الاحتمالات هي التي ستفرض نفسها على مدى أشهر بعد تسلُّم بايدن زمام الأمور في البيت الأبيض.

ولكن، هل من مصلحة الفرنسيين أن يستسلموا ويسحبوا يدهم من رعاية التسوية في لبنان؟

براغماتياً، لبنان يشكّل لباريس منصّة آمنة وواثقة للمصالح، وليس لها أي موقع يضاهيه في الشرق الأوسط. ولذلك، هي تحرص على عدم التخلّي عنه في خضم نزاعها الشرس في البقعة المتوسطية، مع قوى إقليمية ودولية، حيث يَسيل اللُعاب أمام آلاف آلاف المليارات من دولارات الغاز والنفط، التي آن الأوان لإستخراجها من البحر. والفرنسيون حجزوا لشركاتهم حصةً في الكعكة اللبنانية.

ربما يسارع ذوو السلطة، بنحو ماكر، إلى تشكيل «حكومةٍ ما»، لعلّهم يُرضون ماكرون ويُبقون على الخيط الرفيع الذي يربطه بالأزمة اللبنانية. لكن المهزلة لن تنتهي هنا، لأنّ أي حكومة تولد اليوم ستكون نسخة أخرى عن حكومة دياب وما سبقها من حكومات الفشل. ولذلك، يبدو البلد سائراً بكل ثقةٍ نحو الخراب.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماكرون يَستسلم فليكــن الانهيار ماكرون يَستسلم فليكــن الانهيار



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon