فينا نصير أغنى مما كنا
ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلاً بدء تشغيل أول محطة صينية لمراقبة الغلاف الجوي في القارة القطبية الجنوبية وفاة الفنان المغربي القدير مصطفى الزعري بعد معاناة طويلة مع المرض وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل
أخر الأخبار

"فينا نصير أغنى مما كنا"

"فينا نصير أغنى مما كنا"

 لبنان اليوم -

فينا نصير أغنى مما كنا

فادي عبود
بقلم : فادي عبود

نعم نستطيع ان نعود أغنى مما كنا، فلبنان لا تنقصه الخبرات والقدرات والمقوّمات، شعبنا يملك مهارات كثيرة، كما نتمتع ببلد نُحسد عليه من حيث الطبيعة والمناخ والتنوّع، نملك كل ذلك ولكننا فشلنا في استغلال هذه المقومات لبناء الاقتصاد، في حين مثلاً سنغافورة، والتي تشكّل مساحتها 1 على 15 من مساحة لبنان، وشعبها (6 ملايين نسمة) كان لا يملك مهارات، استطاعت ان تتحول الى احدى اقوى الاقتصادات في العالم، وقامت بتطوير مهارات شعبها. كان من المفروض ان نكون أغنى منهم، ولكننا نعيش تحت لعنة الفساد والطائفية، وهما آفتان نجحتا بقتل اية محاولة انماء عبر السنين.

اما كيف سنتمكن من النهوض مجدداً، فهذه بعض الافكار الاساسية:

- اولاً، ايقاف الهدر والفساد جذرياً، وهو المسؤول عن افلاسنا في الدرجة الاولى. فأشدّد على انّ لبنان ليس مفلساً بل تمّت سرقته ونهبه، ولن نتمكن من السيطرة على ذلك من دون قانون الشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة. انّ اعتماد الشفافية المطلقة سيعزز الثقة الخارجية والداخلية بأية سلطة سياسية ستمارس الحكم في المستقبل، وسيُصبح من الصعب جداً تكرار جرائم الفساد ونهب الدولة. وتصبح الضرائب المدفوعة وعائدات الدولة تخضع للمراقبة المباشرة من اي مواطن دون الحاجة الى وسيط.

- ثانياً، إعادة ربط المغترب ببلده عبر إعادة كسب ثقته بأنّه لن يتمّ نهبه كلما جاء الى لبنان، فنعتمد اسساً اخلاقية وشفافة في التعامل معه، وايقاف محاولة استغلاله وغشه، بدءاً من التاكسي الى الفندق، الدكان وصولاً الى المصارف. اعادة الثقة سيُعيد ربطنا بجالية عريضة تحب لبنان وتريد مدّ جسور التواصل والاستثمار، الّا انّ ما يمنعها هو فسادنا وانعدام شفافيتنا، جالية منها من لم يزر لبنان مطلقاً ومنهم من زار لبنان واصطدم بالفساد والاستغلال.

- ثالثاً، بناء عقلية جديدة للانتقال الى الاقتصاد المنتج، فنحن نصنّف الاعمال على أنّها شريفة وغير شريفة، فننظر الى بعض الاعمال، مثل تنظيف الطرق والاعمال اليدوية في الزراعة وفي البناء او في البيوت، على أنّها غير شريفة ونسعى الى اعطائها لوافدين من بلدان أخرى، وهذا خطأ يكلّفنا الكثير.

كل عمل منتج هو عمل شريف. صحيح انّ هناك أعمالاً تحتاج قدرات علمية او قدرات جسدية او دراسات طويلة ليست بمتناول كل شخص، ولكن المطلوب من الجميع ان يستغل القدرات التي يملكها بأحسن طريقة ممكنة ولو كانت محدودة، وهذا ليس له علاقة بالشرف، انّ العمل لا يحدّد شرف الإنسان، فالعامل الشريف هو الذي يعطي عمله الجهد والمثابرة والامانة الكاملة.

وأود هنا التشديد على فكرة بالغة الاهمية، تجمع بين الاغتراب وشرف العمل، انّ معظم الثروات المحلية لم تُصنع في لبنان، هي تعب وشقاء اجيال هاجرت من لبنان وناضلت لمساندة عائلاتها، فعمل اجدادنا في مصانع، لأنّ العمل فيها كان لا يفرض معرفة اللغة او مهارات خاصة، وتركت جداتنا عائلاتهن وهاجرن وحملن «الكشّة» ووقفن وجلِن في الطرقات لبيع أدوات بسيطة وجني القروش لجمع لقمة العيش. لقد ازدهرنا بسبب تعبهم وتضحيتهم وعملهم البسيط، تكونت ثرواتنا لأنّهم لم يخجلوا ان يعملوا في مهن بسيطة كما يحصل اليوم. هم الذين تحمّلوا اصعب الظروف، لن ننسى فضلهم على كل واحد منا، هم فخرنا، وسنشرح لأولادنا وللأجيال القادمة كيف غيّرت تضحياتهم حياة الكثيرين، وكانوا السبب بصنع ثروات وبحبوبة لعائلات كثيرة، وكي لا ننسى انّ اي امتياز وبحبوحة هما نتيجة اشخاص جبابرة، قطعوا البحار، حُرموا من عائلاتهم، وعملوا في الطرقات والمعامل، ذرفوا دموعاً، عرقاً ودماً، ليؤمّنوا حياة كريمة ومستقبلاً زاهراً لأحبابهم. فعلينا ان نحترم هذه الاعمال الصغيرة ولا نتعالى عليها لأنّها أساس نعمتنا.

- رابعاً، مرض الطائفية المقيت الذي لا يزال يفتك بلبنان ويدمّر فرص نموه، نحتاج الى قناعة شاملة بأننا شعب واحد في وطن واحد، وان لم نقم بذلك يجب أقلّه ان نتوقف عن خداع انفسنا ونتوهم بأننا شعب واحد، واذا أقرّينا أنّه من المستحيل العيش سوياً، فربما يجب البحث عن حلول اخرى لوطن تمزقه انتماءاته الطائفية، ويبدو انّ هناك العديد من المستفيدين من الطائفية ويسعون لتأجيجها. واعود الى مثل سنغافورة التي نجحت بالرغم من تنوعها الطائفي وحتى العرقي والإتني، من بناء مجتمع موّحد، استطاع ان ينقل سنغافورة من مستنقع الى بلد متطور وغني. اما نحن، فحوّلنا بلداً غنياً مليئاً بالمقومات والفرص الى مستنقع مفلس.

أقلّه يجب ان تبادر كل الاطراف الى الموافقة على الزواج المدني لنقتنع ولو قليلاً اننا نسعى الى بناء مجتمع موّحد.

واود توجيه ملاحظة بالغة الاهمية لكل الاحزاب والتيارات من دون استثناء، ان تتوقف عن توجيه اية انتقادات او تصريحات عدائية تجاه اي دولة اقليمية من جيراننا او المنطقة او عالمياً في اي مكان، لاننا لا نملك ترف مخاصمة احد. بل نحتاج ان نكون بعلاقة طيبة مع الجميع، ونستقبل الجميع، لأنّ معاداة احد لن تفيدنا بشيء. والاهم، انّ لبنان هو اصغر واضعف من ان يلعب اي دور في اي صراع اقليمي او استراتيجي، وتاريخياً كان انخراطنا في اي صراع اقليمي والوقوف مع اي طرف، ما كان ينتهي بضرر كبير علينا وبخسارتنا الكثير. نحتاج ان نبني اقتصادنا ونؤمّن البحبوحة للجميع، وبالتالي يجب ان نكون على علاقة طيبة مع «الكلّ»، وهذه المرة فقط أقول « كلن يعني كلن».

أخيراً، لن أفقد الامل ببناء لبنان الحديث، لبنان المنتج الذي لا يخجل ابناؤه من العمل والجهد، الى بلد يحتضن قدرات ومهارات شبابه ومغتربيه، الى بلد يطبّق قانوناً متقدّماً للشفافية المطلقة، ويعلّم العالم كيف يكون رائداً بالشفافية مثلما علّمهم الحرف.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فينا نصير أغنى مما كنا فينا نصير أغنى مما كنا



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
 لبنان اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 لبنان اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 14:16 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 14:46 2020 الخميس ,26 آذار/ مارس

ظهور أول إصابة بكورونا داخل "البارصا"

GMT 10:49 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم بإطلالات خريفية محتشمة

GMT 17:55 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

انخفاض سعر ربطة الخبز في لبنان ورفع وزنها

GMT 21:00 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

اهتمامات الصحف البريطانية الخميس

GMT 18:38 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

عن كايروس فلسطين في زمن الميلاد

GMT 14:20 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

6 إصابات جديدة بفيروس كورونا في سلطنة عمان

GMT 12:51 2018 الثلاثاء ,27 آذار/ مارس

السيسي وثورة بيضاء على إعلام "الثرثرة"

GMT 19:54 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"عبر الغيوم" ناسا تشرح قصة صورة الصاروخ الذي اخترق السحاب
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon