الحريري يهدِّئ اللعبة شهرين
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الحريري يهدِّئ اللعبة شهرين!

الحريري يهدِّئ اللعبة شهرين!

 لبنان اليوم -

الحريري يهدِّئ اللعبة شهرين

طوني عيسى
بقلم : طوني عيسى

يَنتظر الرئيس سعد الحريري حكومتَه على طريقة «أهواكَ بلا أمل». فما يريده لا يَقْدِر عليه، وما يَقْدِر عليه لا يريده. ولذلك، وضَع مرسوم التكليف في جَيْبِه ونام، فيما الرئيس حَسّان دياب نائم «مِن زمان»، ولا شيء يوقظه. وهكذا، يكمل البلد رحلته في رحاب جهنَّم الحمراء!

مُستغرَبٌ حديث البعض عن موانع داخلية لتأليف الحكومة. كأن يُقال مثلاً إنّ السبب هو سوء العلاقة بين الحريري والوزير جبران باسيل والخلاف على الحصّة المسيحية. ففي الداخل، يتلهَّون بالحصص إلى أن تأتي «الكلمة السرّ» من الخارج. وحينذاك، تتكفَّل كلمةٌ واحدة، من واشنطن أو طهران أو سواهما، بإقناع مَن لا يَقنع، فتتألّف الحكومة في لحظة؟

اليوم، هذا هو مأزق الحريري. فالأميركيون والسعوديون طلبوا منه عدم تشكيل حكومةٍ يكون فيها لـ»حزب الله» يدٌ أو دورٌ أو نفوذٌ. وهو لا يجرؤ على معاكسة هذا القرار، خصوصاً بعد لوائح العقوبات الجاهزة التي تشمل كثيرين، حتى من الصفّ الأول. وبعد المسّ مباشرة بباسيل، بسبب تلاحمه مع «حزب الله»، يعتمد الحريري قاعدة «ما مِتت، ما شِفت مين مات»؟

ولكن، في المقابل، لا يجرؤ الحريري على تشكيل الحكومة خلافاً لإرادة «الحزب». فلا مجال لمعاكسة الطرف الأقوى على الساحة اللبنانية والتمثيل الشيعي والغالبية النيابية. وهنا أيضاً تصبح قاعدة «ما مِتت ما شِفت مين مات» قابلة للتطبيق.

مِن سخريات القدَر أنّ «الثنائي الشيعي»، أي «حزب الله»، هو اليوم الداعم الأساسي للحريري، بعدما وقع الطلاق بينه وبين المسيحيين عموماً: الرئيس ميشال عون وفريقه السياسي، والدكتور سمير جعجع، وحتى بكركي التي لا تمنحه رضاها. وأما رئيس «المردة» سليمان فرنجية فلا يكفي وحده للتعويض.

هنا يجدر تسجيل الملاحظة الآتية: الحريري يحصل على قوة استمراره مكلَّفاً من «الثنائي» أي «الحزب». وباسيل يحصل على القوة من العهد، والعهد يحظى بداعم أساسي هو «الحزب». وهكذا، إنّ قوة الحريري وباسيل ومعظم الآخرين هي «من الحزب وإلى الحزب تعود». فكيف لأحد، والحال هذه، أن يتجاوب مع المطالب الأميركية - السعودية بعزله عن الحكومة العتيدة؟

يدرك الحريري أنّه في تشرين الثاني 2017، عندما عاد من أزمة استقالته في السعودية، أطلق وعداً للسعوديين بأنّه سيحدّ من انزلاق حكومته في نهج «حزب الله». لكنه لم يفِ بهذا الوعد أبداً، لأنّه ليس واقعياً. وهذا الأمر يواجهه الحريري اليوم أيضاً، عندما تصل إليه الإشارة من وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، ومفادها أنّ الدولة اللبنانية «تعجّ بالفساد بفعل سيطرة حزب الله».

إذا قرّر الحريري الاستجابة إلى الأميركيين والسعوديين اليوم فستكون مغامرة له. وفي المقابل، إذا قرَّر الاستجابة لـ»حزب الله» فستكون مغامرة له أيضاً. إذاً، ماذا ينتظر وماذا سيفعل؟ وأساساً، لماذا وافق على العودة إلى السرايا ما دام يعرف الصعوبات التي سيصطدم بها؟ في الواقع، يلعب الحريري ورقة الفرنسيين الذين اعتقدوا أنّهم يمكن أن يحظوا بفسحة من التوافق بين واشنطن وطهران. لكنهم أُصيبوا بالخيبة وسقط رهانهم.

المشكلة أنّ الفرنسيين لا يملكون ثمناً يدفعونه لإيران كي توافق على تسوية موضعية في لبنان. وفي الموازاة، يقبل الأميركيون بالدور الفرنسي تحت سقفهم، أي إنهم يتجنبون إطلاق يد فرنسا فتتجاوزهم في لبنان. وبين المحورين المتصارعين، أصيب الرئيس إيمانويل ماكرون بالخيبة، ومعه صديقه الحريري.

كان الفرنسيون يراهنون على كسب الوقت لإمرار الانتخابات الرئاسية الأميركية فتظهر الصورة. لكن الإيراني قرَّر الانتظار أكثر، حتى 20 كانون الثاني المقبل ورحيل دونالد ترامب. ولكن، ما يحدث في الشرق الأوسط يبدو أكبر من طاقة الفرنسيين. وفترة الشهرين الباقية من ولاية ترامب تبدو صاخبة جداً وحافلة بمفاجآت ستخلق وقائع جديدة يصعب على بايدن أن ينسفها أو يتجاهلها.

هذه المفاجآت قوامها 3 قوى إقليمية: إسرائيل، إيران والسعودية. وتوحي المناخات بنشوء تحالفات جديدة تخلط الأوراق بعنف على مجمل رقعة الشرق الأوسط. والأرجح أن ترامب مصرّ على تحقيق ذلك سريعاً جداً، أي قبل انتهاء ولايته.

عملياً، الخيار الذي ينقاد إليه الحريري هو الاعتذار. لكنه حتى اليوم يحرص على القول إنه ليس نسخة ثانية من الدكتور مصطفى أديب، وإنه لن يتخلّى عن تكليفه إطلاقاً، أي حتى تفرض عليه الانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة ذلك، في ربيع 2022 وخريفه، إذا جرت في مواعيدها الدستورية طبعاً.

بنصيحة فرنسية، قرَّر الحريري أن ينام، وفي جيبِه التكليف، ما دام أحد لا يستطيع انتزاعه منه. ولن يكون الرئيس عون قادراً على «إقناعه» بالانسحاب تسهيلاً للحل لأن عون نفسه جاء بعد معاناة أكثر من عامين مع الفراغ، وهو الذي رفع عنوان: فليكن الفراغ حتى وصول الرئيس القوي.

هذا السيناريو يعني أن البلد ذاهب فعلاً إلى الاضمحلال، بالمعنى الحقيقي لا المجازي، وبكل المقاييس السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية وحتى الأمنية- العسكرية ربما. ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قالها مراراً وبوضوح. هذا السيناريو يحقّق ما قاله عون: الدخول في جهنَّم. لكن، خصومه يقولون: أساساً نحن في جهنَّم منذ سنوات. وللتوّ دخَلنا في ثُلثِها الأخير. فأين المفرّ؟

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحريري يهدِّئ اللعبة شهرين الحريري يهدِّئ اللعبة شهرين



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon