لا لجنة مؤقتة ولا بلوط

لا لجنة مؤقتة ولا بلوط

لا لجنة مؤقتة ولا بلوط

 لبنان اليوم -

لا لجنة مؤقتة ولا بلوط

فادي عبود
بقلم : فادي عبود

تلملم بيروت اليوم جروحها، وتبقى الخسائر البشرية أقسى ما خلّفته هذه الكارثة، من فقدان أحبّة وشبان وأطفال، جرح مفتوح سيبقى في قلوبنا وذاكرتنا. وكما الحياة استمرارية، غداً يوم آخر، لتثبت بيروت انّها المدينة التي لا تموت والقادرة على النهوض والحياة مجدداً، ولكن كيف سنبني هذا الغد؟ وكيف سنكون منتجين ونحوّل بيروت ومرفأها مركزاً متطوراً يشكّل صلة وصل حقيقية ويتحوّل شرياناً انمائياً حقيقياً؟

هل سنستعيد الطرق نفسها والعقلية نفسها في ادارة مرفئنا وطرق استيرادنا وتصديرنا؟ هل سنستعيد التجربة الفاشلة التي كانت موجودة والتي كبّدت الدولة والاقتصاد خسائر لا تُحصى ولا تُعدّ؟ وهل سنتعلّم شيئاً من مصائبنا المتكرّرة؟

كان مطلبنا الرئيسي ولا يزال تطوير عمل المرفأ والانتقال الى مرفأ تنافسي، حيث ومما لا شك فيه، انّ المرفأ تحوّل في السنوات الماضية مساحة للتخزين أكثر منه مرفأ فاعلاً يعتمد وسائل متطورة وحديثة، وما كانت محاولة ردم الحوض الرابع الاّ جزءاً من هذه السياسة، التي تسعى الى كسب المال من خلال التخزين والترانزيت. الكل اصبح مقتنعاً بأنّ الروتين الاداري والتركيز على تفسير الصلاحيات غبّ الطلب اغتالت مرفأ بيروت! وانا خائف اليوم ان تمتد يد الإهمال الى كل ما تبقّى من حركة المرفأ. فكل ما يتمّ تخليصه اليوم مشحون قبل الانفجار، وبالتالي لا أحد يحاول ان يستفيد من الفوضى الحالية!!.

يجب تغيير الإجراءات المتّبعة في مرفأ بيروت وكل المراكز الجمركية حالاً اليوم وليس غداً. الإجراءات المتبعة غير فعاّلة، وهي باب مدروس للإبتزاز ولم تنجح ابداً في منع التهريب. المطلوب اليوم الانتقال الى وسائل حديثة، وهذا الموضوع طارئ ولا يتحمّل لجاناً وتأخيراً:

ـ أولاً، اعتماد الشفافية المطلقة في عمل المرفأ، لتصبح كل البيانات والمداخيل والمناقصات والاستثمارات متاحة للعموم عبر موقع الكتروني خاص.

-ثانياً، الانتهاء مما يُسمّى اللجنة المؤقتة لمرفأ بيروت، وإيجاد صيغة فاعلة جديدة، عبر خصخصة ناجحة ومتطورة، وليس خصخصة مصالح واقتساماً لقالب الجبنة.

- ثالثاً، أصبح من المسلَّم به أنّ الوقت قد يكون السلعة الأغلى ثمناً، وبالتالي من المؤكّد أنّه يجب إنهاء المعاملة في أسرع وقت ممكن، واعتبار التأخير غير المبرَّر بمثابة رشوى يُحاسِب عليها القانون. فكلّ التجارب والدراسات في كلّ دول العالم أثبتت أنّ الرقابة اللاحقة هي الحلّ، أمّا خلق العراقيل لتأخير التخليص، فهي لا تفيد إلّا مَن يرتشي. انّ التأكّد والتمحيص والفحوص وغيرها إذا كانت ضرورية، يتمّ اجراؤها ولكن بعد «تسريح» البضاعة الى اصحابها، وتكون الغرامات قاسية وقاسية جداً، إذا كانت البضائع تختلف عن التصريح بعد الكشف عليها داخل السوق.

جمارك دبي أطلقت مبادرة مبتكرة للارتقاء بكفاية الأداء الجمركي في دبي، عبر تطوير نظام التدقيق الجمركي اللاحق، وهو النظام المختص بالتدقيق اللاحق على الشحنات التجارية بعد إنجاز المعاملات الجمركية، حيث تُعدّ هذه المبادرة من مبادرات التطوير الرائدة في مجال التدقيق اللاحق وهي المبادرة الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي. عسى أن نتعلّم....

 رابعاً، إعادة النظر في الرسوم المرفئية التي لا تراعي الجدوى الاقتصادية وهي في الواقع رسوم جمركية، لأنّها تُستوفى بحَسب نوع البضاعة وليس على أساس وزنها أو حجمها.

 خامساً، خلق استثمارات ناجحة داخل المرفأ. فإذا نظرنا الى الوضع السابق كانت الابنية شبه فارغة، وكان قد تمَّ بناؤها بمواصفات غير مقبولة أبداً. وبالطبع، نحن نعلم ذلك من خلال المبنى الذي كان تمّ تخصيصه كمعرض دائم للصناعة اللبنانية، وتمّ استرداده لاحقاً من إدارة المرفأ وبقي فارغاً لا يُستعمَل .

الخروج من أي كارثة يكون بالتخطيط والالتزام بخلق واقع مغاير لما كان سائداً. فلنثبت للعالم كله اليوم اننا قادرون على خلق مرفأ عالمي يكون شرياناً أساسياً للاقتصاد اللبناني، معاناة الناس التي تضرّرت وتألمت تُلزمنا بالتغيير الجذري.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا لجنة مؤقتة ولا بلوط لا لجنة مؤقتة ولا بلوط



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon